تحت رعاية وحضور حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وبحضور فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين الشقيقة أقيم صباح اليوم الاحد حفل افتتاح المؤتمر الدولي حول معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهاك اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لاتفاقية حقوق الطفل وذلك على مسرح قصر بيان.

هذا وشهد الحفل معالي رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم ومعالي الشيخ جابر العبدالله الجابر الصباح وسمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ومعالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية أنس خالد الصالح وكبار المسؤولين بالدولة وكبار القادة بالجيش والشرطة والحرس الوطني.

Ad

وبدأ الحفل بالنشيدين الوطنيين للبلدين الشقيقين ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها ألقى فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين الشقيقة كلمة هذا نصها:

"بسم الله الرحمن الرحيم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

معالي الأخ أحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية.

معالي الأخ يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي.

أصحاب المعالي والسعادة يطيب لي أن أتوجه بجزيل الشكر وعميق التقدير لأخي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قائد العمل الإنساني على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر المخصص لبحث معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهاك إسرائيل للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.

كما وأوجه شكرا خاصا للأمانة العامة لجامعة الدول العربية ممثلة بمعالي الأخ الأمين العام ولوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في دولة الكويت على التعاون والتنسيق لعقد هذا المؤتمر الهام هنا على أرض الكويت التي دأبت على الدوام على الوقوف إلى جانب فلسطين وقضيتها العادلة ولا يفوتني كذلك أن أعبر عن الشكر والتقدير للسيدات والسادة المشاركين في جلسات هذا المؤتمر مثمنا عاليا عملهم وجهودهم العلمية والقانونية التي كلنا ثقة بأنها ستسهم في إظهار الآثار التدميرية لسياسات إسرائيل قوة الاحتلال التي تنتهجها ضد الأطفال والطفولة في فلسطين المحتلة.

تعلمون أيها الإخوة والأخوات بأن الإنسان الفلسطيني يتعرض ومنذ نكبة فلسطين وإلى يومنا هذا لأبشع ألوان وأشكال العذابات والمآسي وانتهاك حقوقه التي كفلتها القوانين الدولية حيث الأطفال الفلسطينيون دون سن السادسة عشر والذين يشكلون اليوم ما نسبته 39 في المئة من مجموع السكان هم الضحايا الأكثر تأثرا بين أبناء الشعب الفلسطيني فعمليات الاعتقال المستمرة بحق الفلسطينيين لم تستثن أية فئة عمرية من فئات الشعب الفلسطيني وبخاصة الأطفال الذين يتعرضون لانتهاك واضح وصارخ لحقوق الإنسان.

إن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تخرق بنود الاتفاقيات الدولية التي تنص وتؤكد على رعاية وحماية الأطفال وبخاصة اتفاقية الطفل لعام 1989 بل إنها فتحت سجونا ومحاكم خاصة بالأطفال عام 2009 يحاكم فيها الأطفال وقد ذهبت السلطة التشريعية في إسرائيل إلى أبعد من ذلك حيث أقرت في نوفمبر 2015 يسمح قانونا لقوات الاحتلال باعتقال ومحاكمة الأطفال ممن هم دون سن الاثني عشر عاما ووضعهم في الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر مع استمرار اعتقالهم حتى وصولهم السن القانونية لتنفيذ الحكم الصادر بحقهم بالكامل ما تخلفه تلك الاعتقالات من تأثيرات سلبية نفسية وجسدية على أطفالنا.

صاحب السمو أصحاب المعالي والسعادة الحضور الكرام إننا نتمسك بخيار السلام العادل والشامل وحل الدولتين على أساس حدود 67 ونعمل على محاربة العنف والإرهاب في منطقتنا والعالم في حين تعمل الحكومة الإسرائيلية على تقويض هذا الحل بكل السبل وخاصة ما تتعرض له عاصمتنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية من اعتداءات وتغيير لطابعها وهويتها.

