كيف جاءت فكرة فيلم «الفندق»؟فكرت في تقديم عمل فني عن الخيانة عموماً، من خلال خيانة زوجة زوجها والصديق صديقه، وخلال الخط الرئيس للعمل تكلمنا عن أنواع أخرى من الخيانات في الحياة. والفندق شكل مُصغر عن المجتمع يضمّ نماذج من البشر لطبقات اجتماعية مختلفة. عرضت العمل على المخرج والمنتج عاطف شكري الذي تحمس له وبدأنا التحضير.
لكن تحدّث البعض عن تشابه العمل مع أعمال أخرى؟دُهشت من هذه التعليقات. الفيلم غير مُقتبس من أي عمل آخر، و»ثيمة» الخيانة قدّمها كثيرون بداية بشكسبير إلى كتّاب اليوم لأنها حاضرة طوال الوقت. لكن يكمن الاختلاف بين عمل وآخر في كيفية التناول، والكل يعلم أن الأعمال الفنية محصورة في عدد من الثيمات لا تتغير والفيصل دوماً في المعالجات، وذلك لا يعني التشابه أو النقل.يضمّ الفيلم أبطالاً ليسوا من نجوم الصف الأول، هل الأسباب إنتاجية؟اخترنا الأبطال المناسبين للشخصيات الدرامية، وكل الأسماء متميزة ولها تاريخ من الأعمال اللافتة: أحمد بدير، وعلا غانم، ومحمد نجاتي، وحجاج عبد العظيم، ومروى اللبنانية، ومحمد الصاوي. في تجربة «الفندق» العمل ككل هو البطل، من نص وإخراج وتمثيل، وليس النجم فقط هو من يجذب الجمهور إلى الفيلم، علماً بأن ثمة أعمالاً أخرى يكون النجم هو الموضوع فيها، والعمل المميز يُحقق النجاح إذا توافرت فيه عناصر النجاح، وهو ما ينطبق على «الفندق».ماذا عن التصنيف العُمري، هل كانت للرقابة أية تحفظات على العمل؟إطلاقاً. لم تبدِ الرقابة أية ملاحظة على العمل سواء في المشاهد أو الحوار، لأننا كنا حريصين على تقديم فيلم من دون إسفاف أو إيحاءات أو مشاهد صريحة كي نجذب جمهور السينما من الأسر العادية. أما مسألة التصنيف العُمري فهي قانون لا بد أن يُطبق ونحترمه، وربما رأت الرقابة أن مفهوم الخيانة غير مناسب للعرض لمن هم أقل من 16 سنة، وهذا حقها.
عرض ودعاية
كيف ترى توقيت عرض الفيلم؟هو أمر خاص بالمنتج والموزع، والأخير حدّد توقيت العرض ووافق عليه المنتج لأنه كان الأفضل. في رأيي، أن طرح الفيلم بعيداً عن ازدحام الأفلام في المواسم القوية كالأعياد أو إجازة نصف العام، فرصة أفضل لتحقيق إيرادات جيدة، إذ تكون المنافسة أقل وفرصة مشاهدة الجمهور للعمل أكبر، وأخيراً الفيلم الجيد يجذب الجمهور في أي وقت.لكن الدعاية لم تكن كافية. ما رأيك؟على العكس. الشركة المنتجة قامت بالدعاية على أكمل وجه، ولم تبخل في أي شيء، ولا تنس أن منتج العمل هو مخرجه ولن يتأخر في تسويق عمله وإظهاره بشكل جيد.إيرادات وأزمة
ماذا عن الإيرادات حتى الآن وفرص الفيلم؟الإيرادات حتى الآن جيدة ومناسبة لهذا الوقت من العام، وكل ما تردد عن أنها ضعيفة أمر غير صحيح. طُرح الفيلم منذ أيام قليلة، وننتظر عرضه مدة كافية ثم نحكم على مدى نجاحه، وأنا على ثقة في تحقيقه إيرادات جيدة.هل لدينا أزمة في الكتابة عموماً؟نعاني أزمة عدم منح الفرص للوجوه الجديدة والمواهب الشابة. ثمة كتّاب كثيرون موهوبون ولديهم أفكار جيدة ويبحثون عن فرصة ولا يجدونها لأن منتجين كثيرين لا يلتفتون إلى المواهب الجديدة ويفضلون التعامل مع المعروفين حتى لو كانت أعمالهم مكررة أو متشابهة ولا تحمل الجديد، والدليل طول الفترة بين عمليّ الأول والثاني. أقول لهم، امنحوا المواهب الجديدة الفرص لتجدوا أعمالاً مميزة.ما الجديد لديك من أعمال في الفترة المقبلة؟انتهيت من كتابة فيلم جديد بعنوان «الوجع» وجارٍ الترشيحات والتحضير له.دعم الدولة
حول اهتمام الدولة المصرية بالسينما يقول أسامة فهمي: «للأسف الدولة لا تهتم بالفن عموماً، وترى أنه أمر ثانوي قد تلتفت إليه بعد حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الأخرى. ولكن عليها أن تعرف قدر القوى الناعمة وتأثيرها في تشكيل وعي الناس والتواصل مع الثقافات المختلفة خارج الحدود».يتابع: «لا يمكن أن نُحمل القطاع الخاص مسؤولية تشكيل الوعي وتثقيف الجمهور، لأنه في الأساس يبحث عن الربح وهو أمر لا يعيبه، ولا بد من أن تعود الدولة إلى الإنتاج للقيام بهذا الدور.