العراق ينهي «داعش» عسكرياً ويواجه تحدي «مسك الحدود»
«حلفاء إيران» يدافعون عن «النجباء» و«الصدريون» سيتظاهرون لمنع وصول «حكومة ميليشياوية»
أنهت القوات العراقية تحرير آخر معقل لتنظيم «داعش» بالعراق، في قضاء راوة غرب البلاد، إلا أن البلاد تواجه تحدياً من نوع آخر، وهو مسك الحدود مع سورية، والحيلولة دون انزلاق العراق بالكامل الى الأزمة السورية.
دخل العراق في مرحلة جديدة، اليوم، بعد أن تمكن من إنهاء وجود "داعش" كتنظيم عسكري يسيطر على مدن وتجمعات حضرية، وذلك بسيطرة القوات العراقية، اليوم، على راوة في الانبار، إلا أن المعركة المقبلة ستكون إحكام السيطرة بالكامل على الحدود السورية، وهو امر يحتاج الى ترتيبات وتوافقات دولية وإقليمية. وقال قائد العمليات المشتركة العراقية الفريق الركن عبدالأمير رشيد يار الله، في بيان، إن "قطعات قيادة عمليات الجزيرة والحشد العشائري تحرر قضاء راوة بالكامل وترفع العلم العراقي فوق مبانيه، بعد ساعات من انطلاق العملية العسكرية لاستعادته".وعزفت المفارز الميدانية للعمليات النفسية، السلام الجمهوري العراقي في مدخل قضاء راوة، استبشارا بتحرير القضاء وإنهاء آخر معقل لتنظيم "داعش" بالعراق عسكريا.
من جانبه، أعلن وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، اليوم، انتهاء "داعش" عسكريا في العراق، بعد تحرير راوة. وقال الأعرجي، في تصريح صحافي: "نبارك للمرجعية الدينية والشعب العراقي تحرير مدينة راوة، وبها انتهى (داعش) عسكريا في العراق".
الجبوري
في سياق آخر، قال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، اليوم: "نستطيع القول إن (داعش) انتهى ككيان جغرافي"، مبينا أن "الانتصار العسكري غير كاف لمواجهة الإرهاب، بل يجب أن يصحبه انتصار سياسي ينطلق من معالجة الهفوات".وأضاف الجبوري، في محاضرة معهد السلام بالولايات المتحدة: "تواجهنا مشكلة حقيقية في المرحلة المقبلة تتمثل في شيوع السلاح وعسكرة المجتمع بسبب المواجهة التي خاضها العراقيون وشارك فيها المتطوعون المدنيون والفصائل المسلحة والعشائر، إذ انخرط معظم المجتمع العراقي في هذه المواجهة التاريخية".ولفت الى "أننا اليوم، وبعد أن أوشكنا على نهاية المعركة إزاء تحديات ومسؤوليات ألزمنا بها الدستور العراقي، تتمثل في الحد من السلاح خارج إطار الدولة أو دخول الانتخابات التي يتطلب منها أن تكون ممارسة ديمقراطية ومدنية بشكل لا غبار عليه".وبين: "إننا في الوقت الذي نثمن تضحيات كل المقاتلين، فإننا نواجه تحدي تأمين التمويل لهذه الأعداد الكبيرة من المقاتلين ومستلزمات التسليح، إضافة الى مسؤوليتنا في إنصاف هذه الفصائل بعد اعلان النصر على (داعش)".ويزور الجبوري، أميركا، حيث التقى نظيره بول راين ومسؤولي الإدارة الأميركية، وبحث معهم الأوضاع في العراق والمنطقة.الصدر
في غضون ذلك، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم، الى تجمع مليوني، دعماً لحكومة "تكنوقراط" عبر الانتخابات المقبلة.وشدد الصدر، أثناء خطبة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة بالنجف، على ضرورة "ألا تكون الحكومة المقبلة ميلشاوية أو حزبية".وكان قد ذكر خلال تصريحات صحافية أنه لم يستبعد التحالف مع كتلتي رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس التحالف الوطني عمار الحكيم في الانتخابات المقبلة، مشيرا الى أنه بصدد تشكيل كتلة عابرة للمحاصصة، من أشخاص تكنوقراط مستقلين، كي نأخذ العراق إلى بر الأمان، مع توفير الخدمات للمواطنين.النجباء
إلى ذلك، اعتبر حيدر الكعبي، النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، اليوم، قرار الكونغرس الأميركي باعتبار حركة النجباء الشيعية المتشددة حركة "إرهابية" استهدافا واضحا للحشد الشعبي، داعيا الى ضرورة استخدام العراق جميع الطرق الدبلوماسية لإيضاح حقيقة تضحيات "الحشد".وأضاف الكعبي أن "الحشد الشعبي مؤسسة أمنية لها عمقها الشعبي، وتأتمر بإمرة القائد العام للقوات المسلحة، وتم تشريع قانون لها، كما أنه اليد الضاربة للدفاع عن العراق، ولولا تضحياته لكانت زمر (داعش) الإرهابية اجتاحت المنطقة بأسرها، لا العراق فقط". واما رئيس حركة إرادة، حنان الفتلاوي، المقربة من المالكي، فقد اعتبرت أن الخطوة الأميركية "مقدمة لحرب قادمة ضد الحشد الشعبي بذرائع مختلفة"، ودعت وزارة الخارجية ورئيس الحكومة الى "استدعاء السفير الأميركي وتسليمه مذكرة احتجاج". بدوره، اعتبر النائب ناظم الساعدي أن "الولايات المتحدة "تكيل بمكيالين"، منتقدا واشنطن وحلفاءها.أربيل وبغداد
على صعيد الأزمة الكردية، أكد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي ضد "داعش" بريت ماكغورك، ضرورة بدء حوار جدي بين أربيل وبغداد لحل المشاكل العالقة بين الجانبين، وفق الدستور العراقي، وذلك بعد لقاء جمعه مع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني، سبقه لقاء مع العبادي.
سليم الجبوري: تواجهنا مشكلة شيوع السلاح وعسكرة المجتمع في المرحلة القادمة