جدارية عملاقة تجسد معاناة «الروهينغا» في «آرت سبيس»
رسمت على شرائح عملاقة تجعل الجمهور جزءاً من المعاناة
التقت رغبة مجموعة من الشباب في توثيق ما يتعرض له مسلمو "الروهينغا" من ممارسات وحشية، عبر رسم جدارية عملاقة توثق الممارسات السلبية.
نظمت شركة arte space (آرت سبيس) تجمعا فنيا تشكيليا ذا طابع إنساني شارك فيه نخبة من الفنانين الشباب الذي خطوا بأناملهم الذهبية جدارية ضخمة تجسد معاناة مسلمي الروهينغا، الذين هجروا قصراً من منازلهم.وترصد تلك الجدارية ما تعرض له مسلمو الروهينغا من تنكيل وتعذيب، ليسجل هؤلاء الشباب موقفا، ويشهروا سلاح الريشة والألوان في مواجهة العنف والعنصرية، وليسطروا ما بداخلهم من مشاعر عبر خطوط وألوان رسمت بطريقة مبهمة على شرائح عملاقة، ومرآة تجعل الجمهور جزءاً من مشهد المعاناة الذي ترك بداخل كل منا غصة.وفي مقر "arte space" شرع هؤلاء الشباب في تنفيذ مشروعهم الإنساني بهدوء، وعلى أنغام الموسيقى انسابت ألوانهم تروي ظمأ اللوحات البيضاء، ولتسطر ملحمة فنية تعبر عن تفاعل جيل شاب قد يظلمه البعض، ويتهمه بالغربة عن قضايا الأمة العربية، غير أنهم يثبتون بالأفعال لا بالأقوال أنهم على قدر المسؤولية، وأن الفن منبر للقضايا الإنسانية.
جدارية ضخمة
مريم العنزي المسؤولة عن المشروع، وصاحبة الفكرة قالت لـ"الجريدة"، إننا "نهدف كمرحلة أولى من خلال هذا الحدث إلى لم شمل الفنانين، لنسجل رفضنا لما يتعرض له مسلمو الروهينغا، لذا لاحت لي فكرة رسم جدارية ضخمة، وقررت مشاركتها مع مجموعة من الزملاء، بحيث نرسم بطريقة مبهمة على شرائح عملاقة تعبر عن حال المسلمين هناك، وما يتعرضون له من مآس بدءاً من إجبارهم على ترك بيوتهم تحت تهديد السلام، مروراً بتعرضهم للعديد من الممارسات السلبية، ووصولا إلى المرحلة الثالثة من الجدارية، التي تحمل طابعاً تجريدياً قريباً من أسلوب بيكاسو لصورة أب يحتضن ابنه، وما إلى ذلك من ملامح حياة أسرة لتعزيز الجانب الإنساني في هذا العمل". وأضافت "أما المرحلة الثانية فهي وضع تلك الجدارية أمام مرآة ضخمة، بحيث يقف كل زائر أمامها وخلفه الجدارية، ليعبر رمزيا عن تضامنه مع مسلمي الروهينغا، ويستشعر معاناتهم وما يتعرضون له من تنكيل لنشاركهم مشكلتهم".وذكرت "بدأنا هذا المشروع يوم الخميس الماضي، واستمر هذا الحدث مدة ثلاثة أيام، لنختتمه مساء اليوم بمشاركة 10 فنانين منهم زينة الدبوس، ونيفين حسن، وسارة اشواري، وبيير أسود وآخرين، والتقينا جميعاً على هدف واحد هو توثيق ما تعرض له الروهينغا".من ثم شرعت مريم ورفاقها في البدء بالجدارية، من الشباب والفتيات من مختلف المراحل العمرية ليسجلوا موقفا قد تبعد عنه حكومات ودول، ما يعكس وعيهم بالقضايا الإنسانية، وحرصهم على إعلاء صوت الإنسان، وتوظيف الفن في خدمة القضايا الهادفة. ويوصف مسلمو الروهينغا بأنهم أكثر شعب مضطهد في العالم، حيث يعيش نحو مليون منهم في ميانمار، بعضهم في مخيمات لاجئين، خصوصا في ولاية راخين، ويرفض نظام ميانمار منحهم الجنسية، وتمارس ضدهم ممارسات وحشية تصل إلى حد التهجير من منازلهم وتصفيتهم، ولا ترغب الدول المجاورة في إيوائهم، وهم أقلية بلا دولة، أرهقها الفقر، ولايزالون يفرون من ميانمار منذ عقود.
مريم العنزي أكدت أن الفن منبر للقضايا الإنسانية