بعد ساعات من تلميح الرئيس السوري بشار الأسد لتحويل دفة المعركة صوب الأكراد، أكدت مستشارته السياسية بثينة شعبان أن دمشق لن تتخلى عن مدينة الرقة، مشددة على أنها تعتبر القوات التركية والأميركية الموجودة على أراض سورية «قوات محتلة وغير شرعية» و»ستتعامل معها على هذا الأساس».

وقالت شعبان لقناة «الميادين» اللبنانية، أمس الأول، «كل شيء خاضع للسوريين وللحوار بينهم، ولا يمكن أن يكون هناك حوار حول تقسيم أو قطع جزء من البلاد أو الفيدرالية كما يسمونها»، معتبرة أن ما حدث في كردستان العراق «ينبغي أن يكون درساً» للقوات الكردية.

Ad

وأوضحت مستشارة الأسد أن إعلان وزير الخارجية وليد المعلم في سبتمبر انفتاح دمشق على المفاوضات مع الأكراد بخصوص مطلبهم بالحكم الذاتي أسيء فهمها، مضيفة: «لا أعتقد أن أي حكومة تستطيع أن تحاور أي فئة حين يتعلق الأمر بوحدة البلاد».

وفي وقت سابق، أعلن الأسد أنه وحلفاءه سيواصلون القتال بعد طرد تنظيم داعش من أكبر معاقله بمحافظة دير الزور، مشيراً إلى أن الحرب يجب أن تستهدف من يسعون لتقسيم وإضعاف الدولة، في إشارة مباشرة إلى قوات سورية الديمقراطية (قسد) ذات الغالبة الكردية التي تسيطر على أكثر من ربع البلاد.

وفي تطور ميداني، وصلت قوات الأسد وحلفاؤها أمس، إلى أطراف مدينة البوكمال على الحدود العراقية وبدأت باقتحامها من الجهة الجنوبية الغربية.

وأفاد مصدر عسكري سوري بوقوع اشتباكات عنيفة مع تنظيم «داعش»، الذي وضع سواتر ترابية على أطراف المدينة الجنوبية والشرقية لإعاقة تقدم القوات.

وأشار إلى أن القوات استطاعت وبتغطية جوية الوصول، وللمرة الأولى منذ أكثر من ستة أعوام، إلى مدينة البوكمال، لافتاً إلى أن هذه القوات تعمل الآن على قطع طريق الإمداد من الجهة الغربية، التي ترتبط مع ريف المدينة الغربي.

الى ذلك، أعلن المركز الروسي في قاعدة حميميم، التوصل، أمس الأول، إلى اتفاق بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة حول خفض التوتر في محيط العاصمة دمشق، مشيراً إلى أنه أخذ على عاتقه ضمان تنفيذ الطرفين التزاماتهما.

في غضون ذلك، أعلن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، أن إيران مستعدة للمشاركة في إعادة إعمار سورية، معتبرا أن تحرير حلب كان ضربة قاسية. وأفاد مراسل قناة «روسيا اليوم» بأن مستشار المرشد الأعلى ألقى كلمة في حلب أمام المتطوعين الإيرانيين للقتال هناك.

ونقلت وكالة «مهر» أن ولايتي صرح في لقاء له مع محافظ حلب، حسين دياب، بأن سورية ستشهد قريبا تطهير المناطق الشرقية في سورية، ثم إدلب غربي البلاد، مصيفا أن «الأعداء ظنوا مخطئين أنهم يستطيعون دخول سورية خلال 7 أيام، وها قد مضت سبع سنوات وكشفت مؤامراتهم».

وقال ولايتي إن «الحرب بوكالة الإرهاب ألحقت أضراراً جسيمة بمدينة حلب وباقي المدن السورية، لكن الإنجاز الأهم هو إرادة الشعب السوري وقدرته على الصمود بوجه الإرهاب وإثبات شجاعته بالدفاع عن بلده».

من جهته، أكد محافظ حلب أن «أهالي حلب لن ينسوا أبدا التضحيات التي قدمها الشباب الإيرانيون في الدفاع عن بلادهم، وامتزجت دماؤهم بدماء السوريين».