أحيا الفنان السعودي عبادي الجوهر حفلا غنائيا، ضمن فعاليات الموسم الثقافي لمركز الشيخ جابر الأحمد (دار الأوبرا)، في أمسية عنوانها الطرب. وامتد الحفل لثلاث ساعات أطرب خلالها "أخطبوط العود" الجمهور بالعديد من الأغنيات المميزة التي شكَّلت شخصيته الغنائية، وكانت علامة فارقة في مشواره الفني، لتبقى راسخة في أذهان محبيه. الجوهر صاحب تاريخ طويل من العطاء في الوسط الفني صنع الفارق بألحانه، ورافقه العود في حله وترحاله، فكان، ومازال، رفيقه في جميع حفلاته لا يستغني عنه، ويخصص له فقرة كاملة يلتزم فيها الجميع بالصمت عندما يتأبط عوده، ويبحر إلى زمن الفن الجميل، ليحلِّق بالجمهور في سماء الإبداع.
رافق عبادي خلال الحفل المايسترو أمير عبدالمجيد، وفرقته الموسيقية، فيما قدمته المذيعة إيمان نجم، وهي المرة الأولى التي تطل فيها مذيعة لتقدم أحد المطربين خلال حفلات مركز الشيخ جابر الأحمد.
«هو صديقي»
أطلَّ الفنان السعودي بعد دقائق من تقديم إيمان له على وقع صيحات وتصفيق الجمهور يلوِّح لهم بيديه، قبل أن يعرب عن سعادته بالغناء في هذا الصرح الكبير، وأمام الجمهور الكويتي المتذوق للفن، مشيرا إلى أن الأمسية ستكون عامرة بالعديد من الأعمال التي لاقت استحسان الجمهور، وأضاف: "أحب أغني أمامكم هنا في الكويت".وقد صال وجال الجوهر بصوته، واحتفى مع جمهوره في ليلة من ألف ليلة شهدت عزفا منفردا على العود، وهو دأب بوسارة في جميع حفلاته، فضلا عن غناء "هو صديقي" للمرة الأولى لايف، وهي الأغنية التي كتبت كلماتها الشاعرة رحاب، ومن المتوقع أن يطرحها رسميا مطلع العام الجديد.وآثر عبادي أن تكون المصافحة الأولى مع الجمهور من خلال "ميدلي" جمع فيه أربع أغنيات من أعماله القديمة، التي مازالت باقية في الأذهان، ويرددها محبوه من وقت لآخر، وهي "حبر وورق"، من كلمات صالح إدريس، ومنها إلى أغنية "الصبر" للأمير عبدالرحمن بن مساعد، ثم "جت تواعدني" من كلمات فهد بن محمد، وهي من مقام "عجم".واختتم الجوهر هذا المرور السريع على أرشيفه بأغنية "يا شوق"، من كلمات أحمد بن ظاهر. ورغم أنه قفز من أغنية إلى أخرى، غير أن الجمهور كان منتبها متفاعلا يردد معه تارة، ويسبقه عند سماع مطلع الأغنية تارة أخرى.«أجهلك»
واختار الجوهر واحدة من أبرز أغنياته، وهي "أجهلك"، من كلمات عبدالرحمن بن مساعد. وبذكاء، ينتقي بوسارة من ألبومه الأخير "خلاص ارجع"، والتي سطرت كلماتها الشاعرة رحاب، ليشدو بها على وقع أنغام العود، مصحوبا بصيحات الحضور. ويضيف عبادي أغنية "عطشان". ومن شجرة أعماله الوارفة يقتطف "المزهرية"، من كلمات بدر بن عبدالمحسن. ويستعيد "أخطبوط العود" ذكريات زمن الفن الجميل عندما يغني "نساي"، التي تعاون فيها مع الراحل فائق عبدالجليل عام 1988، وهي مقام "كرد".ولعل المتابع لحفلات الجوهر يلمس حرصه على الانتقال بين القديم والجديد، ليوجد جسرا من التواصل بين الأجيال، لاسيما أن جمهوره من شرائح عمرية مختلفة.ويمضي الفنان السعودي في برنامجه مدفوعا بحماس الجمهور، فكان اختياره التالي أغنية "تأخرت" من كلمات محفوظ الفارسي، ومنها إلى أغنية "دقايق" للشاعر علي الغامدي. ثم ينحي الجوهر الفرقة جانبا، ليغرِّد منفردا على العود "عيونك آخر آمالي"، التي تعاون فيها مع عبدالرحمن بن مساعد عام 1995، وهي مقام "كرد"، ليلهب حماس الجمهور.وشدا الجوهر "ولو جبر خاطر"، التي جمعته مع الشاعر عبدالرحمن بن سعود والملحن محمد سعد عبدالله عام 1987، وهي واحدة من أبرز أعماله التي تنتمي للحقبة الذهبية، وقد غناها كما لو كانت المرة الأولى التي يعانق فيها صوته تلك الكلمات والألحان.ويعود عبادي مجددا إلى عام 2017، ويختار من ألبومه الأخير أغنية "لا سفر"، التي نظم أبياتها الشاعر علي الغامدي.وكان مسك ختام رحلة الجوهر في الكويت مع "قالوا ترى"، التي تعد واحدة من العلامات الفارقة في مشواره، وهي من كلمات عبدالرحمن بن مساعد.فريق الجوهر
قاد الفرقة الموسيقية المايسترو أمير عبدالمجيد، بمعية نخبة من الموسيقيين، منهم على الكمان: حسن شرارة، رضا عفيفي، سمير موسى، يحيى الموجي، أحمد القصبجي، أحمد عدس، محمد منسي، عبدالوهاب منسي، نادر عبدالباقي، أحمد فودة، أشرف هيكل ومحمد زهر الدين، وعلى التشيلو: فريد حسين، محمد بلبول، عماد الدين عاشور، وكيبورد محمد عبدالله.