على الرغم من أن امتحانات الثانوية العامة تُعقد في يونيو من العام المقبل، فإن المشاكل التي تصاحب هذه الامتحانات سنوياً بدأت بوادرها في الظهور مبكراً، عبر جدل جديد سببه ما سمته وزارة التربية والتعليم بـ"امتحانات الكتاب الإلكتروني المفتوح".يأتي قرار الوزارة في إطار سعيها إلى تطبيق أنظمة جديدة على طلاب الثانوية، بهدف القضاء على أسلوب الحفظ والتلقين، مقابل تعزيز المهارات الإبداعية والعلمية لدى الطلاب، حيث قرر الوزير طارق شوقي تطبيق نظام "الكتاب المفتوح" Open Book في امتحانات الثانوية، والذي يعتمد على وضع أسئلة استنتاجية غير مباشرة، يجيب عنها الطالب عبر التفسير والتحليل المعرفي.
وتعتمد الفكرة على الكتب الرقمية وليست الورقية، فبحسب شوقي "إذا تم استبدال الكتاب الورقي بمحتوى رقمي ثم تم الامتحان بطريقة (الأونلاين)، فسيكون المحتوى الرقمي متاحاً للطالب أثناء الامتحان على نفس الجهاز الذي يؤدي عليه الامتحان".وقال أستاذ المناهج في جامعة "عين شمس" حسن شحاتة لـ "الجريدة": "في ظل هذا النظام يصعب امتحان نصف مليون طالب دون تدريب المعلمين والطلاب على شكل السؤال والإجابة، وكيفية إجراء البحث عبر الكتاب الإلكتروني".فيما اعترض على الفكرة معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، طارق نورالدين، مؤكداً أن عقلية الطلاب في مصر لا تستوعب هذا النظام، وإن كان بالفعل قادراً على القضاء على المناهج المعتمدة على الحفظ والتلقين وإكساب الطلاب مهارات عقلية وفكرية عظيمة، لكن لا يمكن التسرع في تطبيقه، من دون توافر موارد بشرية تستطيع تطبيقه.ورحب أولياء الأمور بالفكرة لكن بشروط، ومنهم خالد صفوت، الذي قال لـ"الجريدة": "أولياء الأمور لا يعارضون تطوير المنظومة التعليمية، لكن التطوير يجب أن ينطلق من البنية الأساسية"، معتبراً أن امتحان "الكتاب المفتوح" يتطلب إمكانيات عديدة لا تتوافر في مدارسنا، مثل عدم توافر جهاز كمبيوتر لكل طالب، وعدم قدرة الكثير من الطلاب على استخدام التكنولوجيا الحديثة، مضيفاً: الوزير تسرع.يذكر أن وزارة التربية والتعليم طبقت في امتحانات الثانوية العامة، خلال العام الدراسي السابق، نظام "البوكليت" – يضم الأسئلة ومكان الإجابات عنها في ورقة امتحانية واحدة- للحد من ظاهرة الغش وتسريب الامتحانات والذي أثبت نجاحه وتفوقه تماما.
دوليات
مصر / جدل الثانوية ينطلق بـ «Open Book»
14-11-2017