ارتفعت حصيلة الزلزال العنيف، الذي ضرب مساء أمس الأول المنطقة الجبلية الحدودية بين العراق وإيران، وبلغت قوته 7.3 درجات، وشعرت به دول عدة في المنطقة بينها الكويت، لتصل الى أكثر من 420 قتيلا، بينهم 8 سقطوا في إقليم كردستان العراق، بينما قتل الباقون وأصيب أكثر من 4000 في إقليم كرمانشاه غرب إيران الأكثر تأثرا بالهزة.وشعر الناس بالزلزال في عدة أقاليم بإيران، لكن أكثر الأقاليم تضررا كان «كرمنشاه» الذي أعلن الحداد مدة ثلاثة أيام، وسقط أكثر من 236 من الضحايا في منطقة سرب الذهب في كرمنشاه على بعد نحو 15 كيلومترا من الحدود العراقية. وقال التلفزيون الحكومي الإيراني إن الزلزال ألحق أضرارا بالغة ببعض القرى المؤلفة من بيوت مبنية بالطوب اللبن، وتسعى فرق جاهدة للعثور على ناجين محاصرين تحت أنقاض المباني المنهارة. واضاف مسؤولون للتلفزيون الحكومي ان الزلزال تسبب كذلك في انهيارات أرضية تعوق جهود الإنقاذ. وذكرت وسائل إعلام ان 14 إقليما على الأقل في إيران تضررت من الزلزال.ووجه المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، ورئيس الجمهورية حسن روحاني، الهيئات المعنية بالمسارعة إلى إغاثة المواطنين المنكوبين. وقالت السلطات الإيرانية إن عمليات الإغاثة تتواصل في مناطق غرب إيران، لرفع الأنقاض ومساعدة الضحايا في المناطق المنكوبة.وقال بهنام سعيدي نائب رئيس خلية الأزمة، التي شكلت لادارة اعمال الاغاثة، وتشرف عليها وزارة الداخلية الايرانية، إن عدد المصابين بلغ نحو 4000 شخص جميعهم في منطقة كرمنشاه.وذكر مجتبى نكردار، مساعد محافظ منطقة كرمنشاه في غرب ايران، «نحن في طور إنشاء ثلاثة مخيمات اغاثة للحالات الطارئة». وقال رئيس الهلال الأحمر الإيراني إن أكثر من 70 ألف شخص يحتاجون لأماكن لإيوائهم بصورة عاجلة.أما بير حسين كوليفاند، رئيس دائرة الطوارئ الوطنية الايرانية، فقد قال انه «من الصعب إرسال فرق إغاثة الى القرى، لأن الطرق قطعت (...) حصلت انهيارات ارضية».واعلنت وكالة الانباء الايرانية الرسمية انه تم ارسال 30 فريق اغاثة الى منطقة الزلزال التي تعاني اجزاء فيها من انقطاع التيار الكهربائي.
طقس بارد
وانقطعت الكهرباء في عدة مدن إيرانية وعراقية، ودفع الخوف من توابع الزلزال آلاف الأشخاص في البلدين إلى البقاء في الشوارع والحدائق في البرد الشديد.وسجل مركز رصد الزلازل الإيراني نحو 118 من توابع الزلزال وتوقع المزيد.وكان حجة غاريبيان واحدا من مئات الناجين الذين شردهم الزلزال في إيران، ووجد نفسه في العراء يحتضن أسرته في مواجهة البرد في مدينة قصر شيرين.وذكر التلفزيون الإيراني أن الحرس الثوري وقوات الباسيج التابعة له نشرت في المناطق المتضررة.واكد وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي ان بعض الطرق أغلقت، وإن السلطات تشعر بالقلق بشأن ضحايا الزلزال في القرى النائية. وقال مسؤول إيراني في قطاع النفط إن خطوط الأنابيب والمصافي في المنطقة لم تتضرر.العراق وكردستان
وفي العراق، تشير آخر حصيلة للضحايا الى مقتل 8 أشخاص على الأقل، وإصابة 321 شخصا بجروح في إقليم كردستان، واظهرت مشاهد بثت على «تويتر» اشخاصا مذعورين يخلون مبنى في السليمانية، وتكسر الواجهات الزجاجية، كما اظهرت مشاهد التقطت في دربندخان المجاورة انهيار جدران وهياكل خرسانية.وفي أنحاء السليمانية، خرج المواطنون العراقيون إلى الشوارع وأخلوا منازلهم، وسجلت أضرار مادية فقط، أما في قضاء كلار فقد أدى الزلزال إلى «سقوط قتيلين هما طفل ورجل مسن»، حسبما أفاد مدير مستشفى المدينة الواقعة جنوبا من مركز مدينة السليمانية.ونقل بيان عن المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية الطبيب سيف البدر ان «آخر احصائية لعدد الجرحى والقتلى بسبب الهزة الارضية، بلغت ثماني حالات وفاة و535 جريحا»، مشيرا الى ان هناك سبع وفيات في إقليم كردستان، وحالة واحدة في مستشفى جلولاء العام بمحافظة ديالى، شمال شرق بغداد.وذكر المركز الجيولوجي الأميركي أن الزلزال وقع عند الساعة 18:20 ت غ على بعد 30 كيلومترا جنوب غرب مدينة حلبجة، في منطقة جبلية محاذية لإيران. وذكر مسؤول في الأرصاد الجوية العراقية أن قوة الزلزال بلغت 6.5 درجات، وان مركزه كان في بنجوين بمحافظة السليمانية في منطقة كردستان قرب المعبر الحدودي الرئيسي مع إيران.والزلزال الذي ضرب على عمق قليل نسبيا يبلغ 25 كيلومترا، وشعر به سكان بغداد لنحو 20 ثانية، بينما شعر به سكان المحافظات الأخرى لمدة أطول. وفي الجانب الإيراني شعر بالهزة سكان عدد من المناطق في غرب البلاد، بينها تبريز.وشعر سكان الكويت وبعض المناطق السعودية بالهزة، كما شعرت مناطق في إسرائيل ولبنان بها. وفي جنوب شرق تركيا شعر السكان بالهزة من ملطية الى فان. وفي ديار بكر أخلى السكان منازلهم. وضرب الزلزال منطقة بطول 1500 كلم تلتقي فيها صفائح تكتونية عربية وأورو-آسيوية، وهو حزام يمتد بين غرب ايران وشمال شرق العراق.وفي يونيو 1990، تسبب زلزال بقوة 7.4 درجات قرب بحر قزوين (شمال ايران) في مقتل 40 ألف شخص، وإصابة أكثر من 300 ألف بجروح وتشريد 500 ألف. ويعود آخر زلزال كبير إلى ديسمبر 2003 في بم، بمحافظة كرمان في جنوب شرق إيران، حين قتل 3100 شخص على الأقل ودمرت المدينة بالكامل تقريبا.في أبريل 2013، شهدت إيران زلزالين بلغت قوتهما 6.4 و7.7 درجات، في أقوى هزة أرضية تضرب البلاد منذ عام 1957، ما أسفر عن مقتل نحو 40 شخصا في إيران وباكستان المجاورة.