«شايف يعني مش خايف»
![فوزية شويش السالم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1555928838345230500/1555928850000/1280x960.jpg)
وهذا مقتطف آخر بعنوان شعار المرحلة يرسم صورة واضحة للوضع الآن: "الأشعة الحمرا/ بتكشف المتخبي/ ولا يساويها في الدهاء/ إلا عيون اللي بيحبوني!/ في خلفية دخان المسدس شايف الأشباح/ وسوبر مان خلفية شاشة الكمبيوتر/ بارتب أوراقي يمكن ربنا يكرم/ أو وشي السمح يشفعلي/ وأملك قيراط في جنة العصابات/ مع أني فاهم في الحسابات/ لكنها خاصية غير مُفعلة/ حكايات الضحايا عرفتني ثمن كل شيء/ كُلنا في السباق../ باجري كأني قاعد على ركبتي وميت من الضحك/ باجري كأني بردد أغنية قديمة بتفكرني بذكرى/ باسامح الأعداء/ ومش عارف أسامح الصحاب". صالح يكتب لغة عامية أيضا اختلفت عمن سبقه من شعراء العامية، تشعر القارئ بحداثة مصطلحات عصره، التي عكسها على واقعه: "ح أقفل الكاميرا/ وافتح القفص/ كلهم/ عندهم/ البجاحة أوبشن مشترك/ بقى يعني لازم/ أوسع صدري/ وأكبر دماغي/ ناقص أفك تنية البنطلون/ هو أنا يعني/ ح أرشح نفسي ملك الغابة؟/ اخرجوااا/ أنا تلخبطت خلاص".صالح الغازي يكتب شعرا لناس تزدحم بهم مصر، وهموم معيشتها يا دوب تفوت في خرم الإبرة، حياة تختنق بضيق مساربها، يرصد بشعره هموم هؤلاء المتعبين منها، من تسير حياتهم على حبال البهلوان كي يمنحوا يومهم شقا صغيرا يسمح بالأمل، حتى الحلم الآتي بالتغير من ثورة 25 يناير تبدد مع سقوط الأوهام: "شوفت الشعور بالوطن إزاي؟/ مين يصدق؟/ الشفافية مش سد خانة/ افرح زي ما إنت عايز،/ سيب أوهامك،/ تتحرق/ دخانها يطلع السما حلقات،/ السما تعرف تبدده/ وخليك إنت في التحرير". "واجتهد عشان أوصل/ لكني مش أكثر من جاهل./ شايل الفاس على كتفي/ وفاكر إني باحقق حاجة مهمة./ البيوت بقت رمل/ وأنا سلحفة، يبكي الرمل من تُقلي/ ويبكي النيل من الفُراق/ ويعطش التراب من غيابك/.. يادوب بامشي خطوة.. خطوة/ مش محبة في البُطء/ إنما رجليا بتغوص في الرملة/ واعترف../ أنا مكسوف أعيط".وهناك أيضا أشعار للحب غاية بالحنان والرقة تجعل الحياة سهلة: "كونتيلي بخيوطك الحرير حريتي/ أجري ورا جنوني/ قبل ما أقع تلحقيني/ لما أشوفنا بافرح قوي/ وأسألك عن رضاكي؟/ فرحانة وراضية/ أستغرب وبعدين أفرح./ لولا وجودك كان مستحيل أتغير".صورة أخرى معبأة بالحب: "لو تنامي متطمنة أول ما تصحي اوصفي لي بالضبط/ عشان أحُط الدنيا ورا ضهري وأرقص/ لو تدوقي تمرة بحلاوتها أحس/ بادلعك طب ومالو/ أصل أنا هايم/ ومين غيري يدلعك؟/ بتقوليلي يا قمر!/ ياااه أنا قمر/ وانتي اللي الشمس تبقى حته منها..!".صالح الغازي شعره رصد التغيرات التي يعيشها ويعاصرها زمنه الآن، توثيق مهم لوقته وقد تتغير هذه المرحلة.