شنت القوات العراقية المشتركة، أمس، هجوما لاستعادة السيطرة على بلدة راوة ومناطق أعلى الفرات، آخر معقل لتنظيم «داعش» في البلاد.وتشارك في عملية استعادة البلدة، الواقعة بالقرب من الحدود مع سورية، كتيبتا مشاة وفصائل مسلحة من العشائر السنية.
وقبل 8 أيام، استعادت القوات العراقية مدينة القائم من التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم «الدولة الإسلامية».وكانت القوات العراقية قد قالت إنها استعادت السيطرة على آخر المناطق الحدودية بين العراق وسورية التي كانت تحت سيطرة المسلحين، وسيطرت على منفذ حصيبة الحدودي المقابل لدير الزور في الجانب السوري.وباستعادة بلدة راوة على الضفة الأخرى من نهر الفرات لن يتبقى أي موقع بيد التنظيم.
تحذير وخسائر
في غضون ذلك، حذر رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي وصل إلى محافظة كربلاء للاطلاع على الأوضاع الأمنية والخدمية، بعد انتهاء مراسم إحياء أربعينية الإمام الحسين، أمس، من خطورة التصعيد فى المنطقة.وفي معرض إعلانه انطلاق عملية تحرير مناطق أعالى الفرات والجزيرة، وهي مناطق صحراوية شاسعة، قال العبادي إن «ما يحدث في المنطقة تصعيد خطير سيؤدي إلى نشوء جماعات إرهابية تكفيرية وعمليات قتل وتهجير، ونحذر من هذا التصعيد».وأعرب العبادي عن «استعداد العراق للعب دور في حل المشاكل بالمنطقة، وهو يمتلك من الخبرة ما يجعله قادر على هذا الأمر لإبعاد المنطقة عن الخطر».وأضاف: «من يعتقد من دول المنطقة أنه سيكون في مأمن من خطر الإرهاب عندما يُستهدف بلد آخر فهو واهم، وندعو إلى لقاء سريع للقادة في المنطقة، لأننا نحرص على عدم تكرار الأزمات، ونشوء جيل جديد من الفكر الارهابي». وتابع: «نحن نقضي على داعش عسكريا، لكن هناك فكرا منحرفا يحاول أن يثبت وجوده، وهناك من يساعد الإرهابيين من خلال حملات تهويل وتخويف للمواطنين في التواصل الاجتماعي عن حدوث تفجيرات وهمية لتحقيق مكاسب سياسية».وأوضح أن «خسارة العراق في حربه ضد داعش بلغت 100 مليار دولار».وأردف أن «زيارتي للسعودية ليست مجاملة، وإنما للبدء بعمل حقيقي من أجل سيادة العراق، ولأول مرة تبعث الرياض طائرات لزائريها بشكل مباشر للعراق».واستقبلت مدينة كربلاء خلال مراسم إحياء أربعينية الأمام الحسين ملايين العراقيين والعرب والأجانب من لبنان والكويت ولبنان وسورية والبحرين وإيران والهند وباكستان والمغتربين العراقيين في دول العالم.من جانب آخر، قال العبادي في مؤتمر عقد أمس في العاصمة بغداد إن الانتخابات التشريعية ستجرى في موعدها المقرر في النصف الأول من العام المقبل، محذرا من «استخدام الحشد الشعبي والأجهزة الأمنية والعسكرية في الانتخابات».وشدد على القول إن «رجال الحشد والأجهزة الأمنية والعسكرية قاتلوا ليس من أجل فوز حزب سياسي في الانتخابات إنما من أجل وطنهم».وكانت الحكومة العراقية حددت في وقت سابق منتصف شهر مايو من العام المقبل موعدا للانتخابات التشريعية والمحلية المقبلة.قتلى واعتقالات
في سياق آخر، أعلن وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، أن سلطات بلاده اعتقلت 41 إيرانياً تسللوا عبر الحدود.وحذرت السلطات العراقية كل المقيمين على أراضيها من القيام بأنشطة سياسية تسيء إلى علاقات العراق الخارجية، مشددة على اتخاذ كل الإجراءات القانونية بحق المخالفين.رسالة البارزاني
على صعيد آخر، وجه رئيس إقليم كردستان السابق مسعود البارزاني، أمس، رسالة شفهية إلى العبادي، دعاه فيها إلى العودة للمحادثات لحل النزاعات بين بغداد وأربيل.وقال البارزاني في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، إن «استفتاء الاستقلال كان عذرا فقط لما قامت به القوات العراقية الاتحادية ضد مناطق الأكراد، وهذه كانت خطة بغداد حتى قبل الاستفتاء»، لافتا إلى أنهم «استعدوا لذلك منذ وقت طويل، وما قامت به القوات العراقية لكردستان لم يكن مفاجئا لي».وأضاف أن «ما فاجأني هو أن من يصفهم الأميركيون بالإرهابيين هاجمونا باستخدام أسلحة أميركية تحت أعين مسؤولين أميركيين».وتابع البارزاني أن «الكرد لا يستطيعون انتظار موافقة الجميع على الاستقلال، لذا قمنا بالاستفتاء بعملية ديمقراطية وسلمية، وهذا حقنا، وقمنا بما كان صحيحا».ووجه رسالة شفهية إلى العبادي قائلا: «ساعدناك كثيراً العام الماضي في الموصل، ولولا البيشمركة لما تمكنت من تحريرها»، مضيفا: «عد إلى المحادثات لحل النزاعات. الحرب تعني الدمار فقط».من جهة ثانية، أفاد المكتب الإعلامي للنائب الأول للأمين العام لحزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، كوسرت رسول علي، بأن «وضعه الصحي ليس على ما يرام، وأنه يتلقى العلاج اللازم في المستشفى حاليا بعد تعرضه لوعكة صحية».