إنا نجدد القول هنا بأنه: إذا تم تدمير خيار الدولتين وتعميق وترسيخ مبدأ الدولة الواحدة بنظامين (أبارتهايد) من خلال فرض الأمر الواقع الاحتلالي فلن يكون أمامنا إلا النضال والمطالبة بحقوق كاملة لجميع سكان فلسطين التاريخية ولن نقبل بالحلول الانتقالية والمنقوصة التي تحاول الالتفاف على حقوق شعبنا ومن طرفنا فقد تعاملنا بإيجابية مع جميع الجهود التي بذلت والتي قوضتها إسرائيل تهربا من استحقاق السلام وقد عبرنا عن استعدادنا للتعاطي بإيجابية مع ما قد يبذل من جهود وفقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وقبل أن أختم كلمتي هذه فإنني على يقين بأن جهود المشاركين والباحثين في هذا المؤتمر ستخرج بأفضل التائج والتوصيات لتحقيق أهدافه المرجوة.

مرة أخرى أحييكم جميعا وأشكر الكويت الشقيقة أميرا وحكومة وشعبا على استضافة هذا المؤتمر ورعايته مثمنا جهود الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لعقده.

والسلام عليكم".

ثم ألقت وزير الشؤون الاجتماعية والعمل ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية هند صبيح براك الصبيح كلمة هذا نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.

صاحب الفخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين الشقيقة.

معالي السيد مرزوق علي الغانم رئيس مجلس الأمة الموقر.

أصحاب السمو والمعالي الشيوخ الموقرين.

سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.

معالي الوزراء المحترمين. الضيوف الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسعدني أن أرحب بضيوفنا أجمل ترحيب في بلدكم الثاني دولة الكويت مركز الإنسانية العالمية وفي حضور قائد العمل الإنساني حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه حيث حرص سموه أن تحتضن دولة الكويت فعاليات "المؤتمر الدولي حول معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهاك إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لاتفاقية حقوق الطفل" لنعبر معا عن تضامننا مع الطفل الفلسطيني والدفاع عن حقه الشرعي العيش الكريم في وطنه وعلى أرضه.

حضورنا الكريم إن الحديث عن ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الطفل الفلسطيني لم يكن يوما من باب الإدعاء أوالتجني فالصور والمشاهد والأدلة كثيرة على معاناة الطفل الفلسطيني وما يتعرض له من اضطهاد على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تعمد إلى تحطيم واقعه النفسي والوجداني من خلال ممارسات تعسفية تهدف إلى إيجاد واقع طفولة وحياة متدنية بسبب العنف والقهر الذي يمارسه الاحتلال ويدفع ثمنه الطفل الفلسطيني من هذا المنطلق يحدونا الأمل بأن يهب الجميع لنصرة الطفل الفلسطيني ونتطلع من خلال هذا المؤتمر ومن خلال جهودنا المشتركة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية للحصول على نتائج فعلية وواقعية تنعكس على واقع الطفل الفلسطيني للقضاء على معاناته وضمان حقه الأصيل في الحياة وفقا لما نصت عليه الاتفاقيات الدولية والشرائع السماوية فلنعمل سويا من أجل نصرة الطفل الفلسطيني ودعمه للحصول على حقوقه المشروعة.

حضورنا الكريم تكمن أهمية هذا المؤتمر كونه يناقش مجموعة من المحاور الهامة التي ترتبط بواقع الطفل الفلسطيني في ظل القانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل ودور المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز واحترام حقوق الطفل الفلسطيني وكذلك الأوضاع التعليمية والصحية والنفسية المتردية للأطفال الفلسطينيين الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال والبحث في الحماية القانونية للأطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال ووضع الآليات اللازمة لتفعيلها والبحث أيضا في تطوير وتنمية قدرات الطفل الفلسطيني وتأهيله تعليميا ونفسيا وثقافيا في مواجهة الاحتلال بهدف التخفيف من معاناة أطفالنا في فلسطين الذين لا ذنب اقترفوه حتى يتعرضوا لكل هذا الاضطهاد في ظل ضعف واضح لمستوى التدخل الدولي لإنقاذ الطفل الفلسطيني الذي ترك وحيدا يعاني من شراسة الاحتلال واقتصرت تلك التدخلات على الإدانة والشجب والتنديد دون تحرك لاتخاذ إجراءات من شأنها وقف انتهاك سلطات الاحتلال الإسرائيلي لكافة المواثيق والاتفاقيات الإقليمية والدولية".

