ألفت عُمـر: الدراما المصرية تعاني أزمة نصوص
• «السر» أعادها إلى الشاشة التلفزيونية
تعود الفنانة المصرية ألفت عمر إلى الدراما التلفزيونية بعد سنوات من الابتعاد، من خلال مسلسل «السر». عن أسباب الغياب والعودة وتفاصيل أحدث أعمالها كان لنا معها هذا الحوار.
ما سبب ابتعادك عن الدراما سنوات عدة؟
كانت لدي رغبة في البقاء إلى جانب ابني في سنوات عمره الأولى، لأنه يحتاج إلى الرعاية والاهتمام ولا يستطيع الاعتماد على نفسه، والآن بعدما كبر وصار يرتاد المدرسة أصبح من السهل أن أعود إلى العمل وأغيب عنه جزءاً من اليوم.
هل الابتعاد يؤثر في مكانة الفنان بين أبناء جيله؟
بالتأكيد، ولكن عندما يختار الفنان بين حياته الأسرية وبين الفن يكون على علم بأن ثمة ثمناً لا بد من أن يدفعه نظير هذا القرار. الحياة ليست عملاً فحسب ولا أسرة فحسب، ولا بد من التوازن بينهما، ومن الاقتناع بأن أي قرار نتخذه له تأثير لا بد من تحمّله.كيف كانت العودة إلى الفن؟
اتخذت القرار بالعودة إلى الفن وبدأت بالاستعداد إلى ذلك من خلال اتباع حمية قاسية، فضلاً عن تغيير في الإطلالة، والأهم تلقيت دروساً في التمثيل في الولايات المتحدة الأميركية.«السر»
ماذا عن «السر»؟
أشارك في البطولة مع كل من حسين فهمي، ووفاء عامر، ونضال الشافعي، وريم البارودي، ومايا نصري، وأحمد حلاوة، ومنة جلال، وعدد كبير من النجوم. العمل من تأليف حسام موسى، وإخراج محمد حمدي، وهو تشويقي من 60 حلقة، ولم يُحدّد موعد عرضه حتى الآن.كيف كان الترشيح للعمل؟
اتصل بي المخرج محمد حمدي وعرض عليّ تجسيد شخصية في المسلسل. قرأت العمل والدور جيداً وأعجبت بهما لاختلافهما عما قدمته سابقاً. كذلك لاحظت أن المشروع مناسب لأعود من خلاله وللإطلالة الجديدة التي اخترتها، بالإضافة إلى وجود أسماء كبيرة تتصدى للبطولة أمثال حسين فهمي ووفاء عامر.ماذا عن دورك في المسلسل؟
لا أجيد الحديث عن أدواري، كذلك أفضل أن يرى الجمهور بنفسه الشخصية والأداء. كما قلت، ثمة تغيير كبير في الشكل وكنت في انتظار الدور الذي يناسبه ويشكِّل أيضاً عودة قوية لي. فعلاً، جاء الدور كما تمنيت. كل ما أستطيع التصريح به أنها شخصية أرستقراطية تتصف بالشر اسمها «شيما» تعيش مع زوجها في مدينة ساحلية، وتُختطف ابنة شقيقتها «مايا نصري». عموماً، سيشكل الدور مفاجأة للجمهور.بطولة وأداء
ما تأثير الغياب أكثر من مرة في أداء الفنان؟
يعتمد الأمر على شعور الفنان ومدى اتحاده مع الشخصية، فيعاود الاندماج والأداء الجيد. أما لو كان التمثيل يأتي بشكل روتيني من دون إحساس فلن يستطيع الممثل العودة إلى تجسيد الشخصيات بإتقان وسيكون الاختلاف واضحاً للجمهور بين قبل الغياب وبعده، والخبرة في هذه الحالة لا تفيد، بل الإحساس بالشخصية.قبل الغياب كنت أقرب إلى البطولة المطلقة، ماذا عنها الآن؟
تشغلني الآن العودة إلى الأعمال والجمهور. أما البطولة فأنا على يقين بأنها قادمة ولم تبتعد.، ولكني بحاجة إلى تذكير المشاهدين والصانعين بي. كذلك أنا على يقين بأن العمل الفني في الأساس جماعي، وكل دور فيه مهم ويشكِّل بطولة مهما كان صغيراً.كيف ستختارين أدوارك في المرحلة المقبلة؟
أعود بعد سنوات من الغياب، لذا أعتمد على دقة الاختيار وتنوع الأعمال التي أشارك فيها والأدوار التي أقدمها، ولا مجال هنا للمجاملة أو الحضور من أجل الحضور فحسب. أحرص على ذلك الآن، إذ عُرض عليّ أكثر من عمل درامي وسينمائي ولم أقرر في أي منها أشارك حتى الآن لأنني لا أستعجل خطواتي.تقييم
ما هو تقييمك لمستوى الأعمال الدرامية الأخيرة؟
حدث تطوّر كبير في السنوات الأخيرة على المستوى الفني في الصورة والإخراج والديكور والصوت، لكن لم يواكبه تطور في النصوص والكتابة بالقوة نفسها، فما زال معظم الأعمال ضعيفاً أو موضوعاته مُكررة، فيما الأعمال المتميزة قليلة مقارنة بحجم الإنتاج الدرامي. أجهل السبب، لكن ثمة أزمة واضحة في الكتابة.في رأيك ما سبب غياب الأعمال التاريخية؟
عنصر الإنتاج هو السبب. تحتاج هذه الأعمال إلى ميزانية ضخمة يعجز المنتج الخاص عن توفيرها مع عدم ضمان تحقيقها النجاح. كذلك تغيب الدولة عن دعم هذه الأعمال بينما دورها الأساسي في الإنتاج الاهتمام بمشاريع لا تهدف إلى الربح بل إلى التثقيف والتنوير. لذا إن توافر الدعم سيخرج إلى النور من القصص والأحداث الكثير. كان هذا الأمر واضحاً في مسلسلات تاريخية شاركت بها مثل «عُمر» و«كليوباترا».مسرح
حول العمل المسرحي تقول ألفت عمر: «بعدما ابتعدت عن الفن بشكل عام أعود إليه تدريجياً. بالنسبة إلى المسرح، لدي تجارب عدة في هذا المجال منذ سنوات، وهو يحتاج إلى تفرغ وجهد كبيرين، فيما أنا بحاجة إلى التركيز في الدراما التلفزيونية والسينما كي أعود إلى الجمهور وأستعيد مكانتي. ولكنه رغم ذلك لا يُقاوم، لذا عندما أجد النص الجيد سأخوض التجربة رغم متاعبها».
أعود بإطلالة جديدة بعد حمية قاسية