السعودية تهدد بالرد على إيران بعد «صاروخ الحوثيين»

● الجبير: لن نسمح بالتعدي على أمننا الوطني
● خالد بن أحمد: يجب إزالة خطر طهران
● قاسمي: اليمنيون أطلقوا الصاروخ على الرياض بشكل مستقل... و«الحرس الثوري» يتنصل

نشر في 06-11-2017 | 21:51
آخر تحديث 06-11-2017 | 21:51
حوثيون في موقع عسكري تعرض لغارة من التحالف في صنعاء أمس الأول  (رويترز)
حوثيون في موقع عسكري تعرض لغارة من التحالف في صنعاء أمس الأول (رويترز)
اعتبرت السعودية أن استهداف الميليشيات الحوثية للرياض بصاروخ باليستي حصلت عليه من طهران عدواناً إيرانياً مباشراً عليها، وأكدت احتفاظها بحق الرد، وفي حين نفت السلطات الإيرانية الاتهامات أغلق «التحالف العربي» جميع منافذ اليمن الجوية والبحرية والبرية مؤقتاً أمس.
عقب فترة من الهدوء النسبي بين السعودية وإيران، أصدر تحالف «دعم الشرعية» في اليمن، صباح أمس، بيانا إلحاقيا بشأن الصاروخ الباليستي الحوثي الذي استهدف الرياض أخيرا، وصف فيه تزويد الميليشيات المتمردة بالصواريخ الباليتسية بأنه بمنزلة عدوان إيراني مباشر على السعودية، ويرقى إلى اعتباره عملا من أعمال الحرب ضد المملكة.

وأكد بيان لقيادة التحالف حق السعودية في الدفاع الشرعي عن أرضها وشعبها، في الوقت والشكل المناسبين الذي يكفله القانون الدولي.

ووصف التحالف إطلاق الصاروخ بأنه تصعيد خطير من جانب الحوثيين المتحالفين مع إيران، والذين يسيطرون على مناطق واسعة في اليمن.

بدوره، كتب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في تغريدات على "تويتر"، ان "التدخلات الإيرانية في المنطقة تضر بأمن دول الجوار، وتؤثر على الأمن والسلم الدوليين، ولن نسمح بأي تعديات على أمننا الوطني"، مضيفا ان بلاده تحتفظ بحق الرد على "تصرفات النظام الإيراني العدائية".

وقال وزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة، أمس، إن "إيران هي الخطر الحقيقي على المنطقة، وأفعالها تؤكد ضرورة كبحها وإزالة خطرها".

إغلاق وتحذير

وأعلنت قيادة قوات التحالف الإغلاق المؤقت للمنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية. ودعت قيادة قوات التحالف المجتمع الدولي لمحاسبة إيران على انتهاكاتها.

ودعا التحالف البعثات الدبلوماسية إلى عدم الوجود في المناطق غير الخاضعة للشرعية اليمنية، كما دعا مجلس الأمن إلى اتخاذ كل الإجراءات لمحاسبة طهران على انتهاك القرار 2216.

وأهاب التحالف بجميع الجهات المعنية بالتقيد بإجراءات التفتيش والدخول والخروج من المنافذ اليمنية المحددة من قبل التحالف التي ستعلن لاحقاً، كما حث أبناء الشعب اليمني والأطقم المدنية من بعثات إنسانية وإغاثية على الابتعاد عن مناطق العمليات القتالية وتجمعات الميليشيات.

وأوضح أن الإغلاق سيستمر: «حتى تتم مراجعة إجراءات التفتيش وسد الثغرات الموجودة فيها»، مشيرا إلى أن الثغرات الموجودة في إجراءات التفتيش الحالية تسببت في استمرار تهريب الصواريخ والعتاد العسكري إلى الميليشيات الحوثية.

وأشار البيان إلى مراعاة قيادة قوات التحالف استمرار دخول وخروج طواقم الإغاثة والمساعدات الإنسانية وفق إجراءاتها المحدثة.

