خلاف ترامب وجينبينغ الاقتصادي يطغى على «أبيك»
بكين تتشبث بـ«العولمة» وتبدي انفتاحاً... وواشنطن تحشد ضد «ديكتاتور» بيونغيانغ
طغى تباين في وجهات النظر على رؤيتَي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ بشأن مستقبل التجارة العالمية خلال مشاركتهما اليوم، في قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (ابيك) المنعقدة في مدينة دانانغ الفيتنامية.وألقى كل من شي، الذي يعتبر أقوى زعيم صيني خلال عقود، وترامب الذي يعاني تراجع شعبيته بشكل كبير في الداخلن كلمتيهما بفارق دقائق، إذ أكد ترامب، الذي استقبل قبل أيام بحفاوة بالغة في بكين، شعاره «أميركا أولاً» ليترك نظيره شي جينبينغ في موقف الدفاع عن موجة العولمة «التي لا يمكن العودة عنها». وفي كلمته، التي تراوحت بين الثناء لدول آسيا-المحيط الهادي واتهامها بإضعاف أكبر اقتصاد في العالم، قال ترامب، إن مصلحة الولايات المتحدة تضررت نتيجة ممارسات التبادل التجاري العالمي.وأضاف أن أميركا «لن تسكت بعد الآن» على التجارة غير المنصفة والأسواق المغلقة وسرقة الملكية الفكرية. وتابع: «لن نسمح بأن يتم استغلال الولايات المتحدة بعد الآن»، منتقداً منظمة التجارة العالمية لعدم تصديها للتجاوزات على التجارة الحرة.
وأكد «سأضع دائماً أميركا أولاً تماماً، كما أتوقع منكم جميعاً في هذه القاعة أن تضعوا دولكم أولاً».وسارع شي إلى ملء الفراغ، الذي أحدثه إعلان ترامب، مبرزاً الدور الريادي للصين لأنها تفرض عوائق أقل على التجارة.كما دافع عن العولمة، التي سمحت لبلاده بالخروج من الفقر لتصبح قوة كبرى في ثلاثة عقود، ووصف ذلك بـ»المسار التاريخي، الذي لا عودة عنه».لكنه أقر إزاء الخلافات المتعددة حول انعدام التوازن التجاري وخسارة الوظائف وعدم المساواة الاجتماعية، بضرورة تطوير فلسفة التجارة الحرة لتصبح «أكثر انفتاحاً وأكثر توازناً وأكثر إنصافاً». وقبل خطاب جينبينغ، أعلنت الصين أنها ستضاعف إجراءات فتح الأسواق المالية أمام الشركات الأجنبية، وهو مطلب رئيسي من الولايات المتحدة ومستثمرين عالميين آخرين طالما اشتكوا من القيود المشددة على دخول ثاني أكبر اقتصاد في العالم. من جانب آخر، ندد ترامب الذي وصل فيتنام قادماً من بكين، حيث سعى لحشد إجماع ضد البرنامج النووي لكوريا الشمالية بـ»أوهام دكتاتور» بيونغيانغ معتبراً أن آسيا لا يمكن أن تعيش تحت تهديده.وأضاف أن على المنطقة أن «تكون موحدة في الإعلان أن كل خطوة يقوم بها النظام الكوري الشمالي نحو المزيد من التسلح هي خطوة نحو خطر متزايد».في غضون ذلك، انهمك وزراء دول آسيا ـ المحيط الهادي اليوم، في محاولة لإنقاذ «اتفاقية الشراكة عبر الهادي» الذي سحب ترامب واشنطن منه، ونفت كندا تقارير عن التوصل لاتفاقية بين الأعضاء الـ11 المتبقين للمضي قدماً دون الولايات المتحدة.وأسف نجيب رزاق، رئيس ماليزيا إحدى الدول الأعضاء في الاتفاق الذي بات يعرف «تي.بي.بي-11» للتغير الأوسع لـ»لهجة معادة العولمة».وقمة أبيك هي إحدى اكبر الاجتماعات السنوية الدبلوماسية ويلتقي فيها العشرات من قادة الدول وأكثر من 2000 من المديرين التنفيذيين.تضم أبيك 21 اقتصاداً في منطقة المحيط الهادئ تمثل ما يساوي 60 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتشمل 3 مليارات نسمة. وتدفع هذه المنظمة نحو تعزيز التبادل الحر منذ تأسيسها في 1989.إلى ذلك، أعلنت روسيا اليوم، أنها ستتخذ إجراءات بحق وسائل الإعلام الأميركية العاملة لديها، وذلك بعد قرار قناتها التلفزيونية «روسيا اليوم» الخضوع لمطالب واشنطن بأن تدرج على أنها «وكيل أجنبي» في الولايات المتحدة وهو ما يلزمها بأن تقدم كشف حساب دورياً إلى السلطات الأميركية حول علاقتها مع الدولة الأجنبية أو المؤسسة التي تتبعها في موسكو.