وألقى معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية كلمة هذا نصها: صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين السادة الوزراء الحضور الكريم يشرفني باسم جامعة الدول العربية أن افتتح معكم أعمال "المؤتمر الدولي حول معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهائ اسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) لاتفاقية حقوق الطفل" الذي ينعقد باستضافة كريمة من دولة الكويت الشقيقة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.

وأغتنم هذه المناسبة لأعرب لصاحب السمو عن خالص الشكر والتقدير لرعايته الكريمة لأعمال هذا المؤتمر الهام والذي أكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة خلال دورته الأخيرة في الأردن ضرورة انعقاده في ضوء أهمية تناول الأبعاد المختلفة للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية .. وتوجيه الاهتمام في ذات الوقت لكشف الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني على يد سلطات الاحتلال والتصدي لهذه الانتهاكات الخطيرة .. ومن بينها الانتهاكات التي يتعرض لها الاطفال الفلسطينيون والتي تتخذ أشكالا وأنماطا مختلفة تمثل في مجملها انتهاكات لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل.

السيدات والسادة نجتمع اليوم في الوقت الذي تتفاقم فيه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في حجمها وشكلها ومضمونها الأمر الذي أصبحت معه بالتبعية معاناة الشعب الفلسطيني السياسية والاجتماعية والاقتصادية أكثر قسوة وبحيث لا يقتصر تأثيرها على الزمن الحاضر بل يمتد ليأخذ بعدا تنمويا مستقبليا أيضا بما في ذلك التأثير العميق على مقدرات ومستقبل الأطفال الفلسطينيين ... فهؤلاء الأطفال يعانون من الحرمان بأشكال متعددة ولم يتمتعوا بالحد الأدنى من الحقوق كما هو حال الأطفال في معظم دول العالم ونشأوا في أسر عانت من التهجير القسري وضيم الاحتلال ويعيشون في كنف عنف وتطرف الاحتلال العسكري الإسرائيلي.

الا أنه وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة التي يعانيها الأطفال الفسطينيون قد استطاعوا ان يصبحوا رقما مهما في معادلة الصراع مع مشروع الاحتلال بعد أن فجروا بسواعدهم التى لا تحمل سوى الحجارة أعظم انتفاضة في وجه المحتل .. بعضهم عاش وولد في المخيمات وهو يتجرع مرارة فقد الأحبة والأهل وبعضهم يشاهد منزله يهدم بجرافة الاحتلال ومنهم من يحرمه منع التجول من الوصول إلى مدرسته ومنهم من تسلبه رصاصات الغدر حياته أو حياة اعزء الأصدقاء .. هذا الطفل لا يزال يحلم بأن يعيش طفولته كسائر الأطفال وأن يتمتع بحقوقه الأساسية ولو في حدها الأدنى وأن يكون لديه مستقبل ملؤه التفاؤل والأمل .. لكن الاحتلال يقف سدا منيعا أمام مثل هذا التفاؤل.

السيدات والسادة إن الحكومة الاسرائيلية الحالية صارت أسيرة بصورة كاملة لجماعات الاستيطان واليمين المتطرف .. عدد المستوطنين الذي لم يكن يتعدى الربع مليون وقت توقيع اتفاق أوسلو .. بلغ اليوم 650 ألفا منهم نحو 200 ألف في القدس الشرقية المحتلة وحدها.. ان الحكومة الاسرائيلية مشغولة بالاستيطان لا السلام .. وهي لا تكتفي بما نهبت من الأراضي وما تقيمه من مستوطنات غير شرعية وفقا لكل قرارات الأمم المتحدة وآخرها قرار مجلس الأمن 2334 وإنما هي مصابة بإدمان التوسع ونهم ما يشبع للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.

صاحب السمو فخامة الرئيس السادة الحضور إننا نشهد تغيرات إيجابية على الساحة الفلسطينية أهمها تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام بكل تبعاته السلبية على القضية الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني خلال السنوات العشر المنصرمة.. إنني أهنئكم فخامة الرئيس وأهنئ الشعب الفلسطيني على انجاز المصالحة وإنهاء حالة الانقسام السياسي والجغرافي بين الضفة الغربية وغزة المحتلتين وآمل مخلصا أن يجري الانتهاء من كل التفاصيل والآليات الخاصة بانفاذ المصالحة على أرض الواقع في قطاع غزة .. فقد شكل هذا الانقسام الذريعة التي طالما اختبأت وراءها اسرائيل لتتهرب من استحقاقات عملية السلام .. واليوم نجح الفلسطينيون بجهد ومعاونة مصرية ايجابية ومقدرة في اسقاط هذه الحجة ووضعوا اسرائيل أمام استحقاقات التسوية.

