لايزال الترقب سيد الموقف مع اتجاه الأنظار إلى توقيت عودة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري «ليبنى على الشيء مقتضاه». ففي وقت قالت مصادر مقربة من «التيار الوطني الحر» لـ«الجريدة»، أمس، إن الرئيس سعد الحريري سيعود إلى لبنان للبت بالاستقالة أو العودة عنها»، لافتة إلى أن «هناك كلاماً بأن الحريري سيزور لبنان مدة 24 ساعة وسيقدم استقالته رسمياً ويغادر إثر ذلك»، اعتبرت مصادر مقربة من تيار «المستقبل» أن «الكلام عن زيارة سريعة للحريري إلى لبنان غير دقيق»، مشيرة إلى أنه «عند عودة الحريري ستكون إقامته طويلة وسيخوض العمل السياسي من بيت الوسط».

إلى ذلك، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاء الأربعاء النيابي»، أمس، أن «اللبنانيين رغم كل الأزمات التي واجهتهم، استطاعوا أن يتجاوزوا كل الصعاب متسلحين بوحدتهم وبتحصين ساحتهم الداخلية».

Ad

واعتبر أنه «على الرئيس الحريري العودة لتقديم استقالته في بعبدا لتعتبر دستورية، فهذه المرة الأولى التي نشهد فيها على هكذا خطوة».

وشدد بري على أن «الحريري مظلوم وأنا أرفض الظّلم». وكرر بري القول، إن «الحكومة ما زالت قائمة، وإن إعلان الرئيس الحريري استقالته بهذا الشكل لن يغيّر من كامل أوصافها».

وكان الحريري تلقى أمس، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس جرى خلاله بحث آخر التطورات على الساحتين الفلسطينية واللبنانية».

في موازاة ذلك، واصل رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، لقاءات التشاور مع القيادات الوطنية والشخصيات السياسية والحزبية، التي بدأها أمس الأول، للبحث في النتائج المتأتية عن إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته من الخارج.

واستقبل عون في قصر بعبدا، قبل ظهر أمس تباعاً، رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض، ورئيس «التنظيم الشعبي الناصري» د. أسامة سعد، ورئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، ورئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبدالرحيم مراد، ورئيس «حزب التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب، والأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، ورئيس «تيار الكرامة» الوزير السابق فيصل كرامي.

في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية: «أننا نشجع الرياض على ملاحقة الفاسدين قضائياً بطريقة عادلة وشفافة»، مؤكدة أنه «لم يكن لدينا معلومات سابقة لما جرى في الرياض».

وقالت في بيان مساء أمس الأول: «لم نتلق إخطاراً سابقاً بقرار استقالة رئيس الوزراء اللبناني»، موضحةً «علاقتنا بالحكومة اللبنانية وثيقة ولن تتغير وندعم سيادة لبنان واستقراره».

وأضافت: «ندعم حكومة لبنان إلا أنّنا نعتبر حزب الله منظمة إرهابية».

أكد سفراء الاتحاد الأوروبي التزامهم المستمر في الوقوف الى جانب لبنان ودعم وحدته واستقراره. ودعا السفراء في بيان، امس، «جميع الأطراف إلى متابعة الحوار البناء والاعتماد على العمل المنجز خلال الأشهر الأحد عشر الماضية بهدف تقوية مؤسسات لبنان والإعداد للانتخابات النيابية في مطلع 2018 وفقاً لأحكام الدستور».

كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، مساء أمس الأول، أن «موسكو قلقة إزاء تطورات الوضع في لبنان على خلفية استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري».

ودعت موسكو «كافة القوى الخارجية ذات النفوذ في لبنان إلى ضبط النفس واتخاذ مواقف بناءة».