السيسي: أمن الخليج خط أحمر... ونرفض ضرب إيران
الرئيس حذر من انتقال «داعش» من سورية والعراق إلى ليبيا ووعد بتقديم كشف حساب للمصريين
بدا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حريصا على التشديد على ربط أمن الخليج بالأمن القومي المصري، متحدثا عن تهدئة وسط تصعيد بين السعودية وإيران و«حزب الله»، وصرح السيسي أمس الأول بأنه سيقدم كشف حساب للمصريين، وينتظر رد فعلهم عليه قبل إعلان موقفه من الترشح لولاية رئاسية ثانية.
بينما يختتم منتدى شباب العالم فعالياته رسميا في منتجع شرم الشيخ اليوم، جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ربط الأمن القومي لبلاده بأمن دول الخليج، باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي لمصر.وكشف السيسي، في حواره مع ممثلي وسائل الإعلام المصرية والعربية والأجنبية، عن بعض التفاصيل الجديدة في مذبحة الواحات، مؤكدا أنه تم القضاء على 14 إرهابيا شاركوا في الهجوم الإرهابي، باستثناء واحد فقط، وهو غير مصري، تحقق معه الجهات الأمنية.وأشار إلى أنه سيتم إعلان التفاصيل الكاملة واعترافات الإرهابي وجنسيته في مؤتمر إعلامي بعد انتهاء منتدى شباب العالم، مشددا على تدمير القوات المسلحة أكثر من ١٢٠٠ سيارة على الحدود، كانت متجهة للقيام بعمليات إرهابية.
وأكد أن الأمور باتت أفضل في سيناء، "ونحقق نجاحا مع الحرص على أمن المواطن البريء... وإذا كان هناك شك في وجود أبرياء لا نقدم على مهاجمة المكان، ونحرص على ألا تكون مهاجمة الإرهابيين على حساب السكان المدنيين".ودعا وسائل الإعلام الأجنبية إلى مراعاة أن مصر في حالة حرب على الإرهاب بالوكالة عن العالم كله، متابعا: "عليكم نقل ما يحدث في مصر بأمانة، وحقوق الإنسان ليست فقط الحقوق السياسية".وأضاف أن ما حدث في السنوات السبع الماضية أدى إلى أن خرجت العراق وسورية وليبيا واليمن من المعادلة بشكل أو بآخر، وبالتالي حدث خلل في التوازن الاستراتيجي بالمنطقة، "فيجب ألا يحدث فراغ يؤثر على أمننا واستقرارنا، وبالتالي كان لابد أن تكون لدينا معدات عسكرية لمجابهة الإرهاب الذي نرى أنه لا ينحصر في المنطقة"، معربا عن مخاوف مصر من انتقال عناصر "داعش" من ليبيا إلى مصر.وشدد على أنه كلما تطورت الأمور في اتجاه التخلص من "داعش" في سورية وليبيا والعراق كان وجودهم في المنطقة الغربية وسيناء بمصر، مضيفا: "في مصر لدينا مئة مليون مواطن، فهل يتحمل الإعلاميون أن يتحول المصريون إلى دولة فاشلة تعج بالفوضى واللاجئين في كل مكان؟ ما حدث في سورية والعراق لا يقارن بما يمكن أن يحدث في مصر".وبدا أن السيسي يتجه لحسم أمره من الترشح لفترة رئاسية ثانية في الانتخابات المقرر إجراؤها في مارس وأبريل المقبلين، إذ قال إنه قبل الإعلان عن الترشح يجب أن يقدم أولا كشف حساب للأربع سنوات الماضية، التي تولى فيها مقاليد الحكم. وبين أنه سيتم خلال الشهرين المقبلين الإعلان عما تحقق، "وبناء على استقبال الناس لهذا الأمر سيكون لنا رد فعل بشأن الترشح من عدمه"، يأتي ذلك فيما تتواصل حملات من قوى سياسية لجمع توقيعات لحث السيسي على الترشح.وحول الإجراءات الاقتصادية، التي شملت تعويما للجنيه ورفعا لأسعار المحروقات والكهرباء، ما فجر موجة غير مسبوقة من ارتفاع الأسعار، ذكر السيسي: "أتصور أننا نسير بشكل جيد في خطة الإصلاح الاقتصادي، والشعب المصري تعامل معها بإيجابية وتحمل صعوباتها، لكن كان لابد من اتخاذ هذه الإجراءات للخروج من المعضلة الاقتصادية التي تعيشها البلاد".وبينما قال السيسي إنه لا يوجد ارتباط بين عودة السياحة الروسية وتوقيع اتفاق الضبعة الخاصة بالمحطة النووية، أشار إلى أن موقف مصر واضح في ملف سد النهضة، عبر النظر "بإيجابية لمتطلبات التنمية لأشقائنا الإثيوبيين، مع الوضع في الاعتبار أن المياه بالنسبة لنا حياة أو موت".
الأمن العربي
وأكد السيسي ان "مصر تعتبر الأمن القومي العربي والخليجي جزءا لا يتجزأ من أمننا القومي"، مشددا على أن أي تهديد للخليج هو تهديد لمصر، "ونحن مع أشقائنا في منطقة الخليج وندعم أمنهم، لأن أمن الخليج هو أمن مصر، ويجب أن يتعامل الجميع معنا في هذا الإطار، ويجب أن يكون الآخرون حريصين على أمننا واستقرارنا، ونرفض استمرار التدخل في شؤوننا أو في شؤون دول الخليج".وحول التوتر الحاصل بين السعودية وإيران وحزب الله اللبناني، وتصاعد احتمالات نشوب الحرب، اردف: "لست مع حل أي قضية بالحرب، ولنا تجربة في الحرب وهي خسائر مادية وبشرية... فالحروب دائما تجارب مريرة ولها نتائج صعبة جدا، ويمكن بالحوار والنقاش أن نجد مخرجا للأزمات، لاسيما أن المنطقة بها ما يكفيها من اضطرابات"، لكنه عاد وشدد على أن أمن الخليج خط أحمر بالنسبة لمصر، "ويجب على الآخرين عدم التدخل في شؤوننا والابتعاد عن التصادم".تصريحات السيسي بدا أنها تحتفظ لمصر بمسافة عن المقاربة السعودية القائمة على التصعيد ضد "حزب الله" وطهران، لكن مصدرا مصريا رفيع المستوى قال لـ"الجريدة" إن القاهرة تدعم حق الرياض في الدفاع عن نفسها إزاء أي أعمال عدائية، والرفض القاطع للتدخل في الشأن العربي بصفة عامة، وفي شؤون دول الخليج بشكل خاص، لكن القاهرة ترى أنه يجب النأي بالمنطقة العربية عن الدخول في أي عمليات تصعيد قد تنتهي بالحرب، وتجر المنطقة إلى الفوضى مجددا.