رغم أن الحياة السياسية بالكويت في حالة سبات بانتظار الوزارة القادمة - السبات هو القاعدة - فإن البعض يتملكه الأمل بنوع من التغيير قد تأتي به الصدفة والحظ في بلاد ثروات الصدفة النفطية وفرص القلة المحظوظين، حقيقة الواقع السياسي الكويتي لم تتغير ولن تتبدل طالما أن الجماعة التي تحكم الإدارة السياسية على حالها وعلى حطة ايدكم، شيوخ يهيمنون على جل الوضع السياسي ومعهم جماعات مصالح تنصت جيداً لهذه القوى المشيخية، وهناك معارضة نيابية ربما فاعلة بعض الشيء في هذا المجلس، وهذا ما لم تستوعبه الحكومة المستقيلة، لكن في النهاية لها حدود لا يمكن أن تتجاوزها بحكم الإرث السياسي والممارسة الدستورية التي لا تشترط حكومة الأغلبية ولا حتى الائتلافية من المجلس، ولا يمكن تصور هذه الأغلبية في غياب الأحزاب وتحريمها قانوناً، ويكفي وزير واحد (رياء دستوري) من المجلس لتكتمل الشرعية الدستورية.لا أحد ينتظر "مفاجأة" سارة تغير وتقلب الحال الخامدة في الدولة، غير أن القلة من الحالمين بالمنصب وببركاته قد تروج إشاعة هنا أو هناك عن ترشح بعضهم للوزارة، وهذا نوع من الكذب المعتاد أو جس نبض الشارع السياسي في بلد مازال يعاني، بعد أكثر من نصف قرن من التشريع الدستوري، من غياب أو ضعف حكم المؤسسات التي تحكم اللعبة السياسية، وكأن شيوخنا يكترثون لهذا الشارع السياسي، أو أن هذا الشارع السياسي على درجة من النضج والوعي الذي يمكنه فرض إرادته على السلطة، فهذا الشارع بعد حفلات نزع الجنسية وبعد الملاحقات القانونية القاسية اللا دستورية لشبابه أضحى شارعاً مثل بقية شوارع وزارة الأشغال، كله حفر والتواءات وتصليحات... وانتهينا.
"المشاورات المعتادة" قبل التشكيل الوزاري، ولا أحد يدري جدواها طالما أن كل شيخ قوي له "سهم ثابت" واحد أو أكثر محسوب عليه يفرض على التشكيل، وطالما أن الجماعات المتنفذة تاريخياً أيضاً لها حصتها بهذا التشكيل، تثبت سلطانها المكمل لسلطة المشيخة، فلا يبقى غير وزير أو ثلاثة وزراء لا يحلون ولا ينشون، و"تيتي تيتي" في مجلس لم يتغير نهجاً ولا فكراً منذ منتصف الستينيات وحتى اليوم.المشاغب أبو عسم لخص حكاية التشكيل الوزاري بأن "اللي يسمعنا نسولف عن تشكيل الحكومة يقول الحين منافسة بين حزب المحافظين وحزب العمال اليساري... وهم كلهم 4 شيوخ وثلاثة مجاملة والباقي لاعبين..."، ووضع صورة مضحكة لمجموعة صعايدة بسطاء يدورون في لعبة الكراسي المتحركة، أحدهم أخذ اللعبة الطفولية بصورة جدية، وكشف عن ساقه في دورانه، الأمور لا تختلف كثيراً في كراسي الوزارة الآتية، حين يكشف القادمون عن لا شيء في مؤهلاتهم وفكرهم، غير أن هذا محسوب على ساق فلان، وهذا محسوب على فخذ علان... بينما واقعنا السياسي اليوم لا يتحمل مثل تلك المجاملات والترضيات السياسية على حساب التحديات الاقتصادية في الداخل والتحديات الأمنية في الخارج... وليس لدي أي أمل أن الجماعة ستستوعب أن الأمر ليس لعبة كراسي متحركة، وإنما لعبة مصير ووجود خطيرة هذه المرة.
أخر كلام
لعبة وجود وليست كراسي متحركة
05-11-2017