وسط إجراءات أمنية مشددة، وصل رئيس الحكومة سعد الحريري برفقة زوجته لارا إلى منزله في باريس، بعد مغادرته مطار لوبورجيه، فجر أمس، حيث انتظره الوفد اللبناني، وعلى رأسه السفير اللبناني في فرنسا رامي عدوان، فيما وصل ابنه البكر حسام اليومالأول من لندن، وبقي نجله عبدالعزيز وابنته لولوة في السعودية بسبب الامتحانات، وفق ما أشارت أوساط متابعة لـ«الجريدة». وفور وصوله، التقى الحريري مدير مكتبه نادر الحريري، الذي وصل الى فرنسا لملاقاته، كما ظهر وزير الداخلية نهاد المشنوق يدخل مع الحريري الى منزله. واتصل الحريري صباح اليومبرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وأعلمهما أنه سيحضر الى لبنان للمشاركة في الاحتفال بعيد الاستقلال الأربعاء المقبل.
كما اتصل بمفتي الجمهورية عبداللطيف دريان، وتلقى اتصالات من رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، ورئيس الحزب «الديمقراطي» الوزير طلال أرسلان.
ماكرون
والتقى الحريري، ظهر أمس، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه في خلوة استمرت قرابة 20 دقيقة، انضمت بعدها زوجته لارا وابنه حسام إليهم، حيث أقام ماكرون وزوجته بيرجيت مأدبة غداء على شرف العائلة. وأكّد الحريري بعد اللقاء أنّه سيعود إلى بيروت في الأيام القليلة المقبلة، وسيشارك في احتفال عيد الاستقلال، مشيراً إلى أن «كل مواقفه السياسية سيطلقها من لبنان، وسيكون ذلك بعد لقائه وتشاوره مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وشكر الحريري «الرئيس ماكرون على دعمه»، قائلا: «لقد لعبت فرنسا دورا إيجابيا في المنطقة، والعلاقات اللبنانية – الفرنسية هي علاقات تاريخية ويهمنا دعمها».وأضاف: «لقد أكدنا صداقتنا الدائمة، وهو أمر لن أنساه أبداً. لقد أظهرت فرنسا دورا كبيرا في العالم والمنطقة، وأثبتت ارتباطها بلبنان وحرصها على استقراره».وختم الحريري: «شكرا لفرنسا، وشكرا للرئيس ماكرون على استضافته لي ولعائلتي». وغرد الرئيس الحريري عبر حسابه على «تويتر»، بعد اللقاء مع الرئيس الفرنسي، قائلا: «أشكر الرئيس إيمانويل ماكرون على دعمه. لقد أظهر تجاهي صداقة خالصة، وهذا ما لن أنساه أبداً. لقد أثبتت فرنسا مرة جديدة كبر دورها في العالم وفي المنطقة. وهي تثبت تعلقها بلبنان وباستقراره. ولكل ذلك أكرر شكري للرئيس ماكرون ولفرنسا». وكان ماكرون قد اتصل صباح اليومبالرئيس عون قبيل وصول الرئيس الحريري الى قصر الإليزيه. وتشاور الرئيسان في التطورات الأخيرة، وشكر الرئيس عون نظيره الفرنسي على «الاهتمام الذي يبديه تجاه لبنان، ولاسيما الدور الذي لعبه في معالجة الوضع الذي نشأ بعد إعلان الرئيس الحريري استقالته من المملكة العربية السعودية، وما رافق ذلك من ملابسات».إعادة التكليف
ومع عودة الرئيس الحريري إلى بيروت الأربعاء المقبل، تُفتح صفحة سياسية جديدة لبنانيا تفاصيلها «ضبابية» الى حد كبير. ورجحت مصادر متابعة «إعادة تكليف الرئيس الحريري تشكيل حكومة إذا كان مرشحا، أو تكليف أي شخصية سنية أخرى يتم التوافق عليها، غير أن كائنا من يكن الرئيس المكلف، فإن من المستبعد جدا أن ينجح في تشكيل حكومة، وسط المشهد الإقليمي الجديد الذي تصر فيه الرياض على اعتبار أي حكومة تضم حزب الله حكومة إعلان حرب على السعودية».وأضافت: «ولمّا كان تأليف حكومة من دون الحزب أمرا شبه مستحيل، فمن المتوقع ان تستمر الحكومة الحالية في تصريف الأعمال حتى موعد الانتخابات النيابية في مايو 2018، على أن يبنى بعدها على الشيء مقتضاه». وفي وقت لاحق كشفت معلومات أن باريس تدرس استضافة اجتماع للمجموعة الدولية لدعم لبنان. وسيكون الاجتماع مهما لناحية تخطي الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد.باسيل
وعلّق وزير الخارجية والمغتربين، جبران باسيل، على زيارة الرئيس الحريري الى فرنسا وتصريحه من هناك، بالقول على صفحته الخاصة على «تويتر» أمس: « قلت بالاليومإن عيد الاستقلال لا يكون وكرسي رئاسة الحكومة شاغرة، واليوم أقول: الاستقلال يتحصن بوحدة اللبنانيين. ننتظرك سعد الحريري لنحتفل معا».كما هنّأ وزير الدفاع يعقوب الصراف الرئيس سعد الحريري، أمس، قائلا: «ننتظرك في عيد الاستقلال ليكون عيدنا مكتملا بحضور أركان الدولة وقياداتها».