ضمن إطار «أيام طرابلس الثقافية» التي نظمها المجلس الثقافي للبنان الشمالي تحضيرا لاحتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2023، وبرعاية وزير الثقافة غطاس خوري، قدم رائد فن الإيماء في لبنان والعالم العربي فائق حميصي، عرضاً مسرحياً بعنوان «مشوار 45» تضمن مختارات من مسيرته الفنية منذ انطلاقته في فن الإيماء منذ 45 سنة إلى اليوم، بمشاركة الفنانين عايدة صبرا وزكي محفوض.في مستهل اللقاء تحدث رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد مشيرا إلى «بدايات الفنان حميصي في التمثيل على المسارح المحلية في طرابلس إلى جانب الفرق التمثيلية، لا سيما فرقة الفنان عبد الله الحمصي (أسعد) والفنان صلاح تيزاني (ابو سليم) من ثم ابتداعه شخصية فنية مستقلة قائمة على فن الإيماء، اكتسبها من خلال نظرته الثاقبة في ملاحقة أعمال المهنيين والباعة في أسواق مدينته طرابلس، ومحاولة تقليدهم لاحقاً من خلال حركات صامتة.
أضاف: «بعد ذلك انتقل حميصي إلى العاصمة لينخرط في أعمال فنية في المسرح والسينما والتلفزيون، ولكنه كان دوما يعود إلى الإيماء ويعزز شخصيته الفنية. بعدما كرمناه في المجلس الثقافي قبل عام بمشاركة الهيئات الثقافية في طرابلس والشمال، وعدنا فائق حميصي بأن يطل علينا في عمل فني خاص بمدينته وها نحن وإياه نفي بهذا الوعد الذي قطعناه».
حماية التراث المدني
استضافت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن في مقر إقامتها في بيروت، معرض «ريفايفل» للوحات الفنان البريطاني توم يونغ حول البيوت التراثية في بيروت، وتخلله عرض فيلم لتوم يونغ بعنوان «كاروسيل» تلاه حلقة نقاش حول «حماية التراث المدني»، شارك فيها وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري، سفراء: الولايات المتحدة اليزابيت ريتشارد، بريطانيا هيوغو شورتر، الدانمارك زيفند ويفر، ممثلة مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ميراي جيرار، فضلا عن المدير السابق للهندسة والتصميم في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ألبا) المهندس المتخصص في المحافظة على المباني التراثية مازن حيدر، البروفسور زياد سويدان من جامعة هايكازيان وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والإعلامية.يظهر المعرض قيمة إنقاذ المواقع التراثية بالنسبة إلى حاضر لبنان ومستقبله، ويروي فيلم «كاروسيل» كيف اكتشف توم يونغ في 1 يناير 2013 البيت التراثي الذي أمسى مقر إقامة سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان، وأطلق مشروعاً لتأهيله وتحويله إلى مكان مخصص للمعارض لمدة ثلاثة أعوام.ويسرد الفيلم سبل اكتشاف يونغ البيت ومقتنياته ومالكيه السابقين، وكيف عمل على تأهيله ونفض الغبار عنه مع الحفاظ على روحه وعلى ذاكرة مالكيه السابقين في أدق تفاصيلها.حاول يونغ أن «يحيي الذاكرة والذكريات» مستنداً إلى صور وكتب الموسيقى ومذكرات صاحب المنزل ولوحات وأوانٍ نفض عنها الغبار، ورخام أضافه إلى لوحاته لتحاكي الحاضر والماضي في آن. ولم يكتف بذلك بل غادر الى نيويورك للقاء أصحاب المنزل الذين باعوه هاجروا إلى نيويورك إبان اندلاع الحرب عام 1975 وجمعهم مع المالكين الجدد.أعقب الفيلم عرض للرسام عن تاريخ «فيلا باراديسو». كذلك ذكر يونغ بمواقع تراثية أخرى في بيروت، لا سيما البيت الذي أمضت فيه فيروز طفولتها في زقاق البلاط والمهدد بالتداعي بفعل التمدد العمراني، وقال إن «القصص الإنسانية والسحرية للبيوت القديمة تعيد الحياة إلى التاريخ».تاريخ وذاكرة جماعية
في مداخلته رأى مازن حيدر وجوب بذل جهود كبيرة للمحافظة على التراث اللبناني وبخاصة من خلال الأكاديميين ووسائل الإعلام، مع الإشارة إلى أن هذه عملية ديناميكية تبدأ بالتوعية، وأمل «أن يصادق مجلس النواب على القانون الجديد الذي وافقت عليه الحكومة لمساعدتنا في المحافظة على تراثنا». من جهته أشار زياد سويدان إلى أن «أهمية المحافظة الهندسية على المباني لا تنحصر في إنقاذها بل تشمل المحافظة على التاريخ والذاكرة الجماعية التي تحملها. ونحن بذلك نتحدى المعايير التقليدية والمؤسسية للمحافظة».