المطبوعات والنشر في «الإعلام» تفاجئ الناشرين بإقرار وتعهد مستغرب في معرض الكتاب الـ42
في خطوة إضافية لمزيد من التضييق على الإبداع
في خطوة صادمة تشير إلى تدهور الحريات والتضييق على الإبداع، وزّعت إدارة المطبوعات والنشر تعهداً خطياً على دور النشر، أمس، يدعو إلى الالتزام بالقوائم المجازة والمعتمدة من الوزارة خلال الدورة الحالية لمعرض الكتاب.
بينما تتسع أفق المعرفة في كل أرجاء العالم، تضيق سبل النشر في معرض الكتاب الـ42، فتارة يخنق الكتاب بالتقنيات الجديدة، وأخرى يصادر أو يمنع الإصدارات من التداول محلياً.وربما كان أحدث الصرعات التي ابتدعتها رقابة وزارة الإعلام بالوصاية الفكرية والتشدد الرقابي، توزيع تعهد خطي على الناشرين يفيد بضرورة الالتزام بالعناوين التي قدمتها الوزارة خلال الدورة الحالية لمعرض الكتاب، كما يقرّ موقّع الكتاب بعدم عرض أو بيع أو تداول أي كتب مستبعدة، أو كانت من خارج القائمة المشار إليها، ويتحمل المسؤولية القانونية الكاملة في حال عدم الالتزام بذلك.يأتي هذا الإجراء عقب انطلاق المعرض قبل أربعة أيام، مما يشير إلى القلق الذي يسكن الرقيب، والخوف الذي يقض مضجعه من دخول كتاب أو عنوان على حين غفلة منه، وفي وقت يطالب الكتاب والمثقفون بضرورة التدقيق في الكتب التي سمحت لها الرقابة بالتداول بسبب ضعف محتواها وهشاشة مضمونها.
المؤلم أن الرقابة تنشغل بتشذيب العناوين المهمة والمسموح لها بالتداول في الخليج والدول العربية، في حين تهمل الغث من الإصدارات، ولا تحرك ساكناً تجاهها في معرض الكتاب، ولا تكترث بتلك الإصدارات التي تساهم في تشويه سمعة المشهد الثقافي الكويتي، الذي عُرف بالتنوير منذ أمد طويل.ومن جانب آخر، تتواصل فعاليات معرض الكتاب في دورته الـ 42، حيث أقيمت جلسة حوارية مع الروائي السعودي محمد علوان حول رواية "موت صغير"، العمل الفائز بجائزة البوكر لعام 2017، وأدار الحوار الكاتبة هدى الشوا.في البداية، قالت الشوا: "منذ روايته الأولى (سقف الكفاية)، حقق لنفسه مكانة مميزة في بلاده وخارجها. صاحب لغة روائية مسبوكة بتدبير وحنكة ذلك القندس المائي الذي فرَّ من متن رواياته، ليشيد بنيانا سرديا بعذوبة وتدفق النهر، وبنفس فلسفي لشاب عاش منذ ألف عام". وذكرت أنها ليست زيارته الأولى للكويت، لكنها الاستضافة الأولى بمعرض الكتاب الثاني والأربعين، "يطل علينا وبجعبته رصيد من الروايات أحدثها (موت صغير)، من إصدار دار الساقي، والتي تكللت بالفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2017".من جانبه، قال علوان إنه كان في بداية كتابة الرواية يبحث عما هو الطريق الأصح والمنهجية، مقتنعا بأن مهمته الأساسية تندرج ضمن مسؤولية الوصول مع القارئ إلى الحقيقة التاريخية، وحينما وصل إلى هذه القناعة بدأ البحث عن الحدث الأصلح بمعياره الفني، لخدمة القارئ.وأوضح أنه كان محتارا في توصيف روايته الأخيرة (موت صغير) بين السيرة والرواية، ليضعها في النهاية ضمن الرواية المستوحاة من سيرة ابن عربي.وأشار إلى أنه كان يريد أن يكتب رواية يكون فيها الحدث واقعيا وفق التاريخ والفترة والظروف، "وكل ما نعرفه عن التاريخ مكتوب، وفي تقصي التاريخ لا يوجد تسجيل صوتي ولا فيديو، حتى نستطيع معرفة كيف حدثت بعض الأحداث، وعلى سبيل المثال في الأحداث التي حدثت قبل عشر سنوات تختلف فيها الآراء، فما بالك بالأحداث التي مضى على حدوثها مئات السنوات؟".
