الحريري يغادر السعودية... وباسيل يستبعد ترحيل اللبنانيين
● المشنوق يشيد بحكمة عون
● الجبير: لبنان لن ينعم بالسلام إلا بنزع سلاح «حزب الله»
غادر زعيم تيار المستقبل سعد الحريري السعودية بعد أن أقام فيها أسبوعين، وأعلن منها استقالته المفاجئة من رئاسة الحكومة، ومع وجوده في باريس وانتهاء الحديث عن ظروف إقامته في الرياض، تدخل الأزمة السياسية الجديدة القديمة في لبنان منعطفاً جديداً يضع البلاد مرة أخرى على حافة الانهيار.
مع وصول رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري إلى باريس مساء أمس تلبية لدعوة الرئيس ايمانويل ماكرون الذي يستقبله ظهر اليوم ويقيم غداء على شرفه، توقعت مصادر متابعة أن «يطل الرئيس المستقيل الذي ستنتقل عائلته إلى فرنسا أيضا للإقامة فيها بعد ترتيب أوضاعها، للإعلان مجددا عن مضمون استقالته التي يتمسك بها، داحضاً نظرية وضعه في الإقامة الجبرية» وهو ما أكده الحريري نفسه في «تغريدة»، أمس، معتبراً أن «كل ما يشاع من قصص حول إقامتي ومغادرتي أو يتناول وضع عائلتي لا يعدو كونه مجرد شائعات»، مضيفاً: «إقامتي في المملكة هي من أجل إجراء مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي». وأشارت المصادر إلى ان «الحريري سيجري خلال لقائه مع الرئيس ماكرون جولة شاملة حول كل ما أحاط باستقالته من ملابسات من لحظة مغادرته الى المملكة حتى وصوله الى باريس، ويجري تقويما شاملا حول الوضعين اللبناني والاقليمي والسبل الكفيلة بإنهاء الأزمات، من منطلق الاهتمام الفرنسي البالغ بالاستقرار السياسي والامني والاقتصادي في لبنان الرازح تحت وطأة النزوح السوري الثقيل، وما قد ينتج عن أي انفجار على الساحة اللبنانية في ظل هذا الوجود». وتابعت «فرنسا تترجم اهتمامها بالوضع اللبناني أيضا من خلال ارسال موفد رئاسي الى بيروت سيلتقي رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون لعرض مبادرة تسوية لإنهاء الأزمة، ووضع حد لارتداداتها السلبية على علاقة لبنان بالمملكة العربية السعودية وسائر الدول العربيّة».
باسيل
إلى ذلك، اختتم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل جولته الأوروبية أمس بلقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال باسيل بعد اللقاء إن «ما حدث أمر غير طبيعي، ويشكل سابقة على مستوى العلاقات الدولية، ولا يمكن القبول به، وكل من زرناه اعتبر أنه غير مقبول للبنان لأنه يمس بكرامة اللبنانيين»، مضيفا: «لبنان واجه هذه الأزمة بالإدارة الحكيمة عبر استيعاب ما حصل من قبل رئيس الجمهورية ووحدة الشعب ووعي أغلب القيادات السياسية، وما حدث يمس السلم والأمن الدوليين لذلك هناك اهتمام كبير من المجتمع الدولي، وأتوقع عودة الرئيس الحريري إلى لبنان الجمعة المقبل». ولفت إلى أنّ «استقرار لبنان يحوز على أولويتنا القصوى من خلال صون الوحدة الوطنية، ولو اضطر اللبنانيون إلى عزل بعض المتواطئين في الداخل».وكان باسيل استبعد في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، امس، «مسألة ترحيل اللبنانيين العاملين في السعودية»، مشيرا إلى «دورهم الفعال في العملية الاقتصادية للمملكة ودول الخليج». وأضاف أن «هناك أطرافا في لبنان سيتبين مع مرور الوقت أنها ضالعة فيما حدث»، مؤكدا أن «الأزمة التي تعرض لها لبنان عززت وحدة اللبنانيين، وبعد عودة الحريري سيكون معنيا ومسؤولا عن الحفاظ على الوحدة الوطنية».المشنوق
في السياق، شكر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق «فخامة الرئيس ميشال عون على شجاعته وحكمته، وعلى قدرته على ادارة ازمة غياب رئيس الحكومة وجمع كل اللبنانيين على هذا العنوان وتجاوز كل العناوين الخلافية». وأضاف بعد لقائه الرئيس عون في قصر بعبدا أمس: «أتيت ايضا لأؤكد على توازن الكلام السياسي الذي صدر عن فخامة الرئيس، خصوصا في النص المتعلق بالتفاوض على أسباب الاستقالة». وتابع: «لهذه الاستقالة مضمون سياسي قد يكون من المناسب ان يناقشه المسؤولون الكبار ويطلعوا على مضمونه وما يمكن اصلاحه وما يمكن ان يساعد لبنان على استمرار استقراره السياسي والأمني. نحن في حالة استقرار واضحة رغم الأزمة الكبيرة التي مررنا فيها، وإن شاء الله، عندما يعود دولة الرئيس يزداد ويقوى هذا الاستقرار اكثر سواء في الجانب المالي او الاقتصادي او السياسي».الجبير
إلى ذلك، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن «حزب الله وضع العراقيل أمام سعد الحريري وارتهن النظام المصرفي لأنشطته»، مضيفاً: «يجب نزع سلاح حزب الله وأن يصبح حزبا سياسيا من أجل الاستقرار». وأكد الجبير، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس مع وزير الخارجية الإسباني في العاصمة مدريد، أن «لبنان لن ينعم بالسلام إلا بنزع سلاح الحزب، حيث لا يمكن السماح لحزب الله العمل خارج إطار القانون».
الحريري: إقامتي في المملكة هي من أجل إجراء مشاورات... وكل ما يشاع عن وضعي شائعات