التاريخ السياسي لتشكيل الحكومات الكويتية
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
كان ذلك أقرب الأجسام لما يمكن أن نطلق عليه اليوم وزارة. لكنها كانت تعاني الكثير من الالتباس والتداخل في الاختصاص وضعف الدراية بالمسائل المحاسبية، والتضارب مع الرؤية العامة. ودللت أحداث فبراير 1959، وهي ما يمكن أن نطلق عليه أول تعديل وزاري، على أنه آن أوان تشكيل الحكومة، فالموارد آخذة في الازدياد والضغط على دولة الرفاه صار مستحيلاً دون تنظيم حقيقي، وتحويل الديوان الخاص إلى مؤسسة حكومية.كان ذلك يتم مع ازدياد كبير في عدد الوافدين، بسبب زيادة الحاجة إلى العمالة لتلبية متطلبات خطة التنمية، التي تكاد تكون الخطة الوحيدة التي تم تنفيذها بالكامل، والتي لاتزال المخطط الهيكلي الأساسي الذي تدور حوله مشاريع الدولة حتى في وقتنا حالياً.والشيء بالشيء يذكر، فإن حديقة الشهيد، جاءت على أنقاض مشروع قديم كان اسمه "مشروع الحزام الأخضر"، ليكون شريطاً من الأشجار محيطاً بالمدينة ومصدات طبيعية ضد الغبار، ولكن تم إهماله وتجاهله حتى أصبح مرتعاً للحشرات والفئران وغيرها من القوارض، فجاء من جاء وأحيا الفكرة مجدداً فخرجت بشكلها الجميل المعروف الآن.في أحداث 1959 تمت تغييرات جذرية بما يمكن تسميته تعديلاً وزارياً، حيث تم دمج الأمن العام بالشرطة تحت رئاسة الشيخ عبدالله المبارك، ونائبه الشيخ سعد العبدالله، رحمهما الله، وكان لافتاً مثلاً نقل الشيخ صباح السالم، رحمه الله، من الشرطة إلى دائرة الصحة.كان التطور السياسي آخذاً مجراه، وصارت دائرة المالية تحت رئاسة الشيخ جابر الأحمد هي مركز القوة بدعم من الأمير الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، حتى صرنا قريبين جداً من الاستقلال، والدخول في مفاهيم جديدة للتشكيل الحكومي، وتشكيل أول حكومة وأول مجلس وزراء. وللحديث بقية.