«رقابة الإعلام» تخنق الكتاب بنظام الحاسب الآلي
• احتجزت العديد من العناوين من دور نشر محلية وعربية
أحكمت رقابة الإعلام قبضتها على معرض الكويت للكتاب، واحتجزت العديد من العناوين من دور نشر محلية وعربية.
بينما تنطلق صباح اليوم فعاليات الدورة الـ42 من معرض الكويت للكتاب، تحكم رقابة وزارة الإعلام قبضتها على سوق الكتاب المحلي، مستثمرة التقدم التقني في المزيد من التشدد الرقابي، إذ بدأت "الإعلام" التدقيق على العناوين في كل دار نشر، من خلال الحاسب الآلي، وفي حال وجود أي عنوان غير مدرج ضمن القائمة ستتم مصادرته.وأعرب عدد من الناشرين أمس عن تذمرهم من التشدد ومصادرة موظفي الرقابة مجموعة من العناوين المقرر عرضها في معرض الكتاب، وذكر أحد الناشرين، الذي صادرت الرقابة نحو نصف العناوين التي كان يتوقع أن يتم السماح لها بالدخول في المعرض، أن ما يجري لم يحصل معه في أي معرض آخر.وقال ناشر آخر إن "أحد الموظفين المكلفين بالتدقيق على الكتب حذرني من عدم الالتزام بالضوابط الجديدة التي تم الحرص على تنفيذها في النسخة الجديدة من المعرض"، مشيرا إلى أن موظفي الإعلام لن يتساهلوا في تطبيق القانون، وفي حال وجود أي تجاوز، وفقا لضوابطهم، سيقومون باحتجاز أو مصادرة العناوين، وإن كانت على أرفف أحد أجنحة دور النشر في المعرض.
الوصاية على الفكر
وطالب أحد الناشرين برقابة لا تطبق قوانينها بتعسف، لاسيما أن الوصاية على الفكر باتت من مخلفات الزمن الماضي، لافتا إلى أن الشبكة العنكبوتية الافتراضية توفر للقارئ فرصة ثمينة لقراءة أي كتاب عبر شبكتها بعيدا عن عيون الرقيب.ويشهد معرض الكويت للكتاب في دورته الحالية مشاركة نحو 500 دار نشر، تمثل 16 دولة عربية و10 دول أجنبية، تقدم عناوين متنوعة تشمل معظم فئات الإصدارات في الأدب والتاريخ والفكر والتراث والعلوم الأخرى.ويتنوع النشاط الثقافي المصاحب للمعرض، والذي يتضمن عددا من الفعاليات التي تقام في المقهى الثقافي، وتبدأ الفعاليات في السادسة مساء اليوم بحفل توزيع جوائز احتفالية الكويت عاصمة للشباب العربي 2017 بالتعاون مع الهيئة العامة للشباب، وسيكون المهتمون بالشعر على موعد غدا مع أمسية شعرية، تعقبها محاضرة عن الفن التشكيلي.الكتاب الصوتي
من جانب آخر، أكد مؤسس والمدير العام لدار الفراشة للتوزيع والنشر فهد الهندال أن "المشاركة في معرض الكتاب ستكون مختلفة خلال هذه الدورة"، مشيرا إلى أن الدار تبدأ مرحلة جديدة في مسيرتها بشعار "نستدرج المعني ونحلّق عاليا".وأضاف الهندال: "بهذا الشعار، نجاري الزمن في تطوره بعالم النشر، من خلال الجدية والمتعة معا، في البحث والطرق على أبواب جديدة في مد التواصل مع المتلقي، أينما كان". وتابع: "بدأنا منتصف هذا العام مشروع الكتاب الصوتي مع الراوي ميديا في البحرين، عبر عدة اتفاقات، لتحويل إصدارات (الفراشة) إلى كتب صوتية، مع شراكة استراتيجية مع مكتبة رواق، لصاحبتها الروائية هديل الحساوي، لبيع الإصدارات عبر موقع المكتبة أون لاين، وتعاونات أخرى قادمة في معارض الكتب المختلفة داخل الكويت وخارجها".أعمال أدبية