السيادات والسادة إن نظرة سريعة على الواقع الحالي للطفل الفلسطيني تكشف عن حرمانه من حقوق وحريات أساسية خلافا لما هو منصوص عليه بشكل صريح في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل.. بل إن ثمة بونا شاسعا بين ما هو مضمون ومكفول من حقوق وحريات أساسية في إطار الاتفاقية وبين الانتهاك الصريح والمعلن والمنظم تجاه الطفولة الفلسطينية حياة وأمنا وصحة وتعليما.. وبما يؤكد مسؤولية السلطات الاسرائيلية عن انتهاك حقوق الطفل الفلسطيني وضربها عرض الحائط بالاتفاقيات والمواثيق الدولية لحقوق الانسان ومن بينها اتفاقية حقوق الطفل وهي بالمناسبة أكثر اتفاقيات حقوق الانسان الدولية من حيث التصدقات عليها.. بما يؤكد أهميتها البالغة وسعي مختلف دول العالم للالتزام بالقواعد والمعايير التي نصت عليها لحماية الطفل.

وتجدر الإشارة إلى أنه ووفقا للبيان الصادر عن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فقد تم توثيق استشهاد 2012 طفلا فلسطينيا منذ عام 2000 وحتى نهاية عام 2016 على يد قوات الاحتلال والمستوطنين في قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس .. وإمعانا في التنكيل وانتهاك الحقوق فقد انتهجت قوات الاحتلال سياسة احتجاز جثامين الأطفال كنوع من العقاب الجماعي لأسرهم إضافة إلى أن سياسة الإفلات من العقاب أو المساءلة باتت تضمن لجنود الاحتلال الإسرائيلي الحصانة من أية ملاحقة قضائية.. حتى على جرائم القتل العمد بحق الفلسطينيين.

ومن ناحية أخرى تعتقل وتحاكم سلطات الاحتلال الإسرائيلي حوالي 700 طفل فلسطيني بين سن 12 و 17 عاما وتحاكمهم أمام محاكمها العسكرية التي تفتقر لأدنى معايير المحاكمات العادلة وقد بلغ متوسط عدد الأطفال المعتقلين في السجون وأماكن الاحتجاز الإسرائيلية خلال العام الماضي حوالي 380 طفلا دون سن الثامنة عشر ... وقد أوضحت المنظمات الحقوقية التي تعنى بشؤون الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين أن الأطفال يخضعون لإجراءات قاسية خلال عمليات الاعتقال أثناء التحقيق معهم دون مراعاة لسنهم ويتم إخضاعهم لمختلف الضغوط النفسية والجسدية على يد المحققين الاسرائيليين وتنتزع اعترافاتهم عنوة مع تعمد المحققين الإسرائيليين استخدام أساليب غير إنسانية معهم على غرار الاعتداء عليهم بالضرب وحرمانهم من النوم والحرمان من زيارت الأهل ومن الموارد الثقافية والدراسية بالإضافة إلى تردي نوعيات الطعام المقدمة إليهم .. وياله من عار سيظل يلاحق دولة الاحتلال ويلطخ سمعتها إلى الأبد.

إن تحليل واقع معاناة الطفل الفلسطيني وكيفية معالجتها يستوجب العمل على تطوير آليات محاسبة ومساءلة قانونية لسلطات الاحتلال على الانتهاكات التي تمارسها بحق أطفال فلسطين مع توفير الحماية الدولية لهم .. ذلك أن انتهاك حقوق الأطفال في فلسطين والتهديد الخطير لأمنهم يشكل تحديا غير مسبوق لا يضر بالأطفال فحصسب وانما يتعدى ذلك للاضرار بمستقبل المجتمع الفلسطيني بأسره لا سيما وأن الأطفال يمثلون أكثر من 47 في المئة من تعداد المجتمع الفلسطيني.

