تؤدي سطوة الحدث الآني وضجيج الأصوات المبرمجة دورا كبيرا في تشتيت الأصوات التي تحاول موازنة الحدث ووضعه في مكانه الصحيح، الحدث الآني من جهة يزعم وجود استهداف للوزراء الشيوخ بغرض خلق حالة من الاصطفاف مع الحكومة عبر إثارة مشاعر الحب والوفاء لأبناء الأسرة الحاكمة، والتاريخ من جهة أخرى يسجل خروج شيخين وزيرين من التشكيل الحكومي بعد أيام من جلسة استجوابهما بمجلس الأمة.هل نسينا؟ في عام 2007 تم استجواب كل من وزير الصحة الشيخ أحمد العبدالله واستقالت الحكومة مجتمعة من بعده، وبعدها تم استجواب وزير النفط الشيخ علي الجراح وتقديم طلب طرح ثقة فيه واستقال قبل جلسة التصويت، وبمقارنة بسيطة سنجد أن ما قيل في الاستجوابين يفوق استجوابي الحمود ومحمد العبدالله شراسة، ومع ذلك لم تخلُ الأجواء آنذاك من الدفاعات الحكومية عن وزرائها، ولكن بدون أسطوانة استهداف الوزراء الشيوخ التي خص بها رئيس الوزراء السابق الذي ما إن يعلن أحد النواب استجوابه حتى تبدأ محنة ضياع الكويت وانقسام الرأي العام بين وطني محب للأسرة وانقلابي لا يريد الخير للبلد.
في اعتقادي الشخصي وهو "زبدة الهرج" أن منبع زعل الحكومة وكدرها نابع من صدمتها في الهجمات البرلمانية القادمة من أجواء يفترض أنها رتبت للأبد، لذلك لم يعد بالإمكان غير تحريك مشاعر الناس وتخويفهم من الأوضاع الإقليمية وأحوال الطقس الذي أخذت في طريقها مجلس المناديب السابق، ولا بأس من رحيل المجلس الحالي طالما بقي فيه نواب لا يجيدون "تهميز" أكتاف الوزراء وخصوصا الشيوخ منهم.
مقالات
الأغلبية الصامتة: «تهميز» الحالة البرلمانية
09-11-2017