مناصحة الدواعش في محاكمتهم
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
بعض مؤيدي برنامج المناصحة لمقاتلي "داعش" و"النصرة" يحاولون التبرير بأن هؤلاء ذهبوا بعد أن غُرر بهم دون توجيه، وعند اكتشافهم ضلال تلك الفصائل وزيف دولة الخرافة لم يتمكنوا من مغادرة ساحات القتال خوفاً من بطش تلك التنظيمات، ونقول لهم إن هؤلاء انضموا برغبتهم، وقد شاركوا في حرب ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل، والبعض ارتكب أبشع الجرائم الإنسانية، لذلك لا مكان لتأهيلهم قبل تقديمهم للمحاكمة أسوة بما تفعله الكثير من الدول التي لديها مجاهدون أو مارقون، لا تختلف التسمية، فكلاهما وجه واحد لعملة الإرهاب. هناك فرق شاسع بين العائدين من سجن غوانتنامو وبين العائدين من صفوف "داعش"، ففي الأول عادوا من أبشع سجن عرفه التاريخ، حيث خضعوا لكل أنواع التعذيب النفسي والجسدي وإلى محاكمات وتحقيقات استمرت سنوات، وعندما لم تثبت إدانتهم أطلق سراحهم بعد عمل رسمي وشعبي وشروط التزمت بها كل الأطراف، أما مجاهدو "داعش" فيريدون أن يعودوا لحياتهم الطبيعية وهم من قاتل ونحر لأجل دولة كل ما فيها ضلال."المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين"، فتجارب المناصحة مع هؤلاء لم تجدِ نفعاً إلا لمن رحم ربي، لذلك التسويق لهذا البرنامج مرفوض شعبياً، ولا تقبله الديانات والأعراف الاجتماعية، فمن انضم إلى هذه الفصائل على المجتمع محاكمته وإنزال الحكم العادل فيه حتى لا يكون هناك مجال للتأويل أو للمطالبات اللاحقة من الدول المتضررة، كما هي حال قانون جاستا.أخيراً هذه الأيام الشعب الكويتي مطالب أكثر من أي وقت مضى بالالتفاف نحو قيادته الرشيدة ممثلة بحضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح لما تحمله الأيام القادمة من تحديات كبيرة على المنطقة.ودمتم سالمين.