إطلالة للحريري... وخصوم الرياض يرفضون مضمونها سلفاً

• عون: كل ما سيصدر عن زعيم «المستقبل» موضع شك
• نفي التقارير عن مخطط لاغتيال بهية الحريري

نشر في 12-11-2017
آخر تحديث 12-11-2017 | 21:40
لبنانيتان ترفعان لافتتين تطالبان بعودة الحريري خلال ماراثون بيروت أمس  (إي بي أيه)
لبنانيتان ترفعان لافتتين تطالبان بعودة الحريري خلال ماراثون بيروت أمس (إي بي أيه)
انتظر اللبنانيون بترقب إطلالة لزعيم تيار المستقبل سعد الحريري ستكون الأولى له بعد إعلان استقالته من رئاسة الحكومة، في خطوة مفاجئة لم تخل من الملابسات، في حين رفضت القوى السياسية اللبنانية المناهضة للرياض مسبقاً مضمون المقابلة، متمسكة بمطلب عودة الحريري إلى بيروت.
للمرة الأولى بعد إعلان استقالته من رئاسة الحكومة في ظروف مفاجئة وغير مكتملة الوضوح، انتظر اللبنانيون بترقب إطلالة زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، من الرياض، في مقابلة تلفزيونية، هدفها إيضاح الأنباء عن وضعه قيد الإقامة الجبرية من قبل السلطات في المملكة، أو إجباره على تقديم استقالته، والشائعات التي رافقت خطوته، ومنها نية الرياض اقناع عائلة الحريري بتولية بهاء الحريري الزعامة السنية مكان سعد.

خطوة استباقية

وفي خطوة استباقية، أعلنت قنوات تلفزيونية لبنانية مناهضة للسعودية ومحسوبة على المحور المقرب من إيران، أنها لن تنقل ​مقابلة​ الحريري، متذرعة ببيان رئيس الجمهورية ميشال عون أمس الأول، الذي قال فيه إن أي كلمة يتفوه بها الحريري من الرياض مشكوك في صحتها، ما لم توضح المملكة أسباب عدم عودة الحريري الى بيروت.

ونقلت تقارير عن مصادر في قوى سياسية مناهضة للسعودية قولها إن مقابلة الحريري «تكرار مضمون بيان الاستقالة الذي ألقاه منذ أيام»، مضيفة أن «بقاء الحريري في السعودية وعدم عودته يؤكدان أن التعامل مع استقالته لن يتغير».

وتأتي اطلالة الحريري بعد أن كان مساء أمس الأول في عداد مستقبلي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز القادم من المدينة المنورة الى الرياض.

وأكد رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، أمام زواره أمس، على «مضمون البيان الذي صدر السبت عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية حول الظروف الغامضة والملتبسة التي يعيش فيها رئيس الحكومة المستقيل ​سعد الحريري​ في ​الرياض​، والتي أشار إليها أيضا عدد من رؤساء الدول الذين تناولوا هذا الموضوع خلال الأيام الماضية».

ورأى الرئيس عون أن «هذه الظروف وصلت إلى درجة الحد من حرية الحريري، وفرض شروط على إقامته وعلى التواصل معه حتى من افراد عائلته»، لافتا إلى أن «هذه المعطيات تجعل كل ما صدر وسيصدر عن الحريري من مواقف أو ما سينسب إليه، موضع شك والتباس، ولا يمكن الركون إليها أو اعتبارها مواقف صادرة بملء إرادة رئيس الحكومة».وتأتي إطلالة الحريري ايضاً بعد بيان لكتلة «المستقبل» النيابية أصدرته مساء أمس الأول بعد اجتماع طارئ، دانت فيه «أي حملات تستهدف ​السعودية​ وقيادتها»، ومعتبرة أن «هذه الحملات جزء من مخطط لتخريب الاستقرار الوطني».

