احتواء الصين في البحار المفتوحة
![جيوبوليتيكال فيوتشرز](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1613329059393046100/1613329075000/1280x960.jpg)
يشكّل اعتماد اليابان على واردات الطاقة عبر مضيق ملقا حافزاً كبيراً يدفعها تدريجياً إلى التخلي عن ضوابطها الدستورية التي تحد من قدراتها العسكرية الهجومية، وتعزيز مساعدتها الأمنية لدول جنوب شرق آسيا، وتدعيم انتشار السفن الحربية اليابانية الأكثر انتظاماً في مرافئ جنوب شرق آسيا. على نحو مماثل، تعتمد الهند على تدفق التجارة الحر عبر هذه المياه وتسعى للتوصل إلى طرق تواجه بها وجود الصين المتنامي في حوض المحيط الهندي. أما أستراليا، فتُعتبر أقل اعتماداً من الدولتين الأخريين على بحر الصين الجنوبي وملقا في تجارتها. ولكن بما أنها أمة-جزيرة نائية يرتكز اقتصادها ارتكازاً كبيراً على التجارة البحرية، تعتمد اعتماداً كاملاً على الولايات المتحدة لضمان تلك التجارة، ونتيجة لذلك حاولت أستراليا تاريخياً أن تثبت قيمتها في تحالفها مع الولايات المتحدة بمشاركتها بحماسة في المبادرات الأمنية التي تقودها الولايات المتحدة، مهما كانت بعيدة، ولا شك أنها ستكون في مياه جنوب شرق آسيا في موضع جيد نسبياً يتيح لها دعم العمليات المحتملة من الجنوب.ولكن إذا تورطت الولايات المتحدة في صراع غير متوقع واستُنفدت قواها إلى حد عجزت معه عن السيطرة على المياه نحو الجنوب، فستُضطر عندئذٍ اليابان، والهند، وأستراليا إلى ملء الفراغ.قد يقتصر إطار العمل الرباعي هذا على الحوار، ولكن مع بدء تعمّق التعاون عبر هذا الائتلاف المقترح، لا يُعتبر خوض المحادثات الأهم، فالأكثر أهمية القوى الكامنة التي تدفع أستراليا، والهند، واليابان، والولايات المتحدة إلى الاستعداد لاحتمال مواجهة أيام حالكة.* «فيليب أورشارد»