توقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أبوظبي، اليوم، الانتصار كلياً في المعركة ضد تنظيم «داعش» في سورية والعراق خلال الأشهر المقبلة، لكنه رأى أن الانتصارات لا تعني نهاية التهديد، الذي يشكله مقاتلو التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم «الدولة الإسلامية».

وقال الرئيس الفرنسي خلال لقاء جمعه بعدد من الجنود الفرنسيين في أبوظبي: «لقد انتصرنا في الرقة وفي الأسابيع المقبلة والأشهر المقبلة، أؤمن بأن الانتصار العسكري الكامل سيتحقق في المنطقة العراقية السورية».

Ad

وأضاف «لكن هذا لا يعني أن المعركة انتهت»، مشيراً إلى أن «التصدي للجماعات الإرهابية سيكون عنصراً رئيسياً مكملاً للحل السياسي الشامل، الذي نريد أن نراه يتحقق في المنطقة».

وأشاد ماكرون بـ«التعاون العملاني على مستوى عال» مع الإمارات التي تشارك منذ 2014 في التحالف الدولي ضد التنظيم المتشدد.

وتطرق إلى الهجمات التي شهدتها فرنسا والتي «تم التخطيط لها وتنظيمها والإشراف عليها» من الرقة في شمال سورية، مضيفاً «بعد عامين من هذه الهجمات، انتصرنا».

وتوجه إلى العسكريين الفرنسيين بالقول: «أنتم الخطوط الأمامية للدفاع عنا. وأنتم الضمانة للتحرك سريعاً في حال وقوع طارئ».

وصعد ماكرون برفقة زوجته بريجيت على متن الفرقاطة «جان بار» التي يعمل فيها 190 عسكرياً فرنسياً وتتركز نشاطاتها على «منع التهريب ومكافحة الإرهاب».

وتؤوي أبوظبي الوجود العسكري الفرنسي الوحيد خارج البلاد باستثناء إفريقيا. وينتشر نحو 700 عسكري ضمن «القوات الفرنسية في الإمارات العربية المتحدة» في قاعدة الظفرة إلى جنوب أبوظبي، من حيث تنطلق طائرت رافال، التي تقصف مواقع «داعش» في سورية والعراق، وفي قاعدة ميناء زايد البحرية قرب العاصمة. ويشبه هذا الوجود العسكري أحياناً بـ»حاملة طائرات ثانية» لفرنسا تسمح لها بالوجود في منطقة الخليج وشمال المحيط الهندي، وهي منطقة استراتيجية يمر عبرها قسم كبير من التجارة العالمية.

ووصل ماكرون، أمس ، إلى أبوظبي حيث دشن متحف اللوفر أبوظبي، أول متحف عالمي في العالم العربي، وقد وصف الرئيس الفرنسي هذا الصرح الثقافي الضخم بأنه رمز لمحاربة «الظلامية».

وعقد ماكرون محادثات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال حفل عشاء مساء أمس ، وناقشا تطورات الأوضاع في المنطقة. وقال بيان صادر عن قصر الإليزيه، إن البحث تناول «التحديات المشتركة مثل الأمن الدولي ومكافحة الإرهاب». وبالإضافة إلى اللوفر، تحضر فرنسا في الإمارات من خلال جامعة السوربون أبوظبي التي زارها ماكرون اليوم، واستقبله فيها مئات الطلاب.

وعقب ذلك زار ماكرون دبي حيث ألقى كلمة أمام الجالية الفرنسية.

وتأتي زيارة ماكرون في حين تشهد المنطقة أزمة دبلوماسية كبرى بين قطر ودول خليجية، وتصعيداً في اللهجة بين السعودية وإيران.