علم وفلسفة
وأوضح علوان أن اللغة كانت أهم شيء بالنسبة له في الرواية، وكيف كان يتكلم الناس في ذلك الوقت، مشيرا إلى أنه "بطبيعة الحال يوجد أيضا بعض الجدل حول الفرق بين ما هو مكتوب وما هو محكي، فنحن الآن في العالم العربي نتكلم بطريقة، ونكتب بطريقة أخرى مختلفة"، لافتا إلى أنه أخذ مشوارا طويلا في البحث، حتى استطاع الوصول إلى تفاصيل دقيقة.وتحدثت الشوا عن المقابلة التاريخية بين ابن رشد، الذي كان يستخدم العقل في تفسير الظواهر والأحداث، وبين ابن عربي، الذي كان يستخدم التصوف أو الإشراق، وما تضمنته المقابلة من تضاد في اتجاهين مختلفين. وقال علوان: "الأدب لا يحمل مسؤولية الإصلاح، فهناك مجال متسع لمحاولة الإصلاح في المجتمع، من خلال العنصر الإنساني، فحينما نشرت الرواية اتهمني البعض بمحاولة إحلال الفكر المتصوف على حساب أفكار أخرى سائدة، لدرجة أنهم جعلوا ذلك أشبه بمؤامرة عالمية كاملة". وأكد أنه لم يكن صوفيا قبل وبعد كتابة روايته، لكن القضية تندرج ضمن العلم والفلسفة والسلوك.وأوضح أن المقابلة التي حدثت بين ابن رشد وابن عربي اختزلها المؤرخون فيما يعادل نصف صفحة، من خلال اختلافها في طريقة الوصول إلى الحقيقة.توصيات لجنة مديري معارض الكتب العربية
دعا اتحاد الناشرين العرب، مساء أمس الأول، إلى إنشاء قاعدة بيانات للكتاب العربي، لتبادل الحقوق باللغتين العربية والإنكليزية، واعتماد قائمة أسعار موحدة بالدولار الأميركي.جاء ذلك ضمن توصيات لجنة مديري معارض الكتب العربية في ختام أعمال الاجتماع الثاني من الدورة الثامنة لمجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب، الذي تواصل في الكويت على مدى يومين تحت شعار "الواقع... والمأمول". وتضمنت التوصيات كذلك، إنشاء قاعدة بيانات لتبادل الحقوق تساعد الناشرين في بيع حقوق الكتب، خصوصاً أثناء مشاركتهم في المعارض الدولية والإقليمية، التي تنظم البرامج المتعلقة ببيع الحقوق، إلى جانب إرسال قوائم دور النشر المشاركة في المعارض العربية لاتحاد الناشرين العرب، لإبداء الرأي والمشورة في حال وجود مخالفات على تلك الدور.وأوصت باعتماد قائمة أسعار موحدة بالدولار الأميركي مع مراعاة القوة الشرائية والتكلفة المترتبة على دور النشر خلال المشاركة في المعارض العربية، على ألا تكون الاختلافات مبالغاً فيها، فضلاً عن عقد جلسات حوارية أثناء المعارض لتبادل المعلومات.وشملت التوصيات ضرورة تفعيل برنامج الاستضافة للناشرين الجدد، بالتعاون مع اتحاد الناشرين العرب، للذين يقدمون مستوى رفيعاً في إنتاجهم المعرفي، أسوة ببعض المعارض الدولية والعربية وإشراكهم في البرامج المهني.ومن بين التوصيات كذلك، إقرار تخفيض رسوم الاشتراك بالمعارض على ألا يتجاوز سعر المتر 110 دولارات، ومشاركة اتحاد الناشرين العرب في اللجان المنظمة لإقامة المعارض كشريك أساسي وإلغاء رسوم التأشيرات للمعارض أسوة بمعارض كثيرة في العالم العربي.وتركز الاجتماع على واقع النشر والكتاب في المعارض العربية وتفعيل القرارات والتوصيات الصادرة عن الاجتماع الأول "الإسكندرية" إضافة إلى بحث الصعوبات والمعوقات، التي تواجه صناعة النشر في الوطن العربي، وأشكال الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية، والتحديات التي تواجه الكتاب الورقي، في ظل التطورات المتسارعة بالنشر الإلكتروني والرقمي.ومن المقرر، وفق ما أعلنه مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب محمد الشحي، استضافة بلاده أعمال الاجتماع الثالث على أن يحدد تاريخه بالتشاور مع الاتحاد.
ليلى العثمان ونجمة إدريس توقعان إصداراتهما
توقع الأديبة ليلى العثمان، اليوم، أحدث إصداراتها "انفض عني الغبار"، الصادر عن مكتبة دار العين، في قاعة 5، جناح 102، بمعرض الكويت الدولي للكتاب. وتقيم د. نجمة إدريس حفل توقيع لمجموعتها الشعرية "صباح يشرب البرتقال"، وكتاب آخر بعنوان "على قيد الكتابة"، في السادسة مساء اليوم، في قاعة 5، جناح "ضفاف".
المؤلم أن الرقابة تنشغل بتشذيب العناوين المهمة في حين تهمل الغث من الإصدارات