قبل ساعات من الاجتماع الموسع للنواب في مكتب المجلس المقرر ظهر اليوم، الذي دعا اليه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، لابلاغهم برسالة موجهة من صاحب السمو امير البلاد، توالت التصريحات النيابية التي أكدت ضرورة توحيد الصفوف، في ظل «الظروف الإقليمية المشتعلة»، في وقت شدد البعض منهم على ضرورة استبعاد الوزراء غير المتعاونين وعناصر التأزيم في التشكيلة الجديدة.وطالب النائب خالد العتيبي بضرورة المجيء بتشكيل حكومي متزن يستبعد فيه أي عنصر تأزيمي، قائلاً «من المستحيل التعاون مع وزراء أثبتت تجربتهم المهنية سوء إدارتهم، ومن المستحيل أيضاً أن نهادن لخلق استقرار لم تسع إليه الحكومة».
وأضاف العتيبي في تصريح صحافي ندرك حقيقة الوضع الإقليمي المتوتر والمعقد المحيط بنا، وندرك اكثر ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية لصد جميع الأخطار الخارجية، مضيفا يجب أن يكون هذا الهاجس موجودا أيضاً لدى الحكومة وتكون حريصة أكثر من غيرها على خلق هذا الجو الهادئ والمستقر، وتكون أولى خطواتها الخروج بتشكيل حكومي متزن، مع تغيير النهج الحكومي السابق، الذي كان سبباً رئيسياً في التأزيم بالفترة السابقة.واختتم العتيبي قائلاً: مجلس الأمة ليس وحده فقط المعني بالاستقرار والتعاون، الحكومة أيضاً تقع عليها المسؤولية الكبرى في هذا الملف فهي معنية برسم خريطة طريق جديدة أركانها تشكيل وزاري متزن يراعي الكفاءة ويستبعد المؤزم، ونهج إصلاحي مسؤول مغاير للنهج السابق.من جهته، قال النائب عادل الدمخي: انظروا حولنا، لنحافظ على دولة المؤسسات والقانون، لنجتمع سوياً على العدالة والإصلاح، وإلا فإن البديل هو البلطجة والتعدي على الحقوق والفوضى المدمرة.
توحيد الصفوف
وأكد مقرر لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية النائب محمد الحويلة أن «الظروف الإقليمية المشتعلة والمتشابكة تجعلنا مطالبين أكثر من أي وقت مضى بتوحيد الصفوف والجهود والحرص الدائم على استقرار الكويت، فنحن وإن كنا نتمتع بفضل من الله باستقرار وحياة ديمقراطية وفق دولة المؤسسات فإننا لسنا بمعزل عما تموج به المنطقة حولنا».وقال الحويلة: إن هذه المرحلة الحرجة التي تلقي بظلالها على المنطقة تستوجب القلق والتصرف بحكمة من أجل الحفاظ على تماسك جبهتنا الداخلية بمزيد من التعاون والتفاهم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والالتفاف حول قيادتنا الحكيمة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد».وأضاف أن «الوضع يجعلنا لا نملك ترف التجاذبات والدخول في متاهات لن تفيد في شيء بل تزيد الأمور تعقيدا، فالأفق الخليجي والعربي ملبد بغيوم المشهد المرتبك والجميع في المنطقة يعولون على الدور الكويتي الريادي في قيادة عملية تنقية الأجواء واستعادة الاستقرار، فالجميع سوف يخسرون في حال ـ لا قدر الله ـ استمرت تلك الأزمة لفترات أطول».وأكد الحويلة أنه «على ثقة تامة بقيادة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، لسفينة البلاد وسط تلك الأنواء التي تعصف بالمنطقة وعلينا جميعا كسلطتين تشريعية وتنفيذية أن نكون بمثابة العون والسند لتلك السياسة الحكيمة حتى تصل بالوطن بل والمنطقة بأسرها إلى بر الأمان تحت مظلة البيت الخليجي الواحد الذي طالما كان درع المنطقة الواقي وحصنها الحصين».لجنة ثلاثية
وأعلن النائب محمد الدلال التقدم بطلب الى رئيس مجلس الامة لتشكيل لجنة ثلاثية لدراسة مدى استعداد وجاهزية الدولة عبر قطاعاتها ومؤسساتها المختلفة لمواجهة التحديات الأمنية الداخلية والخارجية على أن تقدم اللجنة تقريرها خلال شهرين.وقال الدلال في تصريح للصحافيين أمس إن خطاب الأمير في افتتاح دور الانعقاد الثاني تاريخي ومهم ويتطلب من مجلس الأمة والشعب الوقوف أمامه لأنه يتحدث عن قضية محورية هي أمن الكويت والخليج والمنطقة.وبين أن سمو الأمير ذكر في خطابه أنه يجب ألا نغفل عن النيران المشتعلة حولنا وأن نعمل على حماية وطننا وهذا يتطلب ترجمة الخطاب إلى خطوات عملية لدعم الأمن والاستقرار وتقوية الجبهة الداخلية بما يدعم جهود سموه لتوحيد الصف الخليجي. وذكر أنه وجه في السابق أسئلة إلى وزراء الداخليةً والدفاع والصحة عن استعداداتهم لأي طارئ، حيث يجب أن يكون لدينا الآن حكومة إدارة مخاطر بسبب الظروف التي تواجهها الكويت والمنطقة، مشددا على ضرورة أن يأتي التشكيل الجديد بحكومة قادرة على مواجهة التحديات والأخطار بمسؤولية واقتدار.الهاجس الأمني
وشدد النائب خليل عبدالله على أن دولة الكويت جزء من هذه المنطقة، وأن الأوضاع الإقليمية الحالية عصيبة، ومسؤولية الجميع الآن هي حماية الكويت وتحصينها والالتفاف حول الشرعية، مؤكدًا دعم المجلس قرار سمو الأمير في هذا الشأن والثقة بالدبلوماسية الكويتية.ولفت عبدالله، في تصريح أمس، إلى أن الهاجس الأمني كبير جدًّا، وأن الخطر الآن لا يأتي من الخارج بل من الداخل أيضًا، معتبرًا أن "ما نراه في وسائل التواصل الاجتماعي هو جزء من الأزمة الداخلية". وطالب الحكومة بالتصدي لمن يحاول زرع التفرقة وبث السموم بين أبناء الشعب الكويتي، مشيراً إلى أن الأجواء في الوقت الحالي شبيهة بالأجواء التي مرت بها الكويت قبل الغزو الصدامي.