حدثنا عن تفاصيل مسابقة «أسبوع النقاد» التي تديرها؟
نخوض الدورة الرابعة لـ«أسبوع النقاد» منذ إضافته كبرنامج موازٍ ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2014 تحت إدارة الناقد الراحل سمير فريد. هذا العام، عندما أُسند البرنامج إلي كمدير، وضعت هدفاً أساسياً أمامي وهو أن يحافظ الأسبوع على المستوى الذي كان عليه طوال إدارة الناقد الزميل أحمد حسونة، لا سيما أنه برنامج حساس في المهرجانات الدولية كافة، إذ يُعنى بالأفلام الأولى والثانية فقط لمخرجيها. من ثم، نحن إزاء تجارب أولى لا يمكن أن نقسو عليها في التقييم، لكنها في نفس الوقت يجب أن تكون ناضجة وشديدة التماسك والقوة الفنية كي تستحق المشاركة في مسابقة الأسبوع والتنافس على جائزته.ما هي أبرز الأفلام المشاركة، وهل ثمة دول جديدة شاركت بأفلامها؟يضمّ البرنامج سبعة أفلام، وحرصنا على أن تكون بارزة بمعنى أنها أفلام ذات سياقات مؤثرة وصورة حيوية ودراما لافتة.
معايير
على أي أساس اختيرت الأفلام المشاركة في المسابقة؟كما سبق وأشرت، هي تجارب تتلمس الطريق نحو الصوت الخاص والصورة المغايرة. إنها مغامرات فنية في المقام الأول، ولكن لا شك في أن ثمة الكثير منها على قدر كبير من النضج والتميز، وهو ما نبحث عنه وسط أكوام الأعمال الأولى التي شاهدناها خلال فترة الاختيار. لذا حرصنا، أولاً، على طزاجة المعالجة السينمائية حتى لو كانت الفكرة مكررة. ثانياً، كان لا بد من أن يحمل الفيلم أسئلة مفتوحة وواسعة التأويل، فالسينما لا تعنيها الإجابات ولكن صناعة الفيلم في جوهرها هي صناعة الأسئلة الحية والقدرة على أن نلقيها على الجمهور في كل زمان ومكان. ثالثاً: لا بد من أن تتداخل الصورة مع الدراما، فلا تكون رائعة في الشكل فحسب، بل يجب أن تتعلق بالأفكار والمشاعر والشخصيات، إذ لا يهمنا في الاختيار بريق الصورة ولكن قوتها التعبيرية. أخيراً، نعلّق أهمية على روح المغامرة شكلاً ومضموناً، إذ ثمة تجارب اُختيرت لجرأتها في طرح موضوعاتها من دون التأثر بما يمكن أن تلاقيه تلك الجرأة من عدم فهم، أي من دون الجنوح إلى الغموض والتجريبية.ما المعايير التي على أساسها اُختيرت لجنة التحكيم؟لما كان البرنامج معنياً بالأعمال الأولى والثانية لمخرجين شباب يقدمون تجاربهم الأولى، فإني وجدت أن من الجيد والمناسب أن تكون لجنة التحكيم أيضاً من الشباب، أو من المحسوبين على الشباب، بالإضافة إلى ضرورة وجود عنصر نسائي لأن ثمة حساسية أنثوية خاصة لدى المشتغلات بالسينما. عليه، اخترت المخرجة اليونانية ايفنجيليا كرينيوتي التي سبق أن فازت بفيلمها الأول ضمن مسابقة الأسبوع عام 2015 لتعود إلى القاهرة مرتدية ثوب لجنة التحكيم، وإلى جانبها الناقد المغربي عبد الكريم واكريم الذي يمثل الجيل الجديد من النقاد المغاربة أصحاب الثقافة والاطلاع السينمائي الواسع، وانضم إليهما المنتج المصري حسام علوان، أحد أبرز الوجوه الإنتاجية الشابة في مصر راهناً.جوائز
هل ستمنح مسابقة «أسبوع النقاد» جوائز للأفلام الفائزة هذا العام؟ «أسبوع النقاد» ليس مجرد برنامج عروض ولكنه مسابقة تنافسية في المقام الأول مثل أسابيع النقاد في المهرجانات الدولية كـ«كان» و«البندقية»، وفي مهرجان القاهرة تتنافس الأفلام المختارة في الأسبوع على جائزتي «شادي عبد السلام» لأفضل فيلم و»الناقد فتحي فرج» لأفضل إسهام فني.ما المختلف في مسابقة «أسبوع النقاد» مقارنة ببقية المسابقات الموازية داخل مهرجان القاهرة السينمائي؟تختلف كل فعالية من فعاليات المهرجان شكلاً ومضموناً عن البرامج والفعاليات الأخرى وأن تشابهت. «أسبوع النقاد» مسابقة دولية للأعمال الأولى والثانية لمخرجيها، روائية كانت أو تسجيلية طويلة، بينما برنامج «سينما الغد» مثلاً فيعنى بالأفلام الروائية القصيرة، سواء كانت أعمالاً أولى أو غيرها، وفي المقابل مسابقة «السينما العربية» تختار الأفلام العربية فحسب من المحيط إلى الخليج، وهكذا...حلقة البحث والكتيب
لأول مرة يتولى رامي عبد الرازق إدارة مسابقة «أسبوع النقاد» الموازية لمهرجان القاهرة، ما المختلف هذا العام؟ يقول: «من الصعب على أي شخص تقييم عمله بشكل محايد، وإن كان ثمة اختلاف هذا العام فأرجو أن يكون إيجابياً، وأفضل أن أترك رصده لمتابعي الأسبوع سواء من المتخصصين أو الجمهور المهتم بمشاهدة أولى تجارب المخرجين الذين يقدمون أوراق اعتمادهم إلى العالم. لكن هذا لا يمنع من أن أقول إنني أفتقد بعض النشاطات التي كان الأسبوع يحرص على تقديمها سنوياً خلال الدورات الثلاث الماضية وأبرزها حلقة البحث والكتيب الخاص بالأسبوع الذي كان يضمّ دراسات عدة لمجموعة من النقاد حول أفلام الأسبوع، فيما هذا العام للأسف وكنتيجة لضغط الميزانية لم تتوافر إمكانية مادية لتقديم هذا النوع من النشاط أو المطبوعات. عموماً، نأمل بأن تعود حلقة البحث والكتيب خلال الدورات المقبلة في حال تحسّنت ميزانية المهرجان».