المجلس الوطني للثقافة ينعى الكاتب يحيى الربيعان
رحل الناشر والكاتب يحيى الربيعان، أمس الأول، تاركاً إرثاً زاخراً في مجالات متنوعة، منها الثقافي ومنها الأدبي.
فقدت الساحة الثقافية الكويتية أحد أبرز روادها في النشر والثقافة، وهو يحيى الربيعان، الذي وافته المنية، أمس الأول، عن عمر يناهز 76 عاما.والربيعان أول مدير لمعرض الكويت للكتاب، الذي بدأ في عام 1975 برعاية المجلس.تميز مشواره بالتنوع، إذ انتسب إلى رابطة الاجتماعيين في 1968، إلى أن تولى منصب الامين العام للرابطة، كما كان له العديد من المؤلفات. وعقب استقالته من العمل الحكومي، تفرغ لمشروعه الخاص، فأنشأ دار نشر ومكتبة تميزت بالجدية في النشر والبحث عن منابع المعرفة، وكانت للراحل مساهمات كثيرة في الشأن الثقافي، إذ شارك في العديد من الفعاليات الثقافية داخل الكويت وخارجها.
وكان الكاتب علي عبدالفتاح أصدر كتاباً يتضمن مؤلفات الراحل الربيعان، بعنوان "تأملات نقدية في أدب يحيى الربيعان"، متضمناً 10 فصول تتناول ملامح شخصية الربيعان، ممزوجة بسرد تفاصيل دقيقة عن حياته وآرائه وأفكاره.يتضمّن الإصدار مجموعة فصول تسبر رؤى الربيعان السياسية والاجتماعية، وتجربته في الحياة، وفي مقدّمة الإصدار يؤكد المؤلف علي عبدالفتاح أن علاقته بالربيعان عمرها أكثر من ثلاثة عقود، فاستثمر أواصر هذه العلاقة الطيّبة في تقديم إصدار نقدي حول تجربة الربيعان في الحياة الثقافية والأدبية، متتبعاً مشواره المتنوّع في حقول النشر والصحافة والإبداع. وشمل الكتاب مجموعة فصول تتضمّنت شهادات إبداعية لبعض الكتاب في الربيعان، ومن هذه الفصول حرية الفكر ورسالة التنوير وشهادات حول انهيار مكتبة الربيعان والشخصية التاريخية وحرية المرأة وتأملات نقدية والطباعة والنشر في الكويت، وغيرها من أبواب.وكان الربيعان يؤمن بحرية الفرد في التعبير عن أفكاره لإصلاح المجتمع والنهوض به إلى آفاق جديدة، كما كانت له رسالة تنويرية تستند إلى مبادئ الحرية والدفاع عن السلام والديمقراطية في كل مجال، وكان يؤمن بأهمية دور المثقّف في تغيير مجتمعه وبحث قضاياه والدفاع عن حرية الفكر والتعبير، ليكون هناك دائماً صحوة فكرية تقود المجتمع إلى مستويات عالية من التقدّم واحترام الإنسان ومواهبه وإبداعه، واعتبار المرأة كائناً يتمتع بالحقوق كافة التي يمارسها الرجل.لم يكن الراحل يفرّق بين أفراد المجتمع العربي في حقوقهم وواجباتهم وأحلامهم وإصرارهم على مقاومة فساد النفوس ورفض الظلم بأشكاله كافة، ومقاومة القهر وتمجيد القيم الإنسانية والأخلاقية، ورفض العنصرية لبناء مجتمع نقي يستطيع المساهمة في بناء حضارة جديدة تضيف ثروة فكرية إلى التراث العربي الكبير.وبدورها، نعت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ببالغ الحزن، الكاتب والناشر يحيى الربيعان، الذي وافته المنية أمس الأول، عن عمر يناهز 76 عاما.وقالت الأمانة العامة، في بيان لها، إن الفقيد يُعد من أحد مثقفي الكويت البارزين، وهو أول مدير لمعرض الكويت للكتاب، الذي بدأ في عام 1975 برعاية المجلس، وأقيم في جامعة الكويت، ولا يزال مستمرا كمنارة وتظاهرة ثقافية ذات وزن في المحيط الخليجي والعربي، حيث استمر الفقيد مسؤولا عنه طوال 11 عاما متتالية، وكانت له بصمات واضحة في تطويره.واستذكرت الأمانة في بيانها دور الربيعان المشهود في حركة النشر والطباعة والتأليف، من خلال مكتبته المشهورة، وهي "مكتبة الربيعان"، ووصفته بالمثقف العصامي، إذ كانت له مؤلفات عديدة، منها: "تفاصيل معركة الجهراء وفيصل الدويش"، وكتاب "ابن لعبون حياته وشعره"، وكتاب "الطباعة والنشر في الكويت نشأتها وتطورها"، وغيرها من المؤلفات، إضافة إلى العديد من البحوث والمقالات المنشورة، والتي تعكس نشاطه الدؤوب، من خلال دوره المشهود في جمعيات النفع العام المتخصصة في المرأة وحقوق الإنسان والأدب.وفي ختام البيان، أعربت الأمانة العامة عن خالص تعازيها ومواساتها لأسرة الفقيد، وللأسرة الثقافية، وجميع محبيه، سائلة المولى، عز وجل، أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.