بعد 72 ساعة من إعلان مصر سداد آخر أقساط القرض المستحق عليها لمصلحة تركيا بقيمة 200 مليون دولار، الأربعاء الماضي، بدا أن القاهرة تناوش أنقرة، التي تشهد العلاقة بينهما توتراً منذ إطاحة الرئيس الإخواني محمد مرسي ووصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سدة الحكم، يونيو 2014.

المناوشة عكستها مقابلة أجرتها صحيفة الأهرام «شبه الحكومية» مع المعارض التركي مؤسس حركة «الخدمة» المقيم في الولايات المتحدة، عبدالله غولن.

Ad

مراقبون اعتبروا أن غولن لامس، في حواره، الأزمة الخليجية الأخيرة، بإشارته إلى أن «الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يستخدم الإخوان لبسط نفوذه، وأن تحالفه مع قطر ضد مصلحة الشعوب».

غولن قال إن «تركيا تنجرف منذ خمس سنوات تقريباً وبسرعة فائقة نحو سلطة الرجل الواحد... وأعتقد أن النظام التركي الحالي يستخدم (الإخوان) أداة لبسط نفوذه في جميع أنحاء العالم الإسلامي، عبر استغلال المشاعر الدينية، وقضايا الأمة المركزية»، مضيفاً: «إن تدخله (أردوغان) السافر في شؤون الدول الأخرى سواء المجاورة لتركيا أو غيرها، بات واضحاً للعيان، ولا أعتقد أن هناك دولة ترحب بمثل هذه التدخلات».

ورداً على سؤال الصحيفة: «هل تعتقد أن وقوف تركيا إلى جانب قطر يعود بالفائدة على المنطقة العربية والإسلامية؟» قال غولن: «لا أعتقد أنه صدرت حتى الآن من تركيا تحت وصاية أردوغان أية مساهمة تعود بالنفع على المنطقة والمسلمين، ولو استمر النظام على هذا النحو فلن يكون في المستقبل أيضاً، إن النظام التركي الحالي بقيادة أردوغان يسعى وراء مصلحة أفراده الشخصية والسياسية».

وقال الباحث في الشؤون التركية في المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، كرم سعيد، إن حديث غولن الأخير ربما يستهدف من ورائه بعث رسالة إلى القوى الإقليمية في المنطقة التي تناهضها تركيا مثل مصر والسعودية والإمارات، لكسب ودها، خاصة في حالة ما إذا قررت الولايات المتحدة ترحيل غولن، في ضوء التحركات التي تمارسها أنقرة في هذا المسار، وبالتالي فإن الرجل يفتح لنفسه نوافذ مع هذه الدول، وخصوصاً مصر التي يقيم فيها عدد كبير من أعضاء «الخدمة».

وتابع سعيد، في تصريحات لـ»الجريدة»: «لا أظن أن هناك دلالات سياسية وراء حوار غولن، خاصة أن حركة الخدمة، التي يتزعمها ذات طابع ديني صوفي وليس سياسياً، بل إنها ترى أن ممارسة السياسة من عمل الشيطان، وبالتالي يبقى تأثير الحركة منعدماً فيما يتعلق بالقضايا الخارجية، سواء ما يخص الأزمة الخليجية أو مسألة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي».

يشار إلى أن حواراً آخر أجري مع غولن في مجلة «الأهرام العربي»، أكتوبر 2016، قال فيه نصاً إن «مكانة مصر في قلبي لا تقل عن تركيا، برغم أنني لم أتشرف بزيارتها من قبل».