لطالما كتبت عبر نافذتي الأسبوعية بجريدة "الجريدة" عن الجامعات الإلكترونية، وكنت أتلقى النقد من القراء أحيانا بحجة ضبابية المشهد وعدم وضوح الفكرة، والتأييد أحيانا أخرى من مختصي التكنولوجيا والتعليم، وفي أغلب الأحيان ينتهي بنا الجدال حول التطور التكنولوجي في كشف وتحديد هوية الطالب، بالإضافة إلى شفافية التقييم العلمي للطلبة الدارسين بأسلوب التعلم الإلكتروني، ولم أستطع استكشاف حقيقة التعلم الإلكتروني إلا بعد تجربة ممتعة وصعبة في الوقت ذاته، وجدتها عبر التحاقي ببرنامج الدكتوراه بالتعليم والقيادة بجامعة ليفربول البريطانية.ولم تتطلب الدراسة فيزا دراسية للعبور الحدودي لبريطانيا، إنما وثائق دراسية ومعلومات تقليدية لعبور البوابة الإلكترونية للتعليم، وفي السياق ذاته أذكر لقائي بالعديد ممن كتب مؤيدا للتعليم الإلكتروني ومنهم الدكتور سالم الطحيح أستاذ إدارة الأعمال ومؤلف كتاب التعلم عن بعد والتعليم الإلكتروني، والذي يرصد من خلال مؤلفاته تاريخ التعلم عن بعد منذ عام 1840 عبر المراسلة البريدية.
ويلقي الأضواء على تأثر وسائل التعليم والتدريب بالتكنولوجيا، وتشكيل المجالس الوطنية الخاصة بنظم الدراسة عن بعد في دول عديدة بعد سنوات من متابعة المحاضرات عبر الراديو والتلفزيون، تبعتها مرحلة انتشار التجربة البريطانية للجامعة المفتوحة Open University وجامعة جنوب إفريقيا، حتى تحولت المناهج إلى مناهج رقمية مع انتشار الكمبيوتر عام 1980.واليوم ونحن على بعد أيام من الاستعداد للسفر لاستلام شهاداتنا كمنتسبين للتعلم الإلكتروني، بعد بذل جهود غير مسبوقة في الكتابة العلمية مستخدمين الأدوات التحليلية السليمة في كتابة البحوث والتقارير وخاضعين للتقييم الأكاديمي الذي لا يعرف جنسية أو دولة أو حتى منافع الأموال المتدفقة من البعثات، إنما التقييم العلمي التقليدي السليم، فهل سينصف النظام التربوي والتعليمي خريجي التعليم الإلكتروني؟ وهل ستستفيد الدولة من تلك الخبرات في بناء الجزء الإلكتروني والمعرفي من خطة "نيو كويت"؟ كلمة أخيرة:رغم حمل بعض مستشاري المنظمات والمؤسسات في الكويت مؤهلات وخبرات عالية فإن البعض لا يحسن الابتكار ولا يشعر بدافع للعمل أو حتى إيجاد الحلول للمشاكل والقضايا، فهل هناك جهاز للمتابعة؟ أتمنى ذلك.
مقالات
البوابة المعرفية للتعليم
08-11-2017