دشن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الأسبوع الثقافي الإيطالي، بالتعاون مع السفارة الإيطالية، بحفل موسيقي لفرقة "راديو ديرفيش"، على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، بحضور السفير الإيطالي لدى الكويت جيوسيبي سكونياميليو، وجمع من أبناء الجالية الإيطالية والمهتمين بالفن الإيطالي.

استهل الحفل بكلمة للسفير الإيطالي سكونياميليو، عبَّر فيها عن امتنانه وشكره للمجهود الكبير والتعاون الصادق من المجلس الوطني للثقافة لتنظيم هذا الحفل، لافتا إلى أهمية الموسيقى في مد جسور التواصل بين شعوب العالم، وأنها اللغة التي لا تحتاج إلى مترجم أو وسيط، فهي تتوغل إلى القلب مباشرة أكثر من أي وسيط آخر، ثم عرَّف الجمهور بالفرقة، تاركا لـ"راديو ديرفيش" مهمة المتعة والاستمتاع.

Ad

وقبيل انطلاق العزف، قام رئيس الفرقة نبيه سلامة، وهو إيطالي من أصل لبناني، بتعريف نفسه والفرقة للجمهور، وقال: "بما أن الحضور متنوع، ما بين عربي وأجنبي، فحديثي إليكم وأغنياتي أيضا ستتنوع وتجمع بين العربي والأجنبي"، ووجَّه الشكر للسفير الإيطالي والشعب الكويتي على تلك الحفاوة وحُسن الاستقبال.

ثقافات

قدمت الفرقة أعمالا من الثقافات العربية والغربية، ومزجت بين الإيقاعات الإيطالية والعربية، فغنت أغنيات ذات كلمات عربية، مثل: "نورة"، "لونتانو"، "عيناكي"، "لو كان"، "غاب عني يوما" وغيرها. وغنى سلامة بصوت هادئ ومتواضع غلبه الاحترافية، بمرافقة ألحان الغيتار والإيقاعات المختلفة.

ومن خلال الحفل حاول سلامة إيجاد فضاء موسيقي كبير، حتى يعطي المتلقي فرصة لتوحيد الاختلافات الجغرافية، فقدم مساحة من التنوع. والمميز أنه استخدم نصوصا من اللغة العربية، مضيفا إليها نكهة إيطالية، فوحَّد صوت الكلمة واللحن، لتخرج منها الموسيقى والكلمات بقالب صادق يصل إلى قلب الجمهور.

من ناحية أخرى، كان التواصل مع الجمهور الهاجس الأكبر للفرقة، وهو ما جعل قائدها يكسر حاجز الإيهام مع الجمهور، ويشاركه النغمة مباشرة، وتفاعل الحضور مع الدعوة، فشاركه الدندنة والتمايل.

عقب انتهاء الحفل حيَّت الفرقة الحضور، وقام قائدها سلامة بالتعريف باسم كل عازف، وقال: "عازف الكيبورد أليسنادرو بيبنو، وعازف الغيتار أدلفو لافولبيه، وعازف الطبول بيبو لاروزيم، والملحن نيكلو لابكارو".

وعلى هامش الحفل، قال سلامة إن تلك هي الزيارة الأولى للكويت، وانه جاء مباشرة من إيطاليا إلى الكويت لهذا الحفل.

وعبَّر عن إعجابه الشديد بذائقة جمهور الكويت، الذي استشعر الموسيقى بحرفية شديدة، وتفاعل معها بحب كبير، ما جعله والفرقة لا يريدون مغادرة المسرح، ورغم المسؤولية، لكنه لم يشعر بالرهبة، لكونه زار بلدانا كثيرة، والتقى شتى شعوب العالم.

وأوضح أنه ذهب إلى إيطاليا صغيرا وعاش بها، لكنه حرص دائما على الاحتفاظ بلغته العربية، لذلك وجدناه يتحدث ويغني العربية بطلاقة، وبيَّن أنه في 2018 ستحتفل الفرقة بمرور 20 عاما على إنشائها.