لا بد أن نقلق و«نحاتي»
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
لابد أن نقلق ونحاتي، حين يطلب من الكويت أكثر من قدراتها وما يمكن أن تتحمله، فتاريخ الدولة، سواء في نشأتها ككيان بسيط أو في تطورها القانوني وخلق الدستور، يختلف عن بقية دول المنطقة. طبعاً، كانت هناك محاولات في الماضي، ومازالت، لجعل حال الدولة من حال غيرها، لكن الواقع أثبت أن دستورها، وما يفرضه من مشاركة جزئية في الحكم هو الضامن الكبير لديمومتها، ونتذكر كلنا الثاني من أغسطس 1990، ونتذكر وضع الدولة قبل هذا التاريخ، من عام 1986، غير الدستوري، وكيف اصطفت الدولة في تلك الأيام، وكيف انتهينا بالاحتلال العراقي، لنصل إلى قناعة أن قوة هذه الدولة الحقيقية ليست بالجيوش وصفقات أسلحة مكلفة، وإنما بتلاحم أهلها عبر المشاركة الحقيقية في الحكم، وأن أي عمل ينتقص من حريات المواطنين ويكمم أفواههم هو في النهاية يضرب الوحدة الوطنية.لابد أن نقلق ونحاتي من القادم، فقد يطلب من الدولة أن تتخلى عن الحد الأدنى من الحياد المطلوب منها، عندها سنجد حالنا في أتون صراع رهيب لم نختره ولم نستشر في أمره. ماذا نفعل لو انقلبت الحرب القائمة الآن بين دول المنطقة من حروب بالوكالة إلى حرب حقيقية بالأصالة؟! ماذا نفعل، وهناك تحريض من إدارات عدة دول مثل إسرائيل وإدارة الرئيس ترامب لدفع المنطقة للهاوية؟ ماذا سنفعل عندها؟ ماذا سيكون لدينا غير الخراب الكامل! دعونا نقلق ونحاتي... دعونا نكبر ونسمو عن المراهقة السياسية، فالأوضاع اليوم لا تتحمل الكثير."بومنا" اليوم في بحر هائج وعواصف مدمرة، فلنتفق على خط سير آمن، لعل السفينة ترسو بنا على شط الأمان.