وتأتي هذه الخطوة عقب اعتراض صاروخ وإسقاطه قرب مطار الملك خالد الدولي في الرياض السبت الماضي، دون أن يتسبب في أي إصابات.

وأعلنت السعودية عن مكافآت مالية لمن يدلي بأي معلومات تفضي إلى القبض على 40 من «قيادات وعناصر مسؤولة عن تخطيط وتنفيذ ودعم الأنشطة الإرهابية المختلفة» من بين الحوثيين.

ورصدت المملكة مكافأة كبيرة قيمتها 30 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال زعيم جماعة «أنصار الله» عبدالملك بدرالدين الحوثي.

رفض إيراني

في المقابل، رفضت طهران ما وصفته بـ «الاتهامات غير المسؤولة والاستفزازية» التي أطلقتها الرياض ضدها.

ورفض الناطق باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في بيان، اتهامات التحالف الذي تقوده السعودية، واصفا إياها بأنها «مجحفة وغير مسؤولة ومخربة واستفزازية».

وفي طهران تحدث قاسمي عن «جرائم الحرب والاعتداءات السعودية بحق الشعب اليمني على مدى عدة سنوات»، معتبرا أن إطلاق الصاروخ هو «رد مستقل ويعود سببه إلى الاعتداءات السعودية، وليس إلى إجراءات أو تحريك من أي دولة أخرى».

ودعا المتحدث الإيراني الرياض إلى «الابتعاد عن الإسقاطات والاتهامات الجوفاء، والعمل على وقف الهجمات ضد الشعب اليمني البريء والأعزل في أسرع وقت، وتمهيد الطريق للحوار بين اليمنيين بهدف إحلال السلام».

من جهته، قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري إنه "لا إمكانية لنقل الصواريخ الى اليمن"، كما نقلت عنه الصحافة الإيرانية.

وأضاف ان "هذه الصواريخ التي تطلق هي متعلقة باليمن نفسه، حيث قاموا هم أنفسهم بتطويرها وزيادة مداها، للثأر لدماء شهداء اليمن".

اضطرابات عدن

إلى ذلك، اغتال مسلحون مجهولون مساء أمس الأول، شيخا سلفيا بارزا مع اثنين من مرافقيه، في العاصمة المؤقتة عدن.

وتعد هذه رابع عملية اغتيال خلال شهر بحق التيار السلفي في عدن.

وجاء الاغتيال بالتزامن مع هجوم على مركز أمني واحتجاز رهائن قام به تنظيم «داعش» بالعاصمة المؤقتة.

وأعلنت السلطات اليمنية المعترف بها دوليا أن قواتها تمكنت صباح أمس من القضاء على عناصر التنظيم الذين دخلوا مقر إدارة المباحث العامة في عدن، بعد قتال دام ساعات، وتحرير رهائن احتجزهم التنظيم خلال الهجوم.

وذكرت مصادر أمنية أن 29 عنصر أمن و6 مدنيين قتلوا في العملية التي بدأت صباح أمس، مستهدفة المقر الأمني في كبرى مدن الجنوب اليمني، وتبناها التنظيم المتطرف في بيان.

وتعرضت معسكرات ومواقع للتنظيم الذي يطلق على نفسه اسم «الدولة الإسلامية» في أكتوبر للمرة الأولى لضربات جوية شنتها طائرات أميركية من دون طيار.

إلغاء وإرباك

وكانت الخطوط الجوية اليمنية أعلنت، مساء أمس الأول، أن التحالف العربي ألغى جميع الرحلات الجوية إلى مطاري عدن وسيئون بمحافظة حضرموت (جنوبي شرق).

وسيؤدي إلغاء الرحلات لإرباك المسافرين وتعطيل أعمالهم، وسيترك آلاف العالقين اليمنيين في مطارات العالم لا يستطيعون العودة لبلدهم.

back to top