إن مسؤوليتنا تجاه حماية الطفل الفلسطيني كبيرة ولا يمكن التخلي أو التقاعس عنها وتستدعي عملا جادا وحقيقيا ووضع خطط واضحة للارتقاء بوضعية الطفل الفلسطيني وضمان كفالة حقوقه المختلفة سعيا لتحقيق غد أفضل لهذا الطفل الذي عانى كثيرا وفي هذا السياق دعوني أعرب عن الأسف لما رصدناه من مشاركة محدودة من جانب المنظمات الدولية المعنية بحماية وتعزيز حقوق الطفل وهي المشاركة التي كنا نأمل في أن تكون أكبر وفي مستوى تمثيل أعلى وذلك في إطار تحمل كل منظمة من هذه المنظمات لمسؤولياتها الثابتة والمنصوص عليها في قرارات دولية متعددة في مجال حماية الأطفال من أبناء الشعب الفلسطيني.

الحضور الكرام لا يسعني في ختام كلمتي إلا أن أتقدم مجددا بخالص الشكر والتقدير إلى دولة الكويت وإليكم شخصيا صاحب السمو على استضافتكم ورعايتكم الكريمة لأعمال هذا المؤتمر الهام والتقدير موصول كذلك لدولة فلسطين ولفخامة الرئيس محمود عباس على الجهد المخلص والدؤوب من أجل تحقيق مصلحة أبناء الشعب الفلسطيني.

وفقنا الله وإياكم لما فيه خير أمتنا.

والسلام عليكم ورحمة الله"

بعدها تم عرض فيلم وثائقي حول معاناة الطفل الفلسطيني كما قام الطفل أحمد عاكف عوض والطفلة نوران أحمد البلبول بتقديم فقرة تعبر عن معاناة الطفل الفلسطيني هذا نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم تحية الاحترام والتقدير وبعد أغتنم فرصة زيارتي للكويت الشقيق وأشكر دولةالكويت وأميرها صباح الاحمد الجابر الصباح على دعم وتنظيم هذا المؤتمر وكذلك أشكر فخامة الرئيس أبومازن وكل من ساعدني من فلسطين حتى أصل الى هذا المؤتمر واقول لكم ان هذه اللحظة تعتبر تاريخية بالنسبة لي لانها اول مرة اخرج من فلسطين ولانني سأتحدث عن تجربة اعتقالي من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي وهي التجربة التي مر ويمر بها الالاف من اطفال فلسطين.

أنا أحمد عاكف عوض عمري 17 عاما وعندما تم اعتقالي كان عمري 15 عاما من بلدة بيت أمر تم قضاء محافظة الخليل في فلسطين ولان هذه البلدة تقع بمحاذاة شارع رئيسي ويستخدمه المستوطنون الاسرائيليون فإن الكثير من اطفال بلدتنا عرضة للاعتقال اضافة الى ان بعض الاطفال قد جرح او استشهد برصاص جيش الاحتلال او المستوطنين الاسرائيليين.

بتاريخ 2/3/2016 وفي حدود الساعة الثالثة فجرا صحوت فوجدت جنودا من جيش الاحتلال فوق رأسي وانا في فراشي وأخذوا يصرخون بي ان أصحو ما زلت اتذكر تلك اللحظات ومقدار شعوري بالفزع على الرغم انه قد مر على ذلك اكثر من عام ونصف كنت بملابسي الداخلية وبداية لم استوعب الامر ولا كيف دخلوا البيت فلم أصحو على حركتهم قبل اقتحامهم للبيت لكن فهمت لاحقا أنهم قد فجروا الباب الرئيسي لبيتنا قبل أن تصحو أمي وأبي وأخوتي.

قام الجنود بعصب أعيني وقيدو يدي برباط بلاستيكي الى الخلف ولم اتمكن من ان ارتدي ملابس دافئة على الرغم من مناشدة امي لهم كان الجنود يريدون اخراجي من البيت بسرعة وفعلا اقتادوني للخارج واجلسوني على ارضية السيارة العسكرية كان أكثر من جندي يحيطون بنا ونحن في السيارة كانوا يشتموننا بأسوأ المسبات وكذلك كانوا يضربونني بأرجلهم واقتادونا الى معسكر كفار عصيون الواقع بين مدينتي بيت لحم والخليل.

