قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أمس، إن فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أقدم على وضع خطة جديدة لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، تتخطى كل المبادرات الأميركية السابقة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البيت الأبيض أن فريق ترامب، بعدما عكف طوال 10 أشهر على الاطلاع على الجوانب الشائكة في النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، انتقل في الوقت الراهن إلى مرحلة جديدة في عمله، وهي بلورة ما تمكن من معرفته، في خطوات ملموسة تخرج عملية السلام في المنطقة من الطريق المسدود، للتوصل إلى ما يصفه ترامب بـ «الصفقة النهائية».

Ad

وأضافت الصحيفة أنه رغم عدم إعلان ترامب التزامه بدولة فلسطينية، فإن الخبراء قالوا إنهم يتوقعون أن يتمحور مخططه حول ما يسمى بحل الدولتين، الذي كان في صلب جهود السلام طوال سنوات.

وقال جايسون غرينبلات، مبعوث ترامب للسلام بالشرق الأوسط وكبير مفاوضيه، للصحيفة إن واشنطن لا تنوي فرض خطتها ولا وضع «جدول زمني مصطنع»، مضيفا: «هدفنا هو تسهيل، وليس إملاء، اتفاق سلام دائم لتحسين ظروف عيش الإسرائيليين والفلسطينيين والوضع الأمني بالمنطقة».

وإضافة إلى صهره ومستشاره اليهودي غاريد كوشنر وغرينبلات، وهو أيضاً يهودي، يضم الفريق الذي يعد مبادرة ترامب، شخصين آخرين، هما دينا باول، نائبة مستشار الأمن القومي، وهي من أصول قبطية مصرية، وديفيد فريدمان، السفير الأميركي لدى تل أبيب وهو أيضا يهودي.

وتمكنت جهود فريق ترامب من نيل الترحيب من طرفي الصراع، حيث قال المبعوث الفلسطيني لدى واشنطن حسام زملوط للصحيفة: «إننا تعتبر ذلك فرصة تاريخية، ولن ندخر جهدا لدعم استثمار الرئيس ترامب في مستقبل أفضل»، في حين وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعضاء الفريق بأنهم «يحاولون التفكير بطريقة مبدعة».

وذكرت الصحيفة، أن فريق ترامب يرى تضافر عدة عوامل تجعل اللحظة ملائمة لتقديم مبادرة جديدة، بما في ذلك رغبة الدول العربية في التوصل إلى حل نهائي للنزاع، وذلك من أجل التركيز مجدداً على إيران، التي يعتبرونها التهديد الأكبر.

ويرى بعض الخبراء أن مخطط ترامب قد يأتي ببنود لتعزيز الثقة يكون كل طرف قد وافق عليها مسبقا، تتضمن بالنسبة إلى إسرائيل، تقييد الأنشطة الاستيطانية وتجديد التزامها بحل الدولتين، ومنح الفلسطينيين سلطات أكبر في أجزاء من الضفة.

أما بالنسبة إلى فلسطين، حسب الصحيفة، فإن ذلك قد يشمل العودة للتعاون الأمني التام مع إسرائيل، والكف عن البحث عن الاعتراف الدولي، والتوقف عن تقديم الأجور لعائلات وأسر الأسرى الفلسطينيين.

وبالنسبة إلى الدول العربية، لاسيما السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والأردن، فيمكن أن تلتزم بفتح الأجواء الجوية في وجه الرحلات الجوية الإسرائيلية، وتقديم تأشيرات عمل، وكذلك ربط شبكات الاتصالات.

في المقابل، يرى مراقبون أن المبادرة قد تواجه عوائق خطيرة، منها قديمة وجديدة، على الصعيدين الفلسطيني الإسرائيلي والإقليمي على حد سواء.

في هذا الصدد، قالت الصحيفة، «لا نتنياهو ولا عباس في موقف جيد من أجل التفاوض»، فالأول تواجهه تحقيقات الفساد، وضغوط من اليمين ضمن تحالفه الضيق من أجل عدم تقديم أي تنازلات، فيما يواجه الثاني معارضة داخلية شديدة أيضاً.

وتشير الصحيفة أيضا الى أن المواجهة المتصاعدة بين السعودية و»حزب الله» المدعوم من إيران، والموقف الإسرائيلي المتشدد من تثبيت الوجود الإيراني في سورية قد يعرقلان إطلاق أي مبادرة.