الحريري ينهي «ربط النزاع» مع «حزب الله» ويستقيل

● زعيم «المستقبل»: إيران تزرع الفتن والدمار أينما حلت... وأيديها ستُقطع في المنطقة
● 7 انتهاكات لـ«التسوية» دفعته إلى قراره... وكأس الرياض فاضت بعد كلام ولايتي

نشر في 05-11-2017
آخر تحديث 05-11-2017 | 00:14
سعد الحريري
سعد الحريري
بإعلانه استقالته من رئاسة الحكومة أمس، قلب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الطاولة، طاوياً صفحة «ربط النزاع» مع «حزب الله» ودافعاً المشهد السياسي اللبناني نحو قواعد جديدة للعبة محلياً وإقليمياً.

وفي بيان متلفز تلاه من الرياض، التي توجه إليها أمس الأول للمرة الثانية خلال 10 أيام، وجه الحريري انتقادات لاذعة إلى «حزب الله» وإيران، إذ قال إنها «تزرع الفتن والدمار والخراب أينما حلت»، مؤكداً أن «أيدي طهران في المنطقة ستقطع»، في وقت تحدث عن مخطط لاستهدافه.

وقالت مصادر سياسية متابعة إن «قرار الحريري أتى بعد الإخلال ببنود التسوية التي جاءت بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، والحريري رئيساً لحكومة ائتلافية تضم حزب الله، قائمةً على تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية في المنطقة، فضلاً عما نتج جراء ذلك من وضع لبنان في الحضن الإيراني بينما كان يفترض أن يكون في موقع حيادي وسطي»، مرجعة استقالة الحريري إلى عدة أسباب، أهمها:

اقرأ أيضا

1 - ازدياد الضغط الداخلي عليه نتيجة إصرار بعض القوى على مخالفة البيان الوزاري الذي نصّ على سياسة النأي بالنفس، من خلال قيام وزراء في الحكومة بزيارات لدمشق، حيث اعتبرت المصادر تلك الزيارات محاولة لإعادة الشرعية إلى النظام السوري وتنفيذاً لسياسة إيرانية تقضي بفرض أمر واقع جديد هو التعاطي الرسمي اللبناني مع النظام السوري.

2 - لقاء وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل بوزير الخارجية السوري وليد المعلم في سبتمبر الماضي، والذي اعتبره الحريري اعتداءً سياسياً على موقع رئاسة الحكومة ومخالفة واضحة للتسوية السياسية القائمة على الحياد.

3 - تبرير رئيس الجمهورية ميشال عون قبل 3 أيام وجود سلاح «حزب الله» وربطه بتطورات الشرق الأوسط، إضافة إلى صمته عن استمرار قتال الحزب في سورية وتحريكه خلايا في الكويت، وعن مواقف مسؤوليه التي تهاجم الرياض، وعن كلام الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن لبنان ساحة نفوذ لطهران.

4 - الاعتراض السعودي الواضح وتغريدات وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان الذي دعا مراراً اللبنانيين إلى حسم أمرهم، والاختيار بين أن يكونوا مع الحزب أو ضده، قبل أن يخص الحكومة والدولة اللبنانيتين في مواقفه، منتظراً منهما رفع الصوت ضد ممارسات الحزب.

5 - ذهاب مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، الذي جال في لبنان خلال اليومين الماضيين، إلى اعتبار، وهو على منبر السراي الحكومي، أن الانتصار الذي حققه لبنان على الإرهاب في الجرود هو انتصار لمحور المقاومة على مستوى المنطقة.

6 - توجه دولي – إقليمي كبير، يقوده الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يضغط في اتجاه تقليم أظافر إيران وأذرعها العسكرية في المنطقة، وعلى رأسها «حزب الله»، ترسّخ في القمة العربية – الإسلامية – الأميركية بالرياض، التي ظهرت مع صدور عقوبات الكونغرس الأميركي لخنق الحزب مالياً.

7 - تعيين سفير لبناني في سورية، وهو بمنزلة اعتراف بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وخصوصاً أن السفير سعد زخيا زار عون قبل يومين من توجهه إلى دمشق لمباشرة أعماله.

ورأت المصادر أن «كأس الرياض فاضت بعد كلام ولايتي، فقصدها الرئيس الحريري وأعلن استقالته من رئاسة الحكومة، ليتبادر إلى الأذهان فوراً كلام السبهان في الأيام القليلة الماضية عن الآتي الذي سيكون مذهلاً بكلّ تأكيد».

وتشكل استقالة الحريري، واقعياً وعملياً، الضربة الأقسى التي يتلقاها عهد الرئيس عون غداة طيه سنته الأولى، مما يضعه أمام الاختبار الأشد إرباكاً وحرجاً وخطورة منذ انتخابه.

وبينما رسمت الاستقالة علامات استفهام وشكوكاً إضافية حول الانتخابات النيابية المنوي إجراؤها في مايو المقبل، فإنّ السؤال المتصل بالتسوية السياسية التي انهارت لا يجد أي جواب جاهز قبل معرفة ما ستؤدي إليه الاستقالة وما بعدها من تطورات على الصعيد الحكومي.

وتساءل مراقبون عما إذا كان انهيار التسوية الرئاسية التي جاءت بغطاء سعودي ـــ إيراني يعني أن المواجهة السعودية ــــ الايرانية ستتسع، وقد يكون لبنان ساحة لها، مما يعني أن البلد بات مشرعاً على احتمالات أمنية خطيرة منها لجوء حزب الله إلى نوع من التصعيد الميداني.

وفي طهران، عبر المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية بهرام قاسمي، أمس، عن أسفه لاستقالة الحريري، رافضاً توجيه «اتهامات لا أساس لها» لإيران، بحسب موقع الوزارة.

وصرح قاسمي بأن «تكرار الاتهامات غير الحقيقية وبلا أساس الصادرة عن الصهاينة والأميركيين ضد إيران، على لسان رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، يثبت أن هذه الاستقالة سيناريو جديد لإثارة التوتر في لبنان والمنطقة، لكننا نؤمن بأن الشعب اللبناني سيتجاوز هذه المرحلة بسهولة».

عون يرجئ زيارته للكويت

تلقى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، عقب إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته، اتصالاً هاتفياً من الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، جرى خلاله تداول الأوضاع الراهنة، واتفق الزعيمان على تأجيل زيارة عون الرسمية للكويت، التي كانت مقررة اليوم.

back to top