كانت الساعة 4 صباحا تقريبا حيث أوقفوني في خارج المبنى وكان البرد شديدا جدا وكذلك كنت أحس ببعض المطر بعد ساعات أدخلوني للتحقيق ومن ثم أعادونا "للشبح" الوقوف وانا مقيد للخلف وأنا معصوب العينين واستمر الوضع هكذا لما يقارب اليومين وبعد أن انتهى التحقيق معي انزلونا للغرف وهي غرف باردة ليس فيها تدفئة ومزدحمة كذلك فإن الطعام كان سيئا.

في اليوم الرابع من اعتقالي 5/3/2016 وفي الساعة السابعة والنصف صباحا تم المناداة على اسمي من اجل الذهاب للمحكمة في معسكر عوفر الاسرائيلي القريب من مدينة رام الله التي تبعد حوالي 70 كلم سيارة النقل العسكرية كانت غير مريحة ومزدحمة وصلنا معسكر عوفر حوالي الساعة 30ر9 وتم ادخالي إلى قاعة المحكمة وهناك التقيت بالمحامي لأول مرة وتم تمديد اعتقالي لمدة أسبوع وأذكر أن محكمة التمديد انتهت بعد ربع ساعة ولكن بقيت انتظر في غرفة حتى الساعة 30ر8 مساء وبدون أي طعام حتى أدخلوني إلى سجن عوفر القريب من المحكمة.

بعد عدة جلسات للمحكمة والتي كانت فقط من اجل تمديد وتجديد توقيفي وبعد ما يقارب 55 يوما من اعتقالي تم الحكم علي بالسجن شهرين و2500 شيكل غرامة وكذلك سنة مع وقف التنفيذ لمدة 5 سنوات وذلك بتهمة إلقاء الحجارة.

شكرا لكم لأنكم استمعتم لي وكل أملي ان يكون حضوري لهذا المؤتمر فائدة لفلسطين واطفال فلسطين واقول لكم ان هنالك الكثير من اطفال بلدي بحاجة للدعم والاسناد خاصة الاطفال المعتقلين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

"بسم الله الرحمن الرحيم في البداية أود أن أقدم شكري لدولة الكويت الحبيبة متوجة بأميرها صباح الأحمد الجابر الصباح وذلك على استضافته لنا لهذا المؤتمر العظيم ضد معاناة أطفال فلسطين من انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي وأشكر رئيس البرلمان الكويتي على موقفه المشرف لطرد السفير الاسرائيلي ونعتهم بأنهم قتلة أطفال. حقا هم كذلك بل أكثر من ذلك.

أبدأ كلامي بهذه الأبيات الشعرية: (قد يؤلمني القيد قد تأكل مني السنون قد تصفع أمي وتكثر في الشجون قد تحكموني سنة أو تسع وتسعون لكنني سنبلة قمح لن أخون ولن أهين ولن استكين وسأبقى أقول نحن شعب لا يهزم فإما أن نكون أو لا نكون).

فهذا عهدنا بكم دائما فأنتم سنام المجد وأنتم شيوخ الدار وأنتم وسام فخر على جبين كل عربي حر شريف يرفض الذل والظلم لإخوته العرب أينما كانوا كما أتقدم بتحية الوطن لرئيس دولة فلسطين الرئيس محمود عباس حفظه الله كما أتقدم بوافر الشكر والتقدير لكل المشاركين في هذا المؤتمر ليعبروا عن تضامنهم مع معاناة الشعب الفلسطيني وخاصة الأطفال منهم.

أعرفكم على نفسي أنا الأسيرة المحررة نوران أحمد خليل بلبول من مدينة بيت لحم مهد المسيح عليه السلام ابنة الشهيد أحمد بلبول وأخت الأسيرين المحررين محمد ومحمود البلبول اللذان خاضا أطول إضراب عن الطعام 85 يوما يصارعون فيه الموت ليعزفوا على أوتار أمعائهم الخاوية لحن الحرية والنصر لإيمانهم العميق بأنهم أصحاب حق ووطن مسلوب طفلة فلسطينية أنا جئتكم أحمل في قلبي جرحي وحزني فمنذ ولدت وأنا أسمع أصوات الرصاص في أذني أرى عيونا باكية فهذه أم شهيد وهذه بنت أسير وهذه أخت مفقود وهذه طفلة شوهتها قنبلة منذ ولدت وأنا أرى الموت والعسكر يمشي في شوارعنا.

