معاناة الطفل الفلسطيني
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
الأحمال الثقيلة لا يقوم بها إلا أهلها، والصغير سيكبر، والأيام ستثبت ذلك، ولا بد للقيد أن ينكسر، والرهان على أطفال اليوم الذين يشكلون قرابة الـ40% من مجمل السكان لن يكون إلا رهان الصابرين، فمن سطر البطولات وأعطى الدرس تلو الدرس لمفهوم التمسك بالأرض وقوة العزيمة لا تنتظر منه التراجع، فهنيئاً لأمهات لا تلد سوى الليوث. رسالة الكويت واضحة، فهي تقف مع الحق، وتحمل الأقصى في قلبها، فلا مكان للتطبيع مع إسرائيل إلا بعد أن ينال الشعب الفلسطيني كل حقوقه المسلوبة، وترجع له أرضه وكرامته التي رفعها أطفال الحجارة بأيديهم الطاهرة، فلا أحد يزايد على الموقف الكويتي الرسمي والشعبي من قضية التطبيع مع الكيان المحتل، ونذكرهم بقول أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، بأن الكويت لن تكون إلا الدولة الأخيرة إن حصل هذا التطبيع، وبعد أن يعم السلام ربوع فلسطين، وبمباركة الشعب الفلسطيني، وهو الموقف المعلن والثابت لدولة الكويت.لمن يريد أن يلوي ذراع الحقيقة نذكره بما فعلته الكويت عندما احتضنت منظمة فتح، وبالدور البطولي للشيخ سعد العبدالله، طيب الله ثراه، حينما خاطر بحياته من أجل إخراج الرئيس الراحل ياسر عرفات من الأردن أيام ما يسمى بأحداث أيلول الأسود. الكويت احتضنت هذا المؤتمر إيمانا منها بقضية فلسطين وبحق الطفل الفلسطيني وما يعانيه من تنكيل يقوم به الكيان المحتل دون مراعاة لحقوق الطفل الطبيعية، التي نصت عليها المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية، ولتعيد للأذهان صورة الطفل محمد الدرة وصور قوافل الشهداء والآلاف ممن يقبعون تحت الظلم والبطش الصهيوني، كما أنها رسالة تحمل معها صرخة للضمير الإنساني إن وجد.ودمتم سالمين.