وعن جديد "الفراشة" هذا العام، قال الهندال: "أصدرنا عددا من الأعمال الأدبية لأسماء لها حضورها البارز على الساحتين المحلية والعربية، وكان للشعر النصيب الأكبر منها، مثل ديوان (أربي ظلي على العصيان) للشاعرة السعودية هدى الدغفق، (الحب في زمن الحرب – أنتولوجيا الشعر السوري)، من إعداد الشاعرة الفرنسية من أصل سوري مرام المصري، (أخذته الصيحة) للشاعر محمد هشام المغربي، (شجرة تصرّح بالعطش) للشاعر سعد الأحمد، و(رواه عقل) للشاعرة الصاعدة مريم العبدلي".وذكر أنه سيصدر قبل نهاية العام ديوان مختارات الهايكو "دخان يرتفع وقت الفجر"، ترجمة وإعداد الشاعر العراقي عباس محسن، مضيفا: "أصدرنا كذلك كتاب نصوص بعنوان (القيامات) للشاعر مصعب الرويشد".وعلى مستوى الروايات، أفاد بأن هناك "مذكرات متسولة" للروائي السعودي سامي الطلاق، و"الهوية 2000" للروائية الأردنية ريما حمود، ورواية للفتيان بعنوان "الخروج من مدينة الزجاج" للأديبة تسنيم الحبيب، ومع المجموعة القصصية "عرش الهوامش" للقاصة الجديدة على ساحة السرد غالية المانع، وقصة للأطفال "عنان والعجوز الشنعاء" للقاصة ضياء محمد.وأردف: "ستكون لدينا إصدارات جديدة مع بداية عام 2018، لتكون حاضرة بمعارض الكتب في مسقط، البحرين، الرياض وأبوظبي، مع توسيع المشاركة في معارض عربية أخرى".مواكبة التطور
من جانبها، قالت مديرة التسويق في مكتبة ذات السلاسل هبة المنصور إن المشاركة في معرض الكويت للكتاب في دورته الـ42 تؤكد حرص الدار على الحضور ضمن سوق الكتاب، ولتعريف الجمهور بالإنتاج الفكري، ونشره على نطاق واسع.ولفتت المنصور إلى أن "ذات السلاسل" تسعى إلى مواكبة الحداثة والتطور والتواجد مع جمهور القراء، وتنوع إصداراتها، لتحظى بإعجاب الرواد في كل مكان، سواء داخل الكويت أو خارجها.وأوضحت أن "المكتبة تحرص على إقامة حفلات التوقيع، كون هذا النشاط يمثل وسيلة لتحفيز وتقوية الحراك الثقافي في المجتمع"، مؤكدة ان "أهمية تلك الحفلات تكمن في تقريب المسافة بين القارئ والكاتب، ومنح القارئ فرصة للتعرف على الكاتب نفسه، والحصول على نسخة ممهورة بتوقيعه".وذكرت أن لمعرض الكويت للكتاب مكانة مميزة؛ إقليميا وعالميا، وصار مقصدا لآلاف الزوار الشغوفين بعالم الثقافة والفن والأدب والفكر، مضيفة ان "ذات السلاسل" تضم الكثير من الإصدارات المتنوعة، منها كتاب "هبة" للدكتور هشام العوضي، وهو تعبير كويتي لأي موضة في الأكل والملابس وطريقة الحياة.مؤسس «المركزي»
وتابعت المنصور: "ويستعرض (ونصحت لكم...) مذكرات مؤسس وأول محافظ لبنك الكويت المركزي، حمزة عباس حسين، ونشأته في منطقة شرق بالكويت، متتبعا مشواره في البيت والمدرسة، ويسترجع خلال فصوله الكثير من الذكريات التي عاشها في تلك المرحلة، ويسرد الكتاب عبر صفحاته تطور كيان الكويت في مجال النقد والمصارف، راصدا ملامح تكوين أركان الدولة منذ استقلالها، والمستجدات التي جرت عقب ذلك".وقالت إن كتاب "رحلة في حياة الشيخ محمد رشيد رضا" الشخصية والعلمية والسياسية، لكاتبه فيصل السمحان، "يمثل رحلة تبحر بنا عبر الزمن، لنحط رحالنا مع الإمام محمد رشيد رضا، فنحلق في منهجه وفكره، ونخوض معه غمار تجربته في الحياة. وفي مجال التاريخ، ذكرت ان هناك إصدارا بعنوان "الكويت: وإدارة الاستقلال في الوثائق العثمانية"، ترجمة كمال أوغلو، لافتة الى ان هناك عددا كبيرا من الروايات الجديدة، منها "هتان" لمريم القلاف، و"نصيب" لفاطمة يعقوب دشتي، و"لولوة" لريم الفيلكاوي، و"الدهلة" لبدر البليس، و"أعوام الظلام" لبدرية محمد المطيري، و"رائحة الخوف" للدكتور شريف صبري.
الوصاية على الفكر باتت من مخلفات الزمن الماضي
«الإنترنت» توفر للقارئ فرصة لقراءة أي كتاب بعيداً عن عيون الرقيب
«الإنترنت» توفر للقارئ فرصة لقراءة أي كتاب بعيداً عن عيون الرقيب