اسمحوا لي أيها الجمع الكريم أن أروي لكم لحظات اعتقالي وضربي وإهانتي من قبل المحتل والتهمة أنني فلسطينية وابنة شهيد اعتقلوني قبل عام في أبريل (نيسان) 2016 وعمري 15 عاما اعتقلوني عند المعبر المؤدي للقدس الشريف كنت ذاهبة مع عمتي للصلاة يوم الجمعة فحصل شجار بيني وبين مجندة اسرائيلية حاقدة أرادت نزع ثيابي للتفتيش فرفضت ذلك وما رأيت نفسي إلا وأنا في زنازين التحقيق مع حشد كبير من المحققين يصرخون ويشتمون لا أعرف ماذا يقولون ولكني فهمت منهم بأنني إرهابية ثلاثة أيام من التحقيق المستمر دون راحة أوطعام أتذكرهم وهم يعرضون علي فيديو اغتيال والدي وقد شوهوا صورة وجهه الضحوك في ذاكرتي وهو مبتسم يطعمني بيده الحنونة يضحكون على بكائي ويتباهون بأنهم قساة قلوب وليسوا من البشر لن أنسى أمي وهي تضرب من قبل جنود الاحتلال لن أنسى ذلك السجن الذي رموني فيه لن أنسى صيحات الأسيرات الصغار من ألم رصاصات اخترقت جسدهن النحيل كم أتذكرك يا مرح بكير وأنت تبكين من ألم عشر رصاصات بيدك وأنت يا هديه عرينات با ابنة 12 عام وأنت تبكين لأجل العودة لحضن أمك وتوصيني بأن أقبل تراب فلسطين كم يؤلمني ويخيفني صراح الجندي يوقظني كل نصف ساعة لن أنسى صورة أمي وهي تأكل وحدها في شهر رمضان زوجها شهيد وأولادها جميعهم في السجن أي غابة نحن نعيشها أية دولة عدل يدعيها الكيان الصهيوني حكموني أربعة أشهر طلما وبهتانا أبعدوني عن مدرستي وطفولتي وخلال الاعتقال حرموني من الزيارة ولم تتمكن أمي من زيارتي إلا مرة واحدة لنصف ساعة فقط قبل الافراج عني بيوم واحد أعرف أنكم تحتقرونهم مثلي ولكن صدقوني أنا شخت قبل أن أكبر كباقي أطفال العالم رسموا في ذاكرتي خوفا وألما وحزنا وصور أطفال أسرى يبكون في لنيل حريتهم محكومون سنوات طويلة صدقوا ما أقوله تلك هي اسرائيل تتباهى باعتقال أطفال قصر وزهرات قاصرات بتهم باطلة تدعيها دائما حفاظا على أمنها المزعوم وسلامتها.

وكانت فرحتي عظيمة باستقبال الأهل والأحبة عندما تحررت وكأني ولدت من جديد في هذه الحياة ولكن فرحتي لم تكتمل لأن اخوتي ما زالوا في الأسر.

أنا لا أعرف في السياسة شيئا ولكني أتساءل لماذا ذبحوا طفولتي لماذا حجبوا الشمس ونثروا العتمة في عيني ولكن رغم كل هذا سوف يبقى يسري في شراييني حبك يا فلسطين حبك يا فلسطين.

رسالتي لكم يا كل الشرفاء في كل العالم حلمي بسيط هو أن أعيش أنا وشعبي بأمن وسلام وأنا أحلم بغد مشرق وبدولة فلسطينية تعلو في سماء قدسها رايات النصر والحرية.

فأنا محملة بكثير من الرسائل من زهرات فلسطين القابعات خلف القضبان فحلمهم بسيط الحرية الحرية.

وأخيرا أختم كلامي بما قاله الرئيس الرمز الراحل أبوعمار رحمه الله "ليس فينا وليس بيننا من يفرط بذرة من تراب فلسطين".

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

هذا وتم إهداء سموه رعاه الله وفخامة رئيس دولة فلسطين الشقيقة هديتين تذكاريتين بهذه المناسبة.

وقد غادر سموه حفظه الله ورعاه وضيفه الكريم مكان الحفل بمثل ما استقبلا به من حفاوة وترحيب.