«هموم عربية مرئية»!
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
وكعادة مهرجان دبي السينمائي في التنقيب عن المواهب الجديدة، واكتشافها قبل أن يعرفها أهل بلدها، تحتفي مسابقة هذا العام بالمخرجة المصرية نهى عادل، وفيلمها الروائي القصير «مارشيدير»، في عرضه العالمي الأول، حيث تأخذ قضية المساواة بين الرجل والمرأة، منحى جديداً في معالجة المخرجة، بعيداً عن الشكل التقليدي المتعارف عليه عند تناول هذه القضية (تتقاطع سيارتان في شارع فرعي أحادي الاتجاه، في نهار عمل اعتيادي في القاهرة، ويتشاحن السائقان، وفي ظن السائق الرجل الغاضب أن غريمته المرأة المذعورة ينبغي أن تتراجع، لكنها عنيدة، ترفض التنازل عن حقّها استجابة لإرادة مجتمع يراها الحلقة الأضعف دائماً). «يواصل صانعو الأفلام الذين تُعرض أفلامهم في مسابقة «المُهر القصير» إبهار الجمهور من خلال أعمالهم المبدعة وقصصهم الساحرة، في تأكيد واضح على ثراء الموهبة والخيال في عالمنا العربي»، حقيقة ساقها مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني لـ «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، في تعليقه على الأفلام المشاركة في مسابقة «المهر القصير»، ويؤكدها المخرج والكاتب التونسي قيس مجري، الذي يقترب، في فيلمه «السماء تصرخ»، في عرضه العالمي الأول، من أزمة رجل وامرأة على طريق منسية وقصيّة من المدينة، يجدا نفسيهما محاطين بمجموعة من حفّاري القبور الذين يضمرون أسوأ النوايا للمرأة وطفلها الجنين، بينما يؤكدها المخرج الفلسطيني، المُقيم في الأردن، أمين نايفة، للمرة الثالثة في المهرجان، بفيلمه «العبور»، الذي يُعرض للمرة الأولى عالمياً، ويقترب فيه، بحس إنساني واضح، من الشقيقين «شادي» و{مريم»، اللذين يتأهبان بفرح ولهفة للرحلة التي ستنتهي بلقاء جدهما المريض، ورؤية الأهل داخل «الخط الأخضر»، لكن التصاريح الرسمية التي حصل عليها الشقيق الأكبر لدخول الجهة الأخرى من الجدار لا تبدو كافية لعبور الحاجز!زخم من المواهب، وتنوع في الأفكار، وموضوعية في الاختيار، فضلاً عن الحرص الواضح على التمثيل الجغرافي المتوازن، تضعنا حيال صورة حية، وصادقة، لما يعتمل في عالمنا العربي من نمو للإبداع، وتشجيع للمبدعين، وتحفيز على اقتحام مناطق، ثقافية واجتماعية وسياسية بالطبع، كانت تُعد، إلى وقت قريب، من المحظورات، التي لا ينبغي الاقتراب منها، أو كشفها، قبل أن تنهار بفعل صناعة ثقيلة أصبحنا نعرفها باسم «صناعة الأفلام القصيرة»!