قليل الظهور، لكن حديثه مؤثر، ويغرِّد دائما بآرائه خارج السرب، هو الفنان يعقوب عبدالله، الذي يرتبط وجدانيا بمسرح الطفل. ورغم حضوره المميز في القطاع الجماهيري، غير أنه دائما موجود في المهرجانات النوعية. يعقوب حقق المعادلة الصعبة، فهو مقلٌّ دراميا، وإذا أطلَّ في عمل يكون حضوره مؤثرا. حول "دفعة القاهرة"، ومشاركته في مسرحية "يا سادة يا كرام"، تحدث يعقوب عبدالله لـ"الجريدة".ثمَّن يعقوب مشاركته في حفل افتتاح مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، الذي أقيم الشهر الماضي بمسرحية "يا سادة يا كرام"، معربا عن سعادته بتجسيد شخصية الكاتب المصري الراحل محفوظ عبدالرحمن، وقال: "أردنا أن ننقل من خلال العمل همومنا على لسان الرواد، فالتاريخ يُعيد نفسه عندما نجد أن الإنسان لا يستطيع الحديث عن ظلم تعرَّض له في الفن، لاسيما أن الحالة الفنية عندنا ضبابية، بسبب بعض الدخلاء على المجال الفني".
ولفت إلى أن الجيل الحالي يفتقد صوتا يعبِّر عنه، وقال: "نعم هناك كُتاب شباب، لكن ليس بينهم مَن يتحدث بلسان الشباب، إنما بصوت أكبر منهم".وعن مشاركته في مسلسل "دفعة القاهرة"، ذكر يعقوب أن "المشروع مازال قائما. حتى الآن لم ندخل في تفاصيل النص ومواقع التصوير، وكان من المفترض تصوير المسلسل العام الماضي، لكن لضيق الوقت والكلفة الإنتاجية تأجل، وفي انتظار حسم الأمور".وفيما يتعلق بقلة حضوره الدرامي، مقارنة بالمسرح، أوضح عبدالله أن "النصوص عندنا أصبحت إما ذات طابع نسائي، أو لبطولة جماعية. المجتمع عندنا يمثله رجل، ولا يمكن أن ننكر هذا الشيء، وإذا تطرقنا للرجل، فسيكون الكاتب مضطرا لملامسة موضوعات، مثل: الفساد أو المشكلات المتشعبة، لذا يهرب الكاتب إلى قضايا المرأة، التي أصبحت مستهلكة، لذلك منذ خمس سنوات والمسلسلات شبه مكررة، في حين تجد مساحة أكبر للرجل في الدراما المصرية".وأشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تراجعا في الأعمال التي تصور داخل الكويت، وبحكم ظروف عمله لا يستطيع التواجد في الخارج لفترة.وأعرب عبدالله في الوقت نفسه عن تفاؤله، بأن تشهد المرحلة المقبلة تطورا ملحوظا في الدراما: "سُنة الحياة أن أي قطاع قد يتعرَّض للمرض، لكن لأن جذور الدراما الكويتية متأصلة، فإنني على يقين بأن القادم أفضل".وشدد يعقوب على أنه حذر من التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: "أنا فنان أتواجد في التلفزيون وعبر البرامج، ومن غير المنطقي أن أشارك الناس أدق تفاصيل حياتي. هناك جانب شخصي يجب أن يبقى بعيدا عن الأضواء. أنا حريص على إبقاء أبنائي بعيدين عن الظهور بمواقع التواصل أو بالإعلام بشكل عام. نعم من حقهم التباهي بوالدهم، لكن لينعموا أيضا بحياتهم بعيدا عن أي مضايقات".وأشاد يعقوب بالتعاون مع الفنانة سعاد عبدالله في إحدى قصص مسلسل "كان في كل زمان"، من خلال حلقة تتطرق لواقع العمالة المنزلية. وثمَّن ردود الأفعال الطيبة تجاه مسرحية "كلمة السر شرارة"، التي عُرضت خلال الفترة الماضية. واعتبر يعقوب أن "مسرح الطفل في الكويت يحقق قفزات كل عام على مستوى المضمون والصورة، في ظل توظيف التقنيات الحديثة".
توابل - مسك و عنبر
يعقوب عبدالله: الدراما الكويتية تعاني التكرار وموضوعاتها أصبحت مستهلكة
08-11-2017