حب الدواعش
قتلة الأبرياء مُجرّدون من المشاعر، فهم لم يحبوا يوما أحداً ولا حتى أهليهم، ولو كانوا يعرفون معنى الحب لعرفوا معنى أن يفقد المرء فردا من عائلته، ولعرفوا معنى أن تُقطع أجساد أمهاتهم وتتطاير في الشوارع أشلاءً! فهم لا يعرفون حتى ربهم حق المعرفة لأن الشيطان غررّ بهم، وأكادُ أجزم أنهم هم الملحدون المرتدون لا من ترك الصيام والصلاة، ففارق الإنسانية هو الذي يحدد إيمان المرء لا مجرد عباداته. في كل مرة نسمعُ فيها عن حادثة إرهاب ندعو الله ألا يكون المتسبب مُسلما، كي لا يفهم من فقد عزيزا له في تلك الحادثة أن الإسلام دين قتل.
يحتاج العالم أن يرى صورة الإسلام الحقيقية، كفانا توثيقاً لتبرعاتنا ومساعداتنا للدول الفقيرة، كفانا تصوير أعمال الخير لمن حولنا لإثبات أننا أهل خير، فالعالم لا يريد أن يشاهد ما تفعله من عبادات ولا يريد أن يشاهد طقوس علاقتك بربك، العالم يريد أن يرى إسلاماً حقيقياً ينشر السلام. كيف ذلك وأغلب الصراعات السياسية هي مع دول عربية مسلمة؟! كيف ذلك ونحن أصلاً بيننا من يُكفرنا لأننا فقط نختلف عنه في الفكر والرأي؟ نحن المسلمين أنفسنا بتنا نكره تلك الصورة التي خلقناها بأيدينا لمن حولنا، فالعالم كله تطور ومازال صراع أئمتنا مستمرا بين نقاب وحجاب وأحكام النساء، وكأن العالم عندنا وقف على صورة المرأة وشكلها فقط! كيف يمكننا الخروج من هذا الجُحر المظلم وكثير منا يظن أنه من شعب الله المختار مهما فعل؟ بل حتى إن قُتل يظن أنه موعود بجنة وحور عين! فأيُ جهلٍ ذلك الذي أغرق أمتنا؟ وأيُ تخلف عشّش في رؤوسنا ليجعلنا بدلاً من المُضي قدماً ننصب أنفسنا حكاما لتصنيف الناس في النار أو في الجنة، ولا يكاد يمر شهر إلا وحادثة إرهاب جديدة بطلها مسلم مغضوب عليه متأسلم ملعون.ليس هنالك أخطر من التعصب إلا التظاهر بالدين، ولا أخطر من الفتنة إلا تشويه دين كله، فأدعو الله أن يعرف الدواعش الحب، ليروا أن الحياة أجمل بالحب من الكراهية والحقد ورائحة الذخائر، ورغم كرهي لهم لكنني أدعو لهم بالهداية علّهم يجدون في ذلك ضالتهم أو عقلهم الذي اغتصبه إبليس باسم "الله أكبر".