دخلت زيمبابوي مرحلة من الغموض السياسي غداة سيطرة الجيش على السلطة، ووضعه الرئيس روبرت موغابي قيد الإقامة الجبرية، في وقت لم يعرف مكان زوجته غريس، التي كانت تسعى لخلافته في رئاسة البلاد.

ولا يعرف معظم الناس في زيمبابوي زمنا غير زمن موغابي، الذي تصدر الحياة العامة منذ وصل للحكم عام 1980 مع حصول البلاد على استقلالها من بريطانيا.

Ad

ولم يتضح ما إذا كانت خطوة الجيش، التي تمثل على الأرجح انقلابا عسكريا غير معلن، ستضع نهاية رسمية لحكم الرئيس العجوز البالغ من العمر 93 عاما. لكن يبدو أن الهدف الرئيسي لقادة الجيش هو منع غريس، زوجة موغابي التي تصغره بواحد وأربعين عاما، من أن تخلفه في حكم زيمبابوي.

زيارة وتحذير

وتوجه وزراء من دول إفريقيا الجنوبية إلى هراري للاجتماع مع قادة الجيش والأحزاب السياسية.

وعقدت مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية، التي يرأسها حاليا حليف موغابي رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما، محادثات طارئة في بوتسوانا لمناقشة الوضع المقلق في زيمبابوي.

وبينما لم يدل موغابي أو زوجته غريس بأي تصريح منذ بدء العملية العسكرية، يأمل الكثير من السكان أن تمثل الأزمة بداية لمستقبل أكثر ازدهارا.

وفي وقت سابق، حذر الاتحاد الافريقي من أن الأزمة في زيمبابوي «تبدو كانقلاب»، داعياً الجيش لوقف ما يقوم به والعودة إلى النظام الدستوري.

ودعت بريطانيا، مستعمر زيمبابوي حتى استقلالها، للهدوء وحذرت من تسليم السلطة لقيادة غير منتخبة. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: «ببساطة لا أحد يريد رؤية الانتقال من طاغية غير منتخب إلى طاغية آخر».

عودة واعتذار

ولم تخفف غموض الموقف عودة رئيس وزراء زيمبابوي السابق، زعيم المعارضة مورغان تسفانغيراي إلى البلاد وسط أزمة سياسية غير واضحة المعالم ولا المخارج.

وكان تسفانغيراى قد شارك في الانتخابات الرئاسية عام 2008، وفاز فيها من الجولة الأولى، ولكن نتيجة للتفاهم التوافقي حول تقاسم السلطة، ظل روبرت موغابي رئيسا للبلاد، وتولى تسفانغيراي منصب رئيس الوزراء.

ورافق رئيس الوزراء الزيمبابوي السابق على الرحلة ذاتها القادمة من موسكو إلى هراري عاصمة البلاد، وزيران من الحكومة الزيمبابوية الحالية، وجميعهم مقيمون خارج البلاد.

من جانب آخر، اعتذر كودزا شيبانغا (35 عاما) القيادي في رابطة شباب حزب «زانو ـ بي اف» الحاكم عن انتقاده قائد الجيش بعد تحذيره من التدخل ضد موغابي.

وقرأ شيبانغا الذي بدا عليه عدم الارتياح بيانا قال فيه: «اطلب من الجنرال شيونغا أن يتفضل بقبول اعتذاراتي بالنيابة عن رابطة الشباب وعن نفسي. لا نزال صغارا. نحن نتعلم من الأخطاء».

تجاهل وصدمة

وتجاهل سكان هراري بشكل كبير الوجود العسكري في الشوارع، وواصلوا تسوقهم وأعمالهم وتواصلهم اليومي كما هو معتاد، في حين أشار محللون إلى أن موغابي قد يكون يتفاوض مع الجيش من أجل إقامة مرحلة انتقالية، وتسليم السلطة لرئيس جديد مع الابقاء على الرئيس السابق في زيمبابوي كرمز للتحرير يحظى بالاحترام.

غير أن التحدي الأساسي لأسرة موغابي يتمثل في ضمان أمن زوجته في حال وفاته.

وسادت الصدمة ارجاء البلاد الواقعة في جنوب قارة إفريقيا بعد تطويق الزعيم المخضرم والمريض في مقر إقامته مساء الثلاثاء الماضي، في حين كان جنود الجيش يتمركزون في نقاط استراتيجية في العاصمة هراري وجنرالات الجيش يسيطرون على التلفزيون الحكومي.