بن سلمان: إيران قامت بعدوان عسكري مباشر ضدنا

● «الحوثيون» يهددون باستهداف الملاحة في البحر الأحمر
● «البنتاغون»: نعمل مع الرياض لإنهاء نفوذ طهران

نشر في 07-11-2017
آخر تحديث 07-11-2017 | 21:45
مقاتلون حوثيون خلال تشييع زميلهم الذي قتل في غارة بصنعاء أمس الأول  (اي بي ايه)
مقاتلون حوثيون خلال تشييع زميلهم الذي قتل في غارة بصنعاء أمس الأول (اي بي ايه)
لايزال التصعيد سيد الموقف منذ يوم السبت الماضي عندما أطلق الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران صاروخاً باليستياً على الرياض التي اعتبرت الأمر هجوماً مباشراً من إيران، محتفظة «بحق الرد».
غداة توعد السعودية بالرد على إيران بعد إطلاق المتمردين الحوثيين في اليمن صاروخاً باليستياً باتجاه مطار الملك خالد الدولي في العاصمة السعودية الرياض، اتهم ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أمس، إيران بشن «عدوان عسكري مباشر» ضد المملكة عبر اليمن.

وقال بن سلمان، في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن «ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ يعد عدواناً عسكرياً ومباشراً من قبل النظام الإيراني»، وأضاف الأمير محمد الذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع أن هذا الانخراط «قد يرقى إلى اعتباره عملا من أعمال الحرب ضد المملكة».

لندن

من ناحيته، أكد الوزير جونسون لـ «بن سلمان» وقوف بلاده بجانب السعودية في مواجهة التهديدات الأمنية. ووفقا للوكالة أعرب جونسون عن إدانته لاستهداف الحوثيين الأراضي السعودية بالصواريخ الباليستية، مؤكدا وقوف بلاده وتضامنها الكامل مع المملكة.

بدوره، أعلن مجلس الوزراء السعودي الذي اجتمع أمس برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز إدانة السعودية واستنكارها لإطلاق صاروخ بالستي من داخل الأراضي اليمنية باتجاه الرياض.

وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي، عواد بن صالح العواد، في بيان له، عقب الجلسة، إن "هذا العمل العدائي والعشوائي يثبت التورط الإيراني في دعم الجماعة الحوثية المسلحة بقدرات نوعية، في تحد واضح وصريح لخرق القرار الأممي 2216، وعدوان صريح يستهدف دول الجوار والأمن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم؛ وذلك تأكيدا لحق المملكة في الدفاع الشرعي عن أراضيها وشعبها وفق ما نصت عليه المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".

وأطلق الصاروخ على الرياض بالتزامن مع إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته من منصبه، وشن من الرياض هجوما لاذعا على إيران وحزب الله، كما أطلق بالتزامن مع الحملة ضد الفساد التي طالت أمراء ووزراء ومسؤولين ورجال أعمال جرى توقيفهم بطريقة غير مسبوقة.

إشادة «البنتاغون»

وبينما قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمديد العقوبات التي فرضتها واشنطن ضد إيران سنة 1979 لمدة سنة أخرى، أشادت الولايات المتحدة مساء أمس الأول بالسعودية «لفضحها» دور إيران في اليمن بتزويدها المسلحين الحوثيين هناك بأنظمة صاروخية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) الميجر أدريان رانكين غالاوي: «نواصل الحفاظ على علاقات دفاعية قوية مع المملكة العربية السعودية».

وأضاف غالاوي أن الولايات المتحدة تعمل مع السعودية «بخصوص الأولويات الأمنية المشتركة، لتشمل العمليات القتالية ضد الجماعات المتطرفة العنيفة وإنهاء نفوذ إيران المزعزع للاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط».

إغلاق المنافذ

وبعيد اعتراض الصاروخ في نهاية الاسبوع، قرر التحالف إغلاق منافذ اليمن الجوية والبحرية والبرية بشكل مؤقت «من أجل سد الثغرات الموجودة في إجراءات التفتيش الحالية والتي تسببت في استمرار تهريب تلك الصواريخ والعتاد العسكري إلى الميليشيات الحوثية».

واعتبرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية أن الصاروخ الذي أطلق باتجاه الرياض قد يشكل «جريمة حرب»، لكنها دعت في الوقت ذاته السعودية الى عدم الرد بزيادة القيود على إدخال المساعدات الى البلد الغارق في نزاع مسلح.

وأعلن متحدث باسم الأمم المتحدة أن قرار إغلاق المنافذ حال دون إرسال المنظمة الدولية طائرتين تنقلان المساعدات الى البلد المنكوب.

إيران

في المقابل، نفت إيران، أمس، مجددا مسؤوليتها عن الصاروخ. واتهم مساعد رئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية، حسين أمير عبداللهيان، السعودية بأنها «باتت تعبد الطريق للأميركيين في المنطقة»، زاعماً أن «الوضع حساس جدا في المنطقة، لأن الأطراف التي كانت تحاول تغيير الوضع في سورية والعراق واليمن فشلت الآن، لكنها تحاول زعزعة الاستقرار في لبنان».

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، نفى أمس الأول مسؤولية بلاده عن «صاروخ الرياض»، قائلا إن اليمنيين أطلقوه بشكل مستقل.

وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني بوريس جونسون ان "مزاعم المسؤولين السعوديين مخالفة للواقع وخطيرة"، كما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي.

وندد ظريف أيضا "بالأعمال الاستفزازية التي تقوم بها الحكومة السعودية في المنطقة".

في الوقت نفسه، نفت وزارة الدفاع الإيرانية والحرس الثوري الايراني، أي تورط لطهران في الهجوم الصاروخي، وكانت طهران قد نفت مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ، إلا أن التقارير تؤكد أن المتمردين الحوثيين لا يملكون القدرة أو المعرفة على زيادة مدى صواريخهم الباليستية، الأمر الذي يعني أنهم حصلوا على مساعدة إيرانية، فيما أفادت تقارير أخرى بأن الصاروخ الذي أطلق تم تهريبه قطعا الى اليمن، وقام خبراء إيرانيون ومن حزب الله اللبناني بإعادة تركيبه في اليمن.

الحوثيون يهددون

في غضون ذلك، هدد الناطق باسم ميليشيات الحوثي، محمد عبدالسلام، على حسابه في «تويتر» بالرد الحاسم على أي تحرك عسكري لقوات التحالف والشرعية اليمنية على الساحل الغربي لليمن في البحر الأحمر يستهدف السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر أو إغلاق موانئها.

وكتب عبدالسلام: «أي حماقة للعدو في الساحل الغربي فسيتخذ الشعب اليمني قراره الحاسم في البحر الأحمر».

وتتزامن تهديدات الحوثيين الجديدة بضرب الملاحة الدولية في البحر الأحمر، مع كشف الميليشيات عن امتلاكها صواريخ بحرية زعمت أنها صناعة محلية تحمل اسم المندب. في حين تؤكد التقارير أنها صناعة إيرانية تم تهريبها للميليشيات عبر ميناء الحديدة.

وكانت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، التي يسيطر عليها الانقلابيون في صنعاء، أوردت تقريراً أفاد بأن قياديين بارزين في ميليشيات الحوثي تفقدوا صواريخ بحرية جديدة زعمت الوكالة أنها صنعت محليا.

وجاء في التقرير أيضا أن صالح الصماد، رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للانقلابيين، زار مدينة الحديدة الساحلية لحضور حفل تخرج لإحدى الدورات العسكرية.

back to top