يعاين حمد السلطاني المارة أمام متجره لبيع السجاد التقليدي العراقي الصنع، في ظل قبر الإمام الحمزة بمحافظة بابل الأثرية وسط العراق، آملاً عودة الروح إلى هذه التجارة المهددة بالاندثار.

الزائر الوحيد الذي استقبله السلطاني (32 عاماً) في هذا اليوم كان الشيخ حازم الحيالي، أحد زعماء العشائر.

Ad

وقال الحيالي، الذي كان يرتدي عباءة سوداء مطرزة بخيوط ذهبية ويضع شالاً أخضر حول عنقه، إن السجاد الأجنبي المستورد لا يغني البتة عن السجاد التقليدي العراقي، مشيراً إلى أن السجاد الذي يغزو الأسواق المحلية منذ سنوات عدة، رخيص الثمن، لكنه ذو نوعية رديئة.

وأضاف الحيالي أنه لا يمكنه أن يتخيل ثانية واحدة أن يكون ديوانه، قاعة استقبال الضيوف التقليدية لدى زعماء العشائر، من دون سجاد طويل مستطيل الشكل ومزخرف بأشكال هندسية، سواء كانت متعددة الألوان أم متدرجة في خليط بين العاجي والبني.

وأوضح أنه "يمكننا الحكم على ديوان بجمال سجاده"، مشيراً بيده التي يرتدي فيها خواتم بأحجار كريمة إلى السجاد المعلق على الجدران والممدد في أرض المتجر.

ويستذكر الحيالي ذو اللحية التي لم يتمكن الشيب بعد من إخفاء سوادها، كيف كانت "أمهاتنا وجداتنا يفرشن البيت" بهذا السجاد الطويل، بعضه على الأرض وبعضه الآخر يعلق على الجدران على شكل مستطيل ناقص ضلع. ويستخدم هذا النوع من السجاد أيضاً لصنع سروج للإبل بجيوب كبيرة.

ويقول السلطاني، الذي ورث تجارة السجاد عن والده، إن بعض قطع السجاد قد قل بيعها اليوم، أو تستخدم للديكور فقط.