لدينا كمواطنين شغف بتحقيق إنجازات وطنية أياً كان مصدرها، إنجازات حكومية أو برلمانية أو شعبية، إنجازات إدارية أو سياسية أو رياضية أو معمارية أو علمية لا يهم نوعها، نحن متعطشون للإنجازات الحقيقية لأننا نستحق ذلك، الكويت تستحق الإنجازات لأنها بلد خير ورفاهية، وبلد غني بالعقول والمواهب، وبلد له تاريخ ذهبي معاصر في التنمية والتطور يشهد لها بذلك القاصي والداني.إحدى الجهات الرئيسة في الدولة التي ساهمت في الانقضاض على طموحات الكويتيين في تحقيق الإنجازات ودفع مسيرة التنمية وتطوير البنية التحتية هي وزارة الأشغال، وهي وزارة عانت عدم الاستقرار السياسي وكثرة تغيير وزرائها وضغوط المتنفذين وسطوة الشركات، وأمراضا داخلية دفينة فيها كشفتها لنا سوء إدارتها لأكبر مشاريع البلاد خلال آخر عشر سنوات.
استاد جابر ومحطة مشرف ومشروع المطار ومستشفى جابر وإسفلت الشوارع هي دلائل فاضحة لحجم ونوعية الأداء لوزارة الأشغال، وهذا ما شاهدناه كمواطنين وعايشناه كواقع أمام أعيننا.الآن لنترك هذا الهم جانباً ونتحدث عن جانب آخر "غثيث" لدى بعض قيادات الأشغال، وهو تسابقهم للتصريحات الإعلامية والظهور في وسائل الإعلام بشكل مبالغ فيه، وإلقاء أخطائهم على الجهات الزميلة وبصورة مهينة للعمل الحكومي، كما حصل الأسبوع الماضي عندما صرحت "الأشغال" أنها "خاطبت وزارة الصحة 16 مرة لتسلم مستشفى جابر الأحمد بعد انتهاء المقاول من أعمال مشروعه لكنها لم تستجب لذلك"، لتقوم وزارة الصحة بالرد عليها باليوم نفسه "بأنها لم تتلق أي كتاب من الأشغال بالاستلام، وأن المبنى غير جاهز لعدم حصوله على موافقة الإطفاء"، ولا أدري كيف سترقع "الأشغال" موقفها بعد ذلك؟لا شك في وجود المخلصين والمجتهدين في "الأشغال" بكل مستوياتهم الوظيفية، كما أننا نتفاءل بوجود معالي وزير الأشغال المجتهد، ذي الخبرة والكفاءة، والذي يتحمل تركة ثقيلة جداً من عهود سابقة، ولذلك فإننا نناشده أن "يقضب" الإخوة قياديي "الأشغال"، ويطلب منهم الثقل والتخفيف من الظهور الإعلامي، وكبح شوقهم للتصريحات، فإننا يكفينا أن نرى مشاريعهم قائمة وناجحة لنعرف صدقهم وإخلاصهم لوطنهم، وليتذكروا أنهم قياديون بمراسيم أميرية وليسوا "فاشينستات" في "سناب" و"إنستغرام" و"عيوشة ويه ويه". والله الموفق.إضاءة تاريخية: الوزير خالد المضف، رحمه الله، قدم مشروع قانون التعليم العالي الذي نتج عنه إنشاء جامعة الكويت 1966، وفي عهده بـ"الشؤون" أنشئت دور الرعاية الاجتماعية.
مقالات
وزارة الأشغال... «قضبوا ربعكم»
14-11-2017