70 عاماً من التهجير والقتل والحرق.. أقلية الروهينغيا الأكثر اضطهاداً في العالم

نشر في 09-11-2017 | 13:08
آخر تحديث 09-11-2017 | 13:08
No Image Caption
باتت نظرات البؤس والألم إحدى سمات لاجئي مسلمي الروهينغيا الذين يعتبرون الأقلية الأكثر اضطهاداً في العالم والتي عانى أفرادها التطهير العرقي والحرمان من الجنسية في ميانمار ومن ويلات الهجرة إلى بنغلاديش وقساوة العيش في ظل مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

وعانت الأقلية المسلمة في ميانمار الاضطهاد والقتل والحرق منذ أكثر من 70 عاماً حيث تعرض المسلمون في ولاية راخين لشتى أنواع التعذيب والقتل التي تفجرت مرة أخرى في أغسطس الماضي وتأكد حينها العالم من حقيقة وجود أقلية مسلمة تتعرض للتعذيب والاضطهاد في ميانمار.

ففي الـ 25 من أغسطس الماضي قام جيش ميانمار بحملة عسكرية منظمة تستهدف الروهينغيا في ولاية أراكان أدت وفق المنظمات الحقوقية إلى تهجير الآلاف من ديارهم علماً بأنها الحملة الثانية من نوعها في العقد الأخير حيث سبقتها حملة أخرى في عام 2012 عندما وفر الجيش الحماية والحراسة للبوذيين الذين قاموا بعمليات عنف انتقامية ضد مسلمي الروهينغيا ما أسفر عن مقتل وتشريد عشرات الآلاف.

وعن الحملة الأخيرة، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين في 11 سبتمبر الماضي إن «العملية الأمنية الوحشية» ضد مسلمي الروهينغيا في ولاية أراكان نموذج تقليدي لعملية تطهير عرقي.

وفي ظل هذا القتل والتطهير العرقي لا يملك مسلمو الروهينغيا سوى خيارين الأول السير على الأقدام عدة أيام قد تصل إلى ثمانية يمرون فيها عبر الجبال في رحلة مضنية يتعرضون خلالها للأمراض والاجهاد والانهاك وصولاً إلى بنغلاديش فيما يتمثل الخيار الثاني في الفرار عن طريق البحر في قوارب عرضة للقرصنة وربما القتل أو حتى الغرق في بعض الأحيان.

ومن يحالفه الحظ ويستطيع الوصول إلى بنغلاديش سيعاني تهالك المخيمات وتكدس اللاجئين ويضطر إلى بناء خيمته من سيقان البامبو وبعض الأقمشة المتبقية من أي مؤن غذائية أو من أكياس القمامة لايواء وستر عورة عائلة مؤلفة من 12 شخصاً أحياناً.

وتُشير الإحصاءات إلى أن نسبة 60 في المئة من لاجئي الروهينغيا من الأطفال وأنه بين كل أربعة أطفال هناك طفل يعاني سوء التغذية وهو الأمر الأكثر ايلاماً في الحروب خاصة أن ضحاياها من الأطفال المجهولي المستقبل الذين يعيشون على كفاف يومهم.

ولا يزال اللاجئون يتوافدون إلى بنغلاديش بمعدل خمسة آلاف لاجئ يومياً وأحياناً أكثر في أكبر عملية نزوح خلال فترة زمنية وجيزة ولذا تتخوف منظمات الأمم المتحدة العاملة هناك من تفاقم أوضاع مسلمي ميانمار الصحية والمعنوية جراء النقص في تمويل برامج الرعاية التي تفوق حاجز الـ 400 مليون دولار لتغطية احتياجاتهم خلال الستة أشهر المقبلة.

ورغم سرعة تلبية المؤسسات الإنسانية للنداء الإنساني في تقديم المواد الإغاثية للاجئي الروهينغيا في بنغلاديش وتقديم الحصص الغذائية ومواد النظافة والوقاية من الأمطار فإن حاجتهم تتفاقم يومياً بسبب زيادة أعدادهم.

وتتم رحلة تنقل اللاجئ من مكان استلام الحصص الغذائية وحتى خيمته المتواضعة في طرق زلقة وطينية غير آمنة أبداً وكذلك الخيم حيث يفتقر اللاجئون إلى دورات المياه في المخيمات وتعاني النسوة عدم وجود أماكن للاستحمام علاوة على عدم وجود وسائل انارة في المساء.

وكانت دولة الكويت أعلنت أمام المؤتمر الدولي للمانحين لدعم لاجئي «الروهينغيا» الذي عقد بجنيف في 23 أكتوبر الماضي التزامها بمساهمة جهات رسمية وشعبية بمبلغ قدره 15 مليون دولار لتخفيف معاناتهم.

يذكر أن مجلس الأمن دعا في بيان الاثنين الماضي ميانمار إلى وقف حملتها العسكرية في ولاية راخين والسماح بعودة مئات الآلاف من أبناء أقلية روهينغيا المسلمة الذين فروا منها إلى بنغلاديش المجاورة.

ودان مجلس الأمن بإجماع أعضائه الـ 15 أعمال العنف التي أجبرت أكثر من 600 ألف من أفراد هذه الأقلية المسلمة على الهرب إلى بنغلاديش.

back to top