استعاد تنظيم «داعش» السيطرة على نحو 50 في المئة من مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، إثر هجوم مضاد على مواقع قوات الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائها.ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن التنظيم «تمكن من السيطرة على عدد من الأحياء في شمال وشمال شرق وشمال غرب المدينة»، مشيراً إلى أنه «يحاول الدفاع عن آخر معاقله» في سورية.
وأكد عبدالرحمن أن «حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني ومقاتلين عراقيين شكلوا عماد المعركة لطرد تنظيم الدولة من البوكمال»، مشيراً إلى استمرار الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في المدينة، التي انكفأ التنظيم إليها في مواجهة هجمات ضده على طرفي الحدود.وحققت قوات النظام السوري وحلفائها تقدماً سريعاً باتجاه المدينة عززه سيطرة القوات العراقية الأسبوع الماضي على قضاء القائم على الجهة المقابلة للحدود.وغداة إعلان نظام الرئيس بشار الأسد سيطرته وحلفائه على كامل البوكمال وسقوط مشروع «داعش» ورعاته، كشف الإعلام الحربي التابع لميليشيا «حزب الله» أنّ «هناك أنباء عن وجود زعيم داعش أبوبكر البغدادي، في أحد جيوب مدينة البوكمال المحرّرة أثناء تطهيرها».وأبلغ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة «رويترز» بأنه ليس لديه «أي معلومات يمكن إعلانها بشأن مكان» زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي.
الألغام والحشد
وفي وقت سابق، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو البدء بإزالة الألغام في مدينة البوكمال، مشيراً إلى أن «قسماً من الإرهابيين فيها تمّ القضاء عليه وقسماً عبر الفرات، وتحرّك نحو الشمال».بدوره، أعلن رئيس الحكومة المؤقتة السابق أحمد طعمة، أن مشاركة ميليشيات «الحشد الشعبي» العراقي في معركة البوكمال يعقد الأمور في سورية، معتبراً أن الإصرار الإيراني على فتح طريق بري من طهران إلى بيروت يشكل خطراً على المنطقة بأكملها.في هذه الأثناء، أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد) أنها «تمكنت من السيطرة على 24 قرية في محيط بلدة مرقد بريف الحسكة الجنوبي بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي «داعش»، لافتةً إلى أنها «صدت هجمات معاكسة للتنظيم على عدة مناطق في ريف دير الزور الشرقي، بالإضافة إلى صد هجوم على حقل العمر النفطي».الحرس الثوري
وعلى الجبهة الجنوبية، أنشأ الحرس الثوري الإيراني ميليشيا جديدة تحت مسمى مذهبي، وبشكل استفزازي لسكان المنطقة، بحسب ناشطين سوريين نبهوا إلى أن مهمة التشكيل الجديد هي تخريب اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري.ووفق كبير مفاوضي المعارضة في جنيف محمد صبرة، فإن تركيبة «اللواء 313» الذي يجمع شباناً في منطقة درعا أسسه ويقوم بتمويله وتدريبه الحرس الثوري الإيراني، ليست معزولة عن سياق السياسات الإيرانية التقسيمية في المنطقة، مؤكداً أن الميليشيا الجديدة مقرها مدينة إزرع ذات الأغلبية المسيحية، ولكن المقاتلين في الميليشيات هم من الشبان الشيعة في الجنوب السوري وتبعد عن الحدود مع الأردن وإسرائيل نحو 30 كيلومتراً، ما يشكل تهديداً مباشراً للاتفاق بين واشنطن وموسكو.اتفاق وشيك
في هذه الأثناء، كشف مسؤولون أميركيون عن قرب توصل أميركا وروسيا إلى اتفاق حول سورية، آملين أن ينهي الأزمة بعد هزيمة «داعش»، مؤكدين القلق من أن تسيطر إيران على مستقبل سورية.وأوضح المسؤولون، أنه إذا حسم الاتفاق فسيتم الإعلان عنه بعد اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، في فيتنام إن تم.كما لفتوا إلى أن هذا الاتفاق سيركز على 3 عناصر هي عدم نشوب نزاع بين الجيشين الأميركي والروسي، والحد من العنف، وتنشيط محادثات السلام، التي تقودها الأمم المتحدة.في موازاة ذلك، أعلن الكرملين أنَّ بوتين سيبحث مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان بعد غد الوضع في سورية ومحاربة الإرهاب، موضحاً أنَّ "الرئيس التركي سيصل في زيارة عمل إلى سوتشي بدعوة من الرئيس بوتين، ويتوقع "تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية، ومن بينها محاربة الإرهاب والتسوية السورية".لكن البيت الأبيض أعلن اليوم، أن ترامب لن يلتقي بوتين على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في فيتنام. وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز: «لم يتم تأكيد عقد أي اجتماع، كما أنه لن يعقد بسبب صعوبة في التوفيق بين جداول الأعمال من الجانبين»، مشيرة إلى احتمال أن يتصادف الرئيسان على هامش القمة، لأنهما «سيكونان في المكان نفسه هل سيتصادفان للحظة ويتصافحان؟ هذا ممكن جداً وحتى محتمل».في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «الأمور لم تتضح بعد»، مضيفاً أن المسؤولين «يواصلون» جهودهم من أجل الاتفاق حول عقد اجتماع.