دعم القنوات الفضائية المهرجانات السينمائية... إضافة أم تجارة؟
أعلنت قناة DMC دعمها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته المقبلة، كذلك ستعرض قنوات «النهار» حصرياً افتتاح وختام مهرجان مونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام، ما دفع الجميع إلى التساؤل عن شكل التعاون بين قناة فضائية ومهرجان سينمائي، وما هي الإضافة التي يُحققها المهرجان بهذا التعاون؟
هل تهدف القناة إلى الربح من خلال الحصول على العرض الحصري للفعاليات بعدما سبقتها قناة ONTV وعرضت فعاليات مهرجان الجونة، أم أن ميزانية المهرجان الهزيلة هي التي أدت إلى هذا التعاون لتقدم دورة مميزة؟
عن الدعم والشراكة وانعاكسهما على المهرجانات كانت لنا المتابعة التالية.
هل تهدف القناة إلى الربح من خلال الحصول على العرض الحصري للفعاليات بعدما سبقتها قناة ONTV وعرضت فعاليات مهرجان الجونة، أم أن ميزانية المهرجان الهزيلة هي التي أدت إلى هذا التعاون لتقدم دورة مميزة؟
عن الدعم والشراكة وانعاكسهما على المهرجانات كانت لنا المتابعة التالية.
أكد رئيس قنوات DMC هشام سليمان أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أهم المهرجانات في المنطقة، وللسينما المصرية تاريخ كبير فهي الأقدم بين دور السينما العالمية، و«دورنا دعمهما في مواجهة الإرهاب والانفتاح على العالم الخارجي».تابع: «أحد أهم أهداف قنوات DMC دعم الحركة الفنية والقوى الناعمة محلياً ودولياً، وكان علينا مساندة هذا المهرجان الكبير من خلال اتفاق تعاون يستطيع بموجبه استضافة نجوم عالميين لحضور الفعاليات وعرض أضخم الأفلام الحديثة التي لم تُعرض في أي مهرجان أو تجارياً. طبعاً ذلك كله يحتاج إلى ميزانية ضخمة لا تتوافر لإدارة المهرجان».وأضاف: «طموحات فريق العمل في القناة والمهرجان كبيرة، والأمر أكبر بكثير من حفلتي الافتتاح والختام، إذ نتطلع إلى تقديم دورة مختلفة ومتميزة تليق باسم مصر ومهرجان القاهرة.
وأكّد سليمان أن دعم مهرجان القاهرة خطوة أولى في مساندة السينما المصرية، إذ اتفقوا على دعم مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية أيضاً.ورأى المنتج الدكتور محمد العدل أن هذا الاتفاق يأتي في وقت يُعاني فيه مهرجان القاهرة أزمة مالية بسبب ضعف ميزانيته، وحاجته إلى دعم مادي لاستضافة نجوم عالميين وتقديم مستوى متميز في الفعاليات وحفلتي الافتتاح والختام. ذلك كله سيتوافر بعد هذا الاتفاق الذي حصلت القناة بموجبه على النقل الحصري للفعاليات واللقاءات الحصرية مع النجوم.وأضاف العدل أن هذه الدورة ستكون مختلفة ومتميزة بعد هذا الاتفاق والانفراجة المالية لإدارة المهرجان.
رأي النقد
في السياق نفسه رأت الناقدة ماجدة خير الله أن استضافة نجوم عالميين في الافتتاح أمر جيد يصبّ في صالح المهرجان والسياحة المصرية، وهو أمر يتطلب أموالاً ضخمة تُدفع للنجوم ومبالغ أخرى لإقامته بشكل مميز، كما أن عرض أفلام مميزة ومهمة من مختلف الدول يحتاج إلى ميزانية ضخمة، ذلك لتشجيع المنتج على ترك أي مهرجان آخر وتفضيل العرض في مهرجان القاهرة، إذ لا بد من أن يكون المقابل المادي كبيراً، وهو أمر لم يكن متوافراً لإدارة المهرجان في الفترة السابقة بسبب ضعف الميزانية، والآن تحقّق بعد هذا الاتفاق.وأضافت خير الله أن وجود سوق على هامش المهرجان أمر غير متوافر في معظم مهرجانات العالم، ومن بينها البندقية ودبي وطوكيو، وهذا لم يمنعها من أن تكون مهرجانات عالمية كبرى، كذلك ثمة مهرجانات تقدم الدعم المالي للتجارب الفنية الشابة، وهو أمر غير متوافر في مهرجانات عدة وطبعاً يحتاج إلى أموال كثيرة. الأزمة الحقيقية كانت في أنك تحاول تقديم مستوى متميز لمهرجان دولي وله تاريخ كبير، ولكن بميزانية ضعيفة، وأية فرصة لزيادة هذه الميزانية ستكون إضافة إلى المهرجان في تقديم مستوى أفضل من الدورات السابقة.من جانبه رأى الناقد نادر عدلي أن هذا الاتفاق عبارة عن عرض حصري للقناة في مقابل استقدام نجوم عالميين لحضور الافتتاح، وظهر ذلك في تصريح رئيس القناة بأنه قام بمفاوضات مع أكثر من نجم عالمي على رأسهم «ال باتشينو». وأضاف عدلي أن الاتفاق يأتي في إطار المنافسة بين القنوات بعدما فازت ONTV بالنقل الحصري لفعاليات مهرجان الجونة في دورته الأولى، وكان لا بد من الحصول على عرض مماثل لتحقيق النجاح جماهيرياً وعلى مستوى الإعلانات.كذلك أضاف أن أزمة مهرجان القاهرة ليست في التعاقد مع قناة فضائية، بل في عدم وجود سوق للأفلام التي تشارك فيه لتوزيعها داخل مصر أو في المنطقة من خلاله. وللأسف، لم ينجح المهرجان في هذا الأمر ولم يبحث عن حل لهذه الأزمة. وسأل: «ما هي حدود وصلاحيات إدارة المهرجان داخل القناة، وهل تقف عند العرض والنجوم أم ستتدخّل في الإدارة في الفترة المقبلة؟ هذا ما سنعرفه قريباً.رأي الإعلام
قال الخبير الإعلامي د. ياسر عبد العزيز إن المنافسة بين القنوات الفضائية والحصول على أكبر نسبة من عائد الإعلانات تجعلها تبحث عن فرص أكبر ومختلفة، وتشير مواقع التواصل واليوتيوب إلى أن المواد الترفيهية والفنية وأخبار النجوم والنجمات هي الأهم بالنسبة إلى الجمهور في مختلف الأعمار والثقافات، ذلك بعد حالة التشبع والملل من البرامج السياسية والحوارية. تابع: «لذا من الطبيعي أن يبحث أصحاب هذه القنوات عن وسيلة جديدة لجذب الجمهور، وتشكِّل المهرجانات إحدى هذه الفرص بغض النظر عما تقدمه القنوات من إضافة إليها».