روحاني يبرر «صاروخ الرياض»... ويتحدى السعودية وأميركا

واشنطن تقف إلى جانب المملكة ضد اعتداء إيران وتؤكد مسؤولية «الحرس» عن صواريخ الحوثيين

نشر في 08-11-2017
آخر تحديث 08-11-2017 | 21:45
ولي العهد السابق مقرن بن عبدالعزيز في لحظة مؤثرة أمس الأول خلال جنازة نجله منصور نائب أمير منطقة عسير الذي توفي في حادث مروحية (واس)
ولي العهد السابق مقرن بن عبدالعزيز في لحظة مؤثرة أمس الأول خلال جنازة نجله منصور نائب أمير منطقة عسير الذي توفي في حادث مروحية (واس)
برر الرئيس الإيراني حسن روحاني إطلاق الصاروخ البالستي الذي كان يستهدف مطار الرياض المدني، متحدياً السعودية التي اتهمت بلاده بتهريب الصواريخ للمتمردين الحوثيين في اليمن، بينما أعلنت واشنطن وقوفها إلى جانب الرياض، مؤكدة تورط إيران في الحادث.
بعد التهديدات السعودية العالية السقف ضد إيران، واعتبار ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أن اطلاق المتمردين الحوثيين صاروخا بالستيا، السبت الماضي، على العاصمة السعودية الرياض، هو اعتداء عسكري مباشر على المملكة التي تحتفظ بحق الرد، شن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس هجوماً قوياً على السعودية متحدياً الرياض.

وقال روحاني، متوجها الى السعوديبن: «أنتم تدركون جيّدا مكانة وقوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من هم أعظم شأنا منكم لم يتمكنوا من المساس بالشعب الإيراني»، مضيفا أن «أميركا وأذنابها عجزوا عن مواجهة الشعب الايراني بكل ما لديهم من قدرات».

وبرر روحاني اطلاق الحوثيين صاروخاً على الرياض، قائلا انه رد على العمليات العسكرية التي تقوم بها السعودية هناك ضد المتمردين الحوثيين الموالين لإيران.

كما اتهم الرئيس الإيراني الرياض بالتدخل في الشؤون اللبنانية، زاعماً انها ارغمت رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على الاستقالة.

وفي اتهام معتاد توجهه طهران إلى كل خصومها، قال الرئيس الإيراني مخاطبا السعودية: «إنه خطأ استراتيجي ان تتوجهوا نحو إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني بدل تقوية علاقاتكم مع ايران».

وادعى أن الولايات المتحدة بإذكاء الخلافات في المنطقة من أجل صفقات السلاح، وقال: «الإدارة الأميركية الأخيرة تملك مهارة خاصة في نهب جيب المنطقة، لاسيما السعودية».

واشنطن

وفي أعنف تعليق من نوعه، اعتبر البيت الأبيض أن تنفيذ المتمردين الحوثيين اعتداءات صاروخية على السعودية انطلاقا من اليمن، بتسهيل من ايران، «يهدد الامن الاقليمي»، مؤكدا ان مثل هذه الصواريخ «لم تكن موجودة في اليمن قبل النزاع».

ورحب البيت الابيض، في بيان صدر أمس، بالموقف السعودي الذي ندد بدعم ايران للحوثيين وإقدامها على تزويدهم بأسلحة غير قانونية مثل الصواريخ البالستية.

وقال البيان إن «الاعتداءات الصاروخية للحوثيين ضد السعودية التي تحصل بتسهيل من الحرس الثوري الايراني، تهدد الامن الاقليمي وتسيء الى جهود الامم المتحدة للتفاوض على حل لهذا النزاع».

وندد بـ»أنشطة النظام الإيراني»، مجددا وقوف ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب «الى جانب السعودية وكل شركائنا في الخليج ضد الاعتداء الإيراني».

وكانت السفيرة الأميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي أعلنت أمس الأول أن ايران زودت المتمردين الحوثيين بصاروخ أطلق على السعودية في يوليو. وحضت «الأمم المتحدة والشركاء الدوليين على اتخاذ التحرك الضروري لمحاسبة النظام الإيراني على هذه الانتهاكات».

وأشار بيان البيت الابيض، أمس، الى ان «مثل هذه الانظمة الصاروخية لم تكن موجودة في اليمن قبل النزاع»، وجدد دعوة «الامم المتحدة الى التدقيق في الوقائع التي تثبت ان النظام الايراني يطيل النزاع في اليمن بهدف تحقيق طموحاته الاقليمية».

الأمم المتحدة

ودعا سفير السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي إلى تحرك الأمم المتحدة ضد إيران، وذلك في رسالة إلى مجلس الأمن والأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس.

وقال المعلمي إن إطلاق الصاروخ على الرياض يوم السبت ربما يصل إلى حد جريمة حرب، وإن السعودية تتخذ الإجراءات الملائمة للرد على ما وصفه بتلك الأعمال الإرهابية.

وبعث السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة غلام علي خوشرو أيضا برسالة إلى مجلس الأمن وغوتيريس، رافضا اتهامات السعودية، وواصفا إياها بأنها «لا أساس لها وخاطئة».

وقال خوشرو في الرسالة: «تدعو إيران إلى التحلي بضبط النفس والحكمة، بدلا من الاستفزاز والتهديد الذي قد يسبب مزيدا من الاضطرابات في هذه المنطقة المتوترة بالفعل».

ويحظر قرار الأمم المتحدة الذي نص على اتفاق إيران النووي مع القوى العالمية على طهران إمداد أو بيع أو نقل أسلحة خارج أراضيها دون موافقة مسبقة من مجلس الأمن.

ويمنع قرار منفصل للأمم المتحدة بشأن اليمن تقديم أسلحة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي واثنين من قادته العسكريين والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح وابنه «ومن يتصرفون بناء على توجيهاتهم».

الجامعة العربية

وأعلنت جامعة الدول العربية تضامنها مع السعودية ضد أي تهديدات خارجية تستهدفها وتستهدف أمنها.

واستنكر أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، حالة التصعيد غير المسبوق التي تمارس ضد السعودية.

وردا على سؤال حول التدخلات الإيرانية في الدول العربية، قال أبوالغيط إن «التدخلات هي موضع رفض عربي، وتعكس رغبة في إشاعة التوتر والاضطراب من أجل ممارسة الهيمنة على الآخرين، وهذا أمر مستهجن ولن يقبل به أحد».

وذكر أن «الواجب العربي يحتم التضامن مع المملكة العربية السعودية، وهي تواجه تلك التهديدات الخطيرة لأمنها»، مؤكداً من جهة أخرى أن «توسيع دائرة الصراع في اليمن أمر مؤسف، وتقف وراءه أطراف معروفة تستهدف ليس فقط استمرار المواجهة في اليمن قائمة دون أفق لنهايتها، بل إشعال الأوضاع في المنطقة كلها» في إشارة الى ايران.

واعتبر الأمين العام أن «الاستقرار الإقليمي لن يبدأ في التحقق إلا عندما تعيد هذه الأطراف النظر بالكامل في سياساتها تجاه العرب، وتقوم بمراجعة حقيقية للنهج الذي اتبعته في السنوات السابقة، والذي يدخل المنطقة في دوامة من الصراع والاضطراب».

الجامعة العربية تعلن تضامنها مع السعودية وتتهم ايران بالسعي الى اشعال المنطقة
back to top