أكدت دولة الكويت ضرورة الاستثمار بفئة الشباب أحد أهم ركائز المجتمعات الأساسية لبناء طاقاتهم من خلال توفير البرامج والخطط المدروسة لتنشئتهم وفق مبادئ وقيم تجنبهم آفات الجريمة واستغلالهم من قبل شبكات الفساد والتطرف الفكري.

جاء ذلك في كلمة وفد دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة والتي ألقاها السكرتير الثاني بشار الدويسان أمام اجتماع بشأن الرياضة من أجل التنمية والسلام وذلك ضمن أعمال الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس الاثنين.

Ad

وقال الدويسان أن الاستثمار الأمثل لطاقات الشباب لا تأتي إلا عبر توفير منشآت رياضية متطورة ومتخصصة وتكريس عمل الحكومات الوطنية لتوجيه الشباب إلى الانخراط في المجالات الرياضية المتنوعة.

وأضاف أن «مشاركة دولة الكويت في هذه الاجتماع تأتي انطلاقاً من الايمان الراسخ بأهمية الرياضة في تنمية المجتمعات وتوطيد علاقات الشعوب وبناء فئة الشباب بناءً تربوياً صالحاً كونهم أساس تقدم وتحضر المجتمعات وتأكيداً لما دعت إليه الجمعية العامة للأمم المتحدة وكل من الدول الأعضاء ومكاتب الأمم المتحدة المعنية بتسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام».

وأشار الدويسان إلى أن المشاركة تأتي استجابة لدعوة المنظمات الدولية المختصة والمنظمات الرياضية الدولية والاقليمية والوطنية ومؤسسات المجتمع المدني بما فيهم المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص للاحتفال باليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام والتوعية به.

وقال «مما لا خلاف عليه بأن لغة الرياضة والرياضيين كانت ولا زالت وستكون دائماً لغة سلام وتحقيق الأمان والتضامن ونبذ جميع أشكال العنف والتطرف فإذا كانت كرة القدم قد استطاعت يوماً ما أن توحد جنوداً مقاتلين لفريقين من ألد الخصوم فماذا ممكن أن تحقق في حالة السلام».

وأوضح الدويسان أن أحد أروع نماذج السلام التي حققتها الرياضة عبر تاريخ القارة الأفريقية تجلت بالقضاء على العنصرية وتعزيز التكامل الاجتماعي حيث نقل خلالها زعيم جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا من خلال بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم رسالة جديدة مفادها زرع مبادئ الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد.

وأشار إلى أنه عندما طالب مؤسس دورة الألعاب الأولمبية الحديثة دو كوبيرتان بإعادة احياء الألعاب الأولمبية عام 1894 كان مؤمناً بأن الرياضة منبعاً للطاقة الروحية ودافع عن فكرته وسعى إلى غرس قيم الحب والسلام بين شعوب العالم من خلال لقاءاتهم الرياضية.

وأكد الدويسان القيم الراسخة للحركة الأولمبية الرياضية التي تتجلى بثبات في الميثاق الأولمبي وأهدافها تسخير الرياضة في خدمة التنمية المتجانسة للبشرية والترويج لمجتمع سلمي معني بالحفاظ على كرامة الانسان.

وأضاف أن «تجربة الألعاب الأولمبية تمنحنا الفرصة للتمعن بمدى قدرة الرياضة على توحيد العالم والشعوب وأن أكثر الأمثلة فاعلية لهذه الوحدة هي القرية الأولمبية التي تجمع أكثر من 200 دولة في مكان واحد من أجل هدف واحد وهو الرياضة في سلام».

وبين الدويسان أن الحركة الأولمبية ولدت تحت شعار «الرياضة هي السلام»، مشيراً إلى أن الرياضة اليوم هي أداة حقيقية وفعالة لتحقيق التنمية والسلام من خلال إنعكاساتها على الشعوب والمجتمعات والأفراد في مجالات الحياة.

وقال «نحن نشاهد اليوم في منظمة الأمم المتحدة تشابهاً كبيراً يواءم مبادئ اللجنة الأولمبية الدولية فهما وجهان لعملة واحدة والمسار التي تتخذه تلك المنظمتين واضح في مضمونه بنشر السلام عن طريق الرياضة».

وأضاف الدويسان أن «آخر مبادرات التعاون والتضامن بين اللجنة الأولمبية الدولية وهيئة الأمم المتحدة هي دعم فريق اللاجئين الذي شارك تحت هذا المسمى لأول مرة في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية في أولمبياد (ريو دي جانيرو) عام 2016».