مصر /سيناء: «جند الإسلام» يزاحم «الدواعش» ويقاتلهم
التنظيم الإرهابي يكفّر الجيش ويصف «بيت المقدس» بخوارج البغدادي
عاد تنظيم ما يعرف بـ"جند الإسلام" الإرهابي، الذي يتخذ من بعض مناطق مدينتي رفح والشيخ زويد في شمال سيناء مقراً له، إلى الواجهة مجدداً بعدما خفت نجمه منذ أن أعلن تبنيه استهداف مبنى المخابرات الحربية في رفح عام 2013، حيث بثت مدونات مهتمة بنشر أخبار الحركات الأصولية، أخيراً، تسجيلاً صوتياً لزعيم التنظيم يعلن قيام عناصره بعملية استهدفت مجموعة من الدواعش المنتمين لتنظيم "ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم داعش، يوم 11 أكتوبر 2017، أدت إلى قتلهم.وفيما يعد أول رصد لصراع بين طيور الظلام في شبه الجزيرة المصرية، بدا لافتاً أن بيان التنظيم حدد جملة من المرتكزات الفكرية للجماعة المتطرفة، إذ أفتى بردة الجيش والشرطة، ورأى في أجهزة الدولة (المدنية والعسكرية) أعواناً لما يسميهم "الطواغيت"، كما وصف الدواعش من تنظيم "ولاية سيناء" بخوارج البغدادي.وأعلن التنظيم الإرهابي، كذلك في البيان، رفضه الحملات العسكرية التي تشنها عناصر "ولاية سيناء" ضد من سماهم المجاهدين من أنصار "جند الإسلام" تارة وأهالي سيناء تارة أخرى، فضلاً عن رفضه حصار الدواعش لغزة، مما يعني أن الجماعة الإرهابية لها امتدادات في القطاع الفلسطيني، أو أن الأخير هو مقرها الرئيسي.
وأمهل التسجيل الصوتي أربعة من عناصر "ولاية سيناء" فرصة لتسليم أنفسهم قبل أن يصل التنظيم إليهم ويقدر عليهم قتلاً، حيث قال التسجيل: "نمهل أبوأسامة الخارجي وأبوصالح الخارجي وأبوصخر الخارجي وفهد الخارجي، فرصة لتسليم أنفسهم للمحكمة الشرعية قبل أن تتم القدرة عليهم، وقتلهم"، وأعلن التنظيم رفضه تسميتهم بـ"الصحوات" من جانب عناصر "ولاية سيناء".وقال مصدر محلي لـ"الجريدة" إن "تنظيم جند الإسلام لم يكن ليخوض مواجهات مع عناصر ولاية سيناء، إلا إذا كان على يقين بأن الدواعش في حالة وهن وتفكك ويسهل ملاحقتهم"، لافتاً إلى أن التنظيم الإرهابي يوجد في أماكن برفح، وتحديداً قرب مطار الجورة، وفي بعض مناطق جنوب الشيخ زويد.وأضاف المصدر أن "التنظيم يتبع أيديولوجياً القاعدة، ويعادي الدولة الإسلامية"، مرجحاً أن تشهد سيناء المزيد من المواجهات بين الطرفين خلال الفترة المقبلة. يذكر أن قوات إنفاذ القانون العسكرية تفرض خناقاً كبيراً على الطرق الرئيسية والفرعية التي تستغلها التنظيمات الإرهابية في التنقل والهجوم على ارتكازات الجيش، فضلاً عن التوصل مع حركة "حماس" لتفاهمات أمنية انعكست إيجاباً على ضبط الشريط الحدودي، مما أثر على قدرات الجماعات الإرهابية ميدانياً.