وشددت الكتلة على «العلاقات الأخوية مع السعودية، رافضة المزايدة عليها وعلى رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ بمحبتها والوفاء لدورها التاريخي في دعم ​لبنان​«. وأشارت إلى أنها «إذ تؤكد رفضها القاطع للتدخل الإيراني في شؤون البلدان العربية الشقيقة، وتعتبره عاملا من عوامل تأجيج الفتن والصراعات والحروب في منطقتنا، فإنها تدين الاعتداءات التي تستهدف المملكة من قبل أدوات إيران في ​اليمن​ وغيرها، وتدعو الى كبح هذه الاعتداءات والتدخلات، وتطالب بموقف عربي جامع من السياسات الإيرانية يحمل ايران تبعات ومخاطر ما تقوم به». وجددت الكتلة «وقوفها وراء قيادة سعد الحريري، وهي تنتظر بفارغ الصبر عودته الى لبنان، لتحمل مسؤولياته الوطنية في قيادة المرحلة وحماية الوطن من المخاطر الداهمة».

السبهان

وكان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، علق على خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بالقول إن «المزايدات في موضوع الحريري مضحكة جدا»، مضيفاً: «كل هذا الحب والعشق قتلتم اباه وقتلتم أمل اللبنانيين في حياة سلمية ومعتدلة، وتحاولون قتله سياسيا وجسديا».

سجال المشنوق وريفي

في سياق متصل، شهدت الساحة السنية اللبنانية سجالات محمومة بين وزير العدل السابق أشرف ريفي الذي خرج قبل اشهر من عباءة تيار المستقبل من جهة، ووزير الداخلية نهاد المشنوق الذي ينتمي الى «المستقبل».

وبدأ السجال بعد إحراق صور لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رفعها انصار ريفي في مدينة طرابلس، ثاني مدن البلاد وأكبر تجمع سني فيه. وعلق المشنوق على إحراق الصور بالقول انه «هذا العمل لا يعبر عن مشاعر أهل طرابلس وهو عمل مؤسف ندينه ونعتبره مشبوها في لحظة حساسة، ويأتي في سياق محاولات التأزيم التي تعمل جهات مريبة على افتعالها بهدف جر البلاد إلى مزيد من التوتر» وأمر بازالة كل الصور من الشمال.

فعلق ريفي بالقول «من أحرق صورة الأمير محمد بن سلمان معروف. أوقِفوه وحاسبوه، أما صور الأمير محمد بن سلمان فستبقى مرفوعة في طرابلس». ورد المشنوق إن «صور الأمير محمد بن سلمان نضعها على صدورِنا وليس في الشوارع، لكي يأتي حاقد ويحرقها».

ولاحقا رد ريفي على الرد، في تغريدة جاء فيها «لوزير الداخلية نقول: محل ما منعلِق صور ما في حاقد يوصلها، وإذا بدك تشيل الصور بلِّش من طريق المطار وبس توصل عطرابلس... منحكي». في إشارة الى صور المرشد الايراني الأعلى علي خامنئي المرفوعة على طريق المطار الواقع في منطقة تخضع لنفوذ حزب الله .

وأمس أعلن محافظ الشمال رمزي نهرا إزالة الصور والشعارات السياسية من مدينة طرابلس بناء على توجيهات وزير الداخلية.

نفي اغتيال الحريري

على صعيد آخر، أكدت ​وزارة الداخلية والبلديات،​ أمس، أن لا صحة لخبر اعتقال شخص كان يراقب موكب عضوة كتلة «المستقبل» النائبة ​بهية الحريري​، لافتة إلى أن مثل هذه الأنباء تؤدّي إلى مزيد من البلبلة بين اللبنانيين، وهو ما لا يحتاجونه على الإطلاق في هذه الظروف.

وكانت وسائل إعلام محسوبة على محور إيران نقلت نبا القبض على «عميل اسرائيلي» خطط لاغتيال الحريري.

سجال بين المشنوق وريفي حول إحراق صور بن سلمان في